شكك الدكتور مسلم شلتوت أستاذ بحوث الشمس والفضاء ونائب رئيس الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك التابع لجامعة الدول العربية في نتائج أبحاث الإعجاز العلمي في القرآن المتعلقة بتفسير ظواهر يوم القيامة، وقال: إن العلماء المتخصصين في الإعجاز أخطأوا عندما ربطوا الإعجاز العلمي مع يوم القيامة وأنهم بهذا لم ينفعوا الإسلام بل أضروه. يبرر قوله بطرح مثال بأن عملية تفسير يوم القيامة أنها ستكون الانهيار العظيم الذي سيحدث في الكون، حيث كانت بداية الكون فالانهيار العظيم الذي حدث منذ 14 مليار عام ثم ينتهي الكون بانهيار عظيم أيضا بعد 85 مليار عام ولكن كيف سيعيش الإنسان 85 مليار عام إضافية في وجود الحروب والدمار، كما أننا في انتظار حرب كونية أخري ولهذا نحسب ليوم القيامة بمئات أو آلاف السنين وليس بالمليارات. وأوضح في دراسة له إنه قول بعض مفسري القرآن الكريم بأن يوم القيامة سيتم فيه اجتماع الشمس والقمر معا قول ساذج، حيث إن الشمس يتحول فيها الهيدروجين إلي هيليوم نتيجة التفاعل النووي في باطن الشمس، كما أن عمر الشمس 7 مليارات عام ولايزال أمامها 7 مليارات سنة أخري ثم بعد أن تستنفد الشمس كل الهيدروجين بحيث ستتحول إلي العملاق الأحمر ويصل سطحها إلي القمر ويبتلعه في حين أن القمر يبعد عن الأرض ب400 ألف كيلو وهو ما سيحول البشر إلي بخار، حيث إن المسافة بين الشمس والأرض 150 مليون كليو. ويعلق الدكتور كارم غنيم الأمين العام السابق لجمعية الإعجاز العلمي علي هذه الدراسة بأن كل بحوث الإعجاز العلمي بصرف النظر عن الدين أو التوجهات عبارة عن تكهنات وتوقعات لا ترقي إلي مستوي الحقيقة، أي أنها مبنية علي بعض الاقتراحات وبهذا لا يمكن أن نخضع النص الثابت الإلهي إلي هذه الافتراضات والحقيقة المطلقة هي التي نزل بها الوحي. ويضيف أن الشمس ما هي إلا نجم متوسط الحجم، والقمر ما هو إلا تابع صغير يدور حول الأرض وكثير من الكواكب تدور حولها الأقمار قد يكون قمرا وامدا أو أكثر، وأنه يوم القيامة لن ينهار الشمس فقط والقمر ولكن المنظومة الكونية بأكملها ستنهار وهذا من العلامات الكبري ليوم القيامة وكل ما يعتقد أنه سيحدث هو مسألة صغيرة مما سيحدث في الانهيار العظيم الذي ستكون فيه نهاية الكون. ويؤكد أن المفسرين ما هم إلا بشر يؤخذ من كلامهم ويرد عليهم لأن كل مفسر هو مجتهد في تخصصه ويختلف التفسير من مفسر إلي آخر، ولكن نص الآية القرآنية هو نص ثابت إلي يوم القيامة وإنما تتعدد التفاسير، ولا يعلم حقيقة يوم القيامة إلا الله سبحانه وتعالي. ويشدد الدكتور عبدالمعطي بيومي عضو مجمع البحوث الإسلامية علي أن ما يقوله مفسرو القرآن الكريم في الإعجاز العلمي ظنون لا يوجد دليل تتوفر فيه شرائط البرهان علي صحة ما يقولون، وإنما يستخدمون آليات للتفكير نحتاج إلي برهنه وتجريب كما هو منطق العلم يغلب عليهم رجحان ما يقولون، وهذه الظنون تتنافي مع القرآن الكريم نفسه لأنه لم يذكر قيام الساعة ولا يعلمها إلا الله.