حياة بائسة يعيشها آلاف الأطفال بقريتي البرلس وبرج مغيزل المشهورتين بحرفة الصيد فبدلا من ذهابهم إلي المدارس كل صباح يضطرون الي ركوب البحر في رحلات الصيد التي تمتد اياما واحيانا شهورا وسط الامواج المتلاطمة مؤخرا وصل الامر الي احتجاز السلطات الليبية لعدد من الاطفال لاتتجاوز اعمارهم 15عاما لدخولهم مياهها الاقليمية علي متن مراكب صيد مصرية بدون تصريح وهنا سؤال يطرح نفسه اين وزارة الاسرة والسكان وجمعيات حقوق الطفل مما يحدث لاطفال البرلس وبرج مغيزل؟ "روزاليوسف" انتقلت الي هناك ورصدت هذه الكارثة يقول أحمد نصار رئيس جمعية خدمة الصيادين ببرج مغيزل ان تعليم الاطفال مهنة الصيد يبدأ من سن 6 سنوات إلي 12عاما حيث يخرج الطفل للصيد في المناطق الداخلية في بحيرة البرلس وببرج مغيزل وفي إدكو ورشيد وعندما يشتد عوده يبدأ في خوض تجربة الصيد الخارجية فيخرج للصيد علي المراكب الكبيرة وهو في سن 13سنة. واوضح ان هناك عددا كبيرا من الأطفال خرجوا من المدارس للعمل كصيادين لمساعدة أسرهم لمواجهة أعباء الحياة خاصة أن مهنة الصيد المرهقة التي تؤدي لتقاعد الصيادين في عمر مبكر لايزيد علي 35 سنة لأن أغلب الذين يخرجون للصيد تتراوح أعمارهم مابين 13سنة و31 سنة واشار الي أن الصيادين المحتجزين في ليبيا تتراوح أعمارهم مابين تلك السن وهم زكي عيد الغرباوي13سنة و علي محمدالغرباوي12سنة ونصف وابراهيم أحمد الغرباوي 15سنة وابراهيم أحمد الشامي 15سنة منصور الفلاح عمره 16سنة وأحمد فراج 18 سنة. ويضيف محمد سعد علي 45 سنة "صياد" انهم يضطرون الي عدم الحاق أبنائهم بالمدارس حتي يتم تعليمهم الصيد ويتحمل الطفل أعباء الحياة منذ صغره ليتعود علي مواجهة الشدائد فمهما تعلم في المدارس فلن يجني شيئا سوي شهادة لا تسمن ولاتغني من جوع وتساءل : كم من ملايين الشباب خريجي دبلومات وجامعات مشردين في الشوارع ويتسكعون في الطرقات والمقاهي ويشعر أولياء أمورهم بالحزن لأن ابناءهم بلا عمل. ويشير محمد حسن 11 سنة صياد من البرلس الي انه تعلم مهنة الصيد منذ 4سنوات لمساعدة أسرته لان والده ليس لديه سوي ولدين وهو رجل كبير متسائلا ماذا سآخذ من المدرسة فأنا أخرج لأصطاد لتوفير حياة كريمة لاسرتي وحتي لا أجعل والدي يتسول لمرضه؟ ويروي محمود سعد البهلوان 12سنة صياد حكايته مع الصيد قائلا : أنا لم أشعر في يوم من الأيام أني طفل ألعب مثل الأطفال بل خرجت من المدرسة عندما كنت في الصف الخامس الابتدائي بمدرسة برج مغيزل وعلموني الصيد لمساعدة والدي في عمله وكثير من أطفال القرية مثلي ومنهم من لم يدخل المدرسة نهائيا ويعمل علي مركب ويضيف محمود انهم يخرجون للصيد في رشيد وبرج مغيزل ووالده قال له بعد ثلاث سنوات سوف يخرج للصيد علي مركب في مالطا أو مركب صيد علي حدود مصر وليبيا مثل أقاربي الموجودين في ليبيا ويقول الصياد الصغير: إحنا لانخاف من أحد والصيد هنا بيجيب سمك قليل لذلك نضطر للذهاب لمناطق بعيدة في البحر المتوسط لتكون كمية صيد الأسماك كثيرة ولتكون رحلة الصيد مربحة لصاحب المركب والصيادين. ويروي إبراهيم الشوكي والد الطفل إبراهيم وهو أصغر صياد منتظر محاكمته في ليبيا قائلاً: إن ابني لا يتجاوز عمره 13 عامًا تعلم الصيد وهو في السابعة من عمره وأصبح العائل الوحيد للأسرة وهذه هي المرة الأولي التي يخرج فيها للصيد خارج برج مغيزل. ويتحسر والد الطفل باسم إبراهيم الشوكي علي ابنه مؤكدًا أنه لولا احتياجه للمال للصرف علي إخوته البنات وأمه العجوز المريضة لما تركته يخرج للصيد وأضاف أنا الظالم الوحيد لابني الذي حمّلته المسئولية قبل الأوان ولم أتركه يتمتع بطفولته.