في 26 مارس الجاري يحتفل اتحاد الصحفيين العرب بمرور 14 عاماً علي عودة مقره إلي القاهرة، بعد سنوات عجاف قضاها في بغداد علي أثر مقاطعة عربية ظالمة لمصر بعد توقيع الرئيس الراحل أنور السادات اتفاقية السلام مع إسرائيل. الأربعة عشر عاماً لم تتوقف خلالها التحديات المعرقلة لأداء الاتحاد، ما بين ضعف الموارد المالية، والحروب الخفية التي يقودها أيدن وايت الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين الهادفة إلي استقطاب النقابات الأعضاء باتحاد الصحفيين العرب ودعم الانشقاقات في صندوق الصحفيين بالعديد من الدول معركة خفية تدور رحاها بين الهيئتين الدولتين زادت اشتعالاً خلال الأشهر الماضية لتنتهي الأحداث بدعوة نقابة الصحفيين المغربية ممثلة في نقيبها الزميل يونس مجاهد لقيادات الاتحاديين لجلسة تصالحية مقرر لها الانعقاد 16 مارس الجاري بالرباط. ومن المقرر أن يضم الوفد الذي يرأسه إبراهيم نافع رئيس الاتحاد كلاً من مكرم محمد أحمد أمين عام اتحاد الصحفيين العرب وحاتم زكريا الأمين العام المساعد ومحيي الدين تيتاوي عضو الأمانة العامة ونقيب صحفيي السودان والهاشمي نويرة عضو الأمانة العامة ومحمد يوسف رئيس جمعية الصحفيين الإماراتية وعبد الوهاب زغيلات نقيب صحفيي الأردن ورئيس لجنة الحريات بالاتحاد، فيما يضم وفد الاتحاد الدولي جيم بو ملحة رئيس الاتحاد وأيدن وايت الأمين العام وعدد من أعضاء الهيئة التنفيذية. مسودة اتفاق ويهدف اللقاء التصالحي إلي تقريب وجهات النظر والتعاون بين الاتحادين وإبرام اتفاق مكتوب يتضمن في جوهره عدم عمل طرف في نطاق عمل الآخر دون التنسيق معه وتبادل المعلومات حول المشاريع خاصة التي ينفذها الاتحاد الدولي في المنطقة العربية والأهم أن يتعامل الاتحادان بندية علي مستوي القيادة والجهاز الإداري، خاصة أن عدداً من الوفد العربي عضويتهم مشتركة بالاتحادين. وتنص مسودة الاتفاق علي الآتي يعتقد قادة الاتحادين أنه يجب علي الصحفيين في كل أنحاء العالم أن يتكاتفوا للعمل سوياً علي خلق توافق عالمي حول مبادئ الديمقراطية والتعددية... وهم يدينون معاً جميع أشكال الرقابة وسبل القمع القانونية للإعلام، والتدخل الحكومي في عمل الصحفيين ويعلنون رغبتهم في التعاون المشترك فيما بينهم لبناء حوار أعمق وأشمل بين الصحفيين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فيما يتعلق بحرية الصحافة والدفاع عن الاحترافية. ويتفق قادة الاتحاد الدولي للصحفيين والاتحاد العام للصحفيين العرب علي أن تلعب كلتا المنظمتين دوراً حيوياً ومتساوياً في التعبير عن مطالب واهتمامات الصحفيين وأنهما سوف يتبادلان المعلومات علي قاعدة من الاتصالات المنظمة بما يحقق الأهداف: .. المساعدة في إنشاء والدفاع عن اتحادات الصحفيين الموحدة للحصول علي الحقوق الاجتماعية والمهنية.. تشجيع برامج التدريب المطلوبة.. دعم الإعلام المستقل.. وعلي ضوء الأهداف يلتزم الطرفان بتبادل المعلومات بشأن مشروعاتهم والمشاركة فيما بينهم علي أن تلتقي قيادات المنظمتين مرة واحدة علي الأقل سنوياً لبحث أوجه التعاون. كواليس الأزمة كانت عدة شكاوي وصلت اتحاد الصحفيين العرب من عدد من النقابات الأعضاء بشأن لعب الاتحاد الدولي خاصة أمينه العام أيدن وايت دوراً مشبوهاً ممثلاً في دعم المنشقين عن النقابات والدعم المالي لإنشاء نقابات موازية في موريتانيا والصومال وفلسطين ودعم الانشقاق في