أعلن شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي في اليوم الثاني لمؤتمر مجمع البحوث الإسلامية أنه سيتم إرسال بحوث المؤتمر عن أصحاب رسول الله وعدالتهم وتوقيرهم إلي إيران وكل الطوائف الشيعية في كل أنحاء العالم، وقال إن هناك "كلاماً ساقطاً" يصدر في الإعلام والفضائيات الشيعية عن الصحابة ومنهم أبوبكر الصديق رضي الله عنه. وأضاف أننا سمعنا الكثير من الإساءات عن أصحاب رسول الله "صلي الله عليه وسلم" ونريد بمؤتمرنا أن نعرف الناس بأصحاب الرسول "صلي الله عليه وسلم"، وعلاقتهم بآل البيت لرفع المغالطات التي تتردد ليل نهار علي مسامع الناس حول هذه العلاقة. من جانبه أكد الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف أن التعصب الشيعي ضد الصحابة مازال موجودا في بعض خطب الجمعة لديهم مشيرا إلي أن هناك من الشيعة من لا يريدون أي إشارة في القرآن الكريم لأي من الصحابة محذرا من تفشي تيار القرآنيين الذي يدعم تيار التشكيك في الصحابة وهدم السنة مطالبا بتفعيل مركز السيرة بالأزهر لمواجهة تيار القرآنيين. فيما أكد الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية أنه علي الرغم من اعتراف الشيعة بالصحابة إلا أنه هناك توجه بالإساءة إليهم وتأصيل ذلك عن طريق إشاعة أن أهل البيت كانوا لا يحبون الصحابة في عهد الرسول "صلي الله عليه وسلم" وهي أكذوبة مصنوعة، وأشار إلي أن الصحابة ومنهم أبوبكر وعمر متواجدون في كتب الشيعة وأن من يتهم الصحابة إنما يتهم النبي "صلي الله عليه وسلم" لأنه بذلك يقول إنه فشل في تربية هذا الجيل وأن القرآن الكريم حرف مع أنه محفوظ بأمر إلهي. من جهة أخري أكد العالم السعودي الدكتور محمد أحمد الصالح عضو مجمع البحوث الإسلامية أن إيران بها موجة كبيرة من الإساءة للصحابة ويكفي أن رئيسها "أحمدي نجاد" يقول بتحريف عمر بن الخطاب للقرآن ومازال هناك سب للصحابة وأمهات المؤمنين وهو ما لا يمكن معه اعطاء العذر للشيعة كما لا يمكن التقريب أو التصالح معهم حتي يعودوا لرشدهم ويقروا بقدر الصحابة. في السياق ذاته شهدت جلسات المؤتمر أمس مطالب بفرض قانون يمنع تشخيص الصحابة بوسائل الإعلام، كما شهد خلافات حادة حول قضية إعمال العقل في فهم النصوص الشرعية وتبسيط الشريعة. الدكتور مصطفي عبدالواحد إبراهيم أستاذ الشريعة بالمملكة العربية السعودية أكد أنه لا ينبغي أن نتسامح مع أجهزة الإعلام التي تقوم بتشخيص الصحابة حيث لا يمكن قبول أن يقوم ممثل بدور خالد بن الوليد أو غيره من الصحابة. مشيرًا إلي أن الفرق الضالة هي التي تفرق بين الصحابة في المكانة. طالب المجتمعون بتنقية كتب الشيعة من مسألة سفك الصحابة لدماء نسل سيدنا علي ابن أبي طالب وقال الدكتور القصبي زلط عضو المجمع بأن كثيراً من كتب الشيعة تصور الصحابة علي أنهم سفاكو دماء، ولابد من الخروج بتوصية واضحة تطالب بضرورة تنقية تلك الكتب مما يروي فيها. تحول المؤتمر تدريجيا إلي مناظرة بين الفكر السلفي والتنويري في فهم نصوص الشريعة بدأت بمطالبة الدكتور محمد عمارة عضو مجمع البحوث برفض حديث صحيح لرسول "خير القرون قرني ثم الذي يليه"، وأكد أن الحديث فيه انتهاء للإسلام وعدم وجود دين لدي المسلمين مستقبلاً وهذا مخالف للعقل والمنطق. ورد الدكتور مصطفي عبدالواحد بأنه لا يمكن أن ننكر حديثًا كي نقول بالعقل والمنطق، كما أن الحديث يشهد بانتشار الزور والبهتان في العصور التالية، مطالبا بعدم ادخال المنهج الفلسفي في توضيح الشريعة الإسلامية، والتمسك بالسلفية فقط. واعترض الدكتور عبدالمعطي بيومي علي القول بالعودة للسلفية بعيدًا عن الفلسفة الإسلامية، وقال إن السلفية الحقة ليست بغلق العقل وتحقيره، حيث أن الصحابة لم يحقر أحد منهم العقل العربي، كما أن القدح في الفلسفة الإسلامية أمر مرفوض. وتدخل الدكتور عبدالسلام العبادي وزير الأوقاف الأردني بالقول إن بعض الفلاسفة صدرت منهم عبارات تخالف نصوصاً قطعية وكل ما علينا أن ننتبه إليه أن كل ما يطلق عليه لفظ الفلسفة الإسلامية يجب أن يكون موافقا للشريعة الإسلامية. أكد الدكتور محمد عمارة المفكر الإسلامي وعضو مجمع البحوث الإسلامية أن الشيعة يتبنون مذهب أهل الخوارج في التكفير وأنه مهما حدث فلن يتم وحدة الأمة مع الشيعة في ظل هذا الوضع، وأوضح أن 90% من المسلمين هم أهل سنة وأن 10% الباقية ليس كلهم شيعة، ومن ذلك عندما تأتي قلة لتكفر الصحابة فإن هذا يعني تكذيبًا للقرآن وحكمًا علي الرسