يقطع مصطفي شهيب لقراء كتابه الأول "بلد متعلم عليها" وعدا بألا يكتب ما يوحي برموز دينية مثل "حلال" أو "حرام" أو "خطيئة"، لأنها بالنسبة إليه "ألفاظ غير مقنعة" تحوله إلي شيخ أو قسيس للوعظ لا صديق للدردشة. الكتاب وهو عبارة عن مجموعة قصص ومقالات ساخرة، يتناول بالأساس الظواهر الاجتماعية السلبية لبعض الشباب في مصر، مثل "التحرش الجنسي" و"المعاكسات" و"تناقض التفكير"، تلتقط الفكرة الغالبة في كتابه النظرة الجنسية للمرأة، حتي لو كانت هي السبب في تلك النظرة، بدءا من عناوين فصوله الثلاثة، والتي يلاحظ أن بعضها مأخوذ من عناوين وأسماء "جروبات" الفيس بوك، مثل: "الحملة الشعبية لتوسيع بنطلونات البنات" و"مصر المحروشة" و"بنات متعلم عليها". يوصي في النهاية قارئه: "لو لم يعجبك كلامي، ارم الكتاب في أقرب سلة زبالة، لمجرد أن النظافة من الإيمان"! يخدع شهيب قارئ كتابه، عنوان الكتاب "بلد متعلم عليها" ذو معنيين، الأول القريب إلي الذهن، وهو السخرية من مصر، والثاني البعيد، يناقض سابقه، يقول: "اترك الكتاب فورا لو ظننت للحظة أنه مثل الكتب التي تحشر اسم مصر في عناوينها لتحقيق مبيعات"، إنما يقصد بالبلد هنا "شباب البلد"، يكتب عنهم لا لهم، ولهذا نجد تفسيرا للعنوان الفرعي للكتاب: "كلام عننا وحاجات كده". عن "البنطلونات الضيقة" يري شهيب أنها تصلح فقط للوقوف، "لو اتقعد بيها هتنفجر"، لكن لها فوائدها في حماية البنت من الاعتداء عليها بالاغتصاب "للصعوبة الرهيبة في قلعها"، وعبر إدانة مظاهر التحرش الجنسي، يسخر شهيب من الشاب المتحرش محاولا تحليل دوافعه ويراه رافعا شعار "أنا متحرش إذن أنا موجود"، يتحدث كذلك عما أسماه "الحب علي طريقة تامر حسني"، يقصد الحب لأجل أغراض جنسية، ومن هنا يتناسب المضمون مع غلاف الكتاب، الذي صممه الفنان والروائي الشاب أحمد مراد، ويظهر فتاة ترتدي "تي شيرت" عليه صورة تامر حسني، وهو هنا لا يسخر من الأولاد فقط، بل البنات أيضا، يقول: "لو وجدت بنت لسه وشها بيحمر، يبقي أكيد عندها الحصبة".