تونس وهو الأمر الذي دفع اتحاد الصحفيين العرب إلي إصدار بيان عن الأمان العامة بعد مناقشات منتصف مايو الماضي بالقاهرة طالب فيه الاتحاد الدولي بعدم التدخل في شئون النقابات العربية والتوقف عن دعم الانشقاقات وأن تكون العلاقات ندية مع التأكيد علي الرغبة الجادة في التعاون لصالح الصحفيين. ألا أن أيدن وايت بخطاب أرسله إلي اتحاد الصحفيين العرب حمل رقم وارد 126 بتاريخ 15 يونية 2009 قال فيه لقد نظرت اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي للصحفيين في اجتماعها المنعقد في أوسلو 7 يونية .. ويرفض الاتحاد الدول لهجة بيان اتحاد الصحفيين العرب، ويعتبره متطرفاً وغير مبرر.. ويطلب إصدار تصريح يتراجع فيه عن الهجوم الشخصي علي الأمين العام للاتحاد الدولي وخاصة التشكيك بشرعيته وأهليته للقيام بعمله. بل وطالب خطاب أيدن وايت من الاتحاد العربي أن يقدم توضيحات مكتوبة حول انتقاد الاتحاد الدولي وما ورد في الخطاب الموجه لرئيس الاتحاد الدولي بتاريخ 5 يونية الذي قال اتحاد الصحفيين العرب فيه دونا ملاحظات جادة علي أداء ممثلي الاتحاد الدولي في المنطقة العربية. الأزمة تشتعل ساء اتحاد الصحفيين العرب خطاب أيدن وايت فأرسل خطاباً إلي النقابات العربية الأعضاء مرفق به نص رسالة الاتحاد الدولي مشيراً إلي أن الخطاب تضمن عبارات غير لائقة ومرفوضة شكلاً ومضموناً كما حمل مغالطات أبرزها اعتبار بيان الأمانة العامة لاتحاد الصحفيين العرب متطرفاً وغير مبرر ومطالبته بتوضيح وكأن الاتحاد هيئة تابعة للاتحاد الدولي إضافة للتهديد الضمني بإصدار بيان نقدي حول عمل الاتحاد وقال نافع في خطابه للأعضاء مع تمكسنا بتطوير علاقاتنا مع الاتحاد الدولي علي أسس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شئون الغير نطرح هذه القضية أمامكم مرة أخري لإبداء الآراء حولها تمهيداً لارسال رد مدروس ومتوازن للاتحاد الدولي يعبر عن آراء جميع أعضاء الأمانة العامة لاتحاد الصحفيين العرب. النقابات العربية ترد ملحم كرم نقيب الصحفيين اللبنانيين أرسل لاتحاد الصحفيين العرب يفوضه باتخاذ جميع الخطوات التي تدافع عن مصلحة وسيادة الكيانات النقابية العربية، وحمل الاتحاد الدولي علي احترام هذه الكيانات وخصوصيتها والحرص علي ألا يبني علاقات موازية مع نقابات وتجمعات تنشأ خارج النقابات الشرعية القائمة وأن النقابة اللبنانية تري أن الاتحاد العربي كان ملتزماً إلي أبعد الحدود بقواعد وأدبيات التخاطب مع الاتحاد الدولي للصحفيين وسائر الاتحادات الدولية والقارية والإقليمية ولم يطلب يوماً إلا المعاملة بالمثل ولذلك ترفض النقابة اللبنانية التفسيرات الجائرة التي وردت في كتاب رئيس وأمين عام الاتحاد الدولي جيم بو ملح، وأيدن وايت. فيما أكد إلياس مراد نقيب الصحفيين السوريين السابق ونائب رئيس اتحاد الصحفيين العرب تمسك النقابة السورية بما جاء بالبيان الختامي لاجتماع الأمانة العامة لاتحاد الصحفيين العرب، مضيفاً اتحاد الصحفيين العرب جهة مستقلة وغير مسموح لأحد التدخل في شئونها وعلي الاتحاد الدولي للصحفيين التعامل باحترام وندية واحترام أصول المخاطبة.. فيما رفض عاشور التليس نقيب الصحفيين الليبيين خطاب الاتحاد الدولي جملة وتفصيلاً. فى العدد القادم نستكمل الكواليس :انتقادات لأيدين وابت لمزاعم دعم الديمقراطية فى النقابات العربية بينما يجلس هو فى موقعه بالتعيين.. وتفاصيل ال 40 ألف دعم