في المقابل اتهم محمد غريب نقيب المرشدين السياحيين وزارة السياحة بالإساءة لسمعة مصر وزيادة أعداد البطالة للشباب المصري من خلال السماح للمرشدين الأجانب بغزو قطاع السياحة في مصر. وقال في حواره ل "روزاليوسف" إنه مع كل "طلعة" شمس يوجد مرشدون أجانب يؤكدون أن المصريين ليسوا بناة الأهرام وأنهم لم ينتصروا في حرب 1973 وأن الأقباط مضطهدون في مصر لافتا إلي كارثة إدراج وزارة السياحة للغة العبرية ضمن اللغات النادرة التي يعطي فيها تصاريح الترجمة بما يسمح بسهولة الاختراق والعبث الإسرائيلي. كيف تري مهنة الارشاد السياحي حاليا؟ - توجد هيمنة من جانب وزارة السياحة في التحكم بكل شيء يخص المهنة، فالوزارة لا تمنح التراخيص الخاصة بمزاولة المهنة وعمل الدورات التدريبية لتجديد الترخيص كل خمس سنوات. وهل تري تلك المهام من اختصاص النقابة؟ - نعم.. فأي نقابة مهنية من ال 24 نقابة المتواجدة في مصر هي المسئولة عن مثل هذه الأمور والآن لم يتبق للنقابة سوي اعطاء المعاشات والإعانات للأعضاء. ما طبيعة عمل المرشدين الأجانب؟ - يعملون بالمهنة من خلال ترخيص الترجمة للغات النادرة الذي تمنحه وزارة السياحة وكانت في البداية يعملون في كل اللغات كمرشدين وليسوا مترجمين فاعترضت النقابة ولذلك عقدنا مؤتمرا مشتركا، مع الوزارة عام 1999، حضره القيادات من كلتا الجهتين وطلبت الوزارة من النقابة السماح بعمل الأجانب بالمهنة، علي أساس أن هذا الأمر في صالح السياحة وسيخلق روحاً من التنافسية بين العاملين في المهنة، وتم إغراء النقابة بالحصول علي دعم مادي إذا وافقت علي تصريح الترجمة وتشغيل 3 من المرشدين المصريين مقابل واحد أجنبي ولكن رفضت النقابة الموضوع جملة وتفصيلا. فأصدر ممدوح البلتاجي وزير السياحة الأسبق قرارا وزاريا باستخراج تصاريح ترجمة للغات النادرة من خلال الوزارة، ومن وقتها أصبح هذا التصريح هو الباب الخلفي لعمل الأجانب في مهنة الارشاد السياحي. وما الخطورة المترتبة علي عمل الأجانب في مجال الارشاد السياحي؟ - بالتأكيد خطر كبير جدا علي اقتصاد مصر وأمنها القومي فهم يشوهون الحضارة المصرية عن طريق بث معلومات مغلوطة للسائحين، خاصة وأن السائحين متشبعون بعد أحداث 11 سبتمبر بمعلومات خاطئة، ويؤكدها لهم المرشد الأجنبي إلي جانب كلام المرشد وقضايا شائكة كاضطهاد الأقباط وأننا لا يجدي معنا الحوار وأننا "همجيون" وغيرها من الأكاذيب مثل أن اليهود بناة الأهرام وأننا لم ننتصر في حرب 1973، بل أقصد أنه مع "طلعة" شمس كل يوم هناك مرشدون أجانب يؤكدون أن المصريين ليسوا بناة الأهرام والمدهش بعد ذلك هو إدراج اللغة العبرية ضمن اللغات النادرة التي يعطي فيها تصاريح الترجمة بما يسمح بسهولة الاختراق الإسرائيلي. وما انعكاسات ذلك علي المرشد المصري؟ - بالطبع يوجد تأثير سلبي جراء الغزو الأجنبي من الجنسيات المختلفة لمهنة الارشاد السياحي من خلال 22 لغة حددتهما وزارة السياحة علي أنها لغات نادرة يسمح بإعطاء تصريح ترجمة لأجانب بما يعني حدوث بطالة للمرشد المصري ووفقا لآخر دراسة أجرتها النقابة فإن المرشد المصري لا يعمل سوي 29 يوما في السنة بينما الأجنبي يعمل طوال العام. وعلي غرار المعاملة بالمثل طالبنا بعمل المرشد المصري في بعض الدول الأخري لكنهم رفضوا وذلك لأنه علي مستوي الاتحاد الدولي للارشاد السياحي الذي يضم 175 دولة لا توجد دولة واحدة تستعين بأجانب في مجال الارشاد السياحي باستثناء مصر وعلما بأن أعضاء نقابة الارشاد المصرية يتحدثون 30 لغة وهم الأكثر تحدثا للغات في العالم يليهم أعضاء نقابة اسبانيا وإيطاليا ويتحدثون 7 أو 8 لغات فقط إلي جانب أن المرشد المصري يدرس 4 سنوات في هذا المجال ويدرس تخصص علم المصريات جيدا، ولكي يحصل علي ترخيص مزاولة المهنة تجري عليه تحريات أمنية دقيقة ولابد من إجراء فحص طبي عليه بعكس الأجنبي عاطل في بلده يعمل في مهنة دون المستوي ووجوده في مصر يكون بالمخالفة لقانون الارشاد 121 الذي ينص علي أن يكون المرشد ذات جنسية مصرية أي من أب وأم مصريين وأيضا بالمخالفة لوزارة القوي العاملة وقانون عمل الأجانب لكن وزارة السياحة تتعمد مع بعض الشركات السياحية قدوم المنتفعين من الأجانب مقابل مبالغ مالية زهيدة وحفنة من الدولارات يضيعون بها اقتصاد مصر وأمنها القومي. وماذا عن ظاهرة المرشد السياحي "الصامت"؟ - لابد أن يرافق الوفد السياحي مرشد مصري ليقوم بالشرح للأجنبي الذي يفترض أنه مترجم فقط يقوم بتوصيل المعلومة للوفد الذي يصحبه، ولكن الواقع أن المرشد المصري تحول إلي إجراء روتيني لابد من اتخاذه حتي لا تتعرض الشركة للمساءلة في حال التفتيش لذا نجد أن الشركات تقوم بالاتصال بالمرشد المصري لمرافقة الفوج وتشترط عليه عدم الكلام مقابل أخذ "يوميته" ليكون مثل السائق أو الكرسي الذي يجلس عليه والأجنبي هو الذي يقوم بالشرح وإذا تجرأ ونطق يعامل معاملة غير لائقة كما حدث بالفعل مع بعض الزملاء فذات مرة حاول مرشد مصري الشرح فقام الأجنبي بإنزاله من الاتوبيس في منتصف الطريق. وما عدد المرشدين الأجانب في مصر؟ - لا يوجد حصر دقيق أو رقم محدد لهم خاصة أن بعضهم يعمل بدون ترخيص من الأساس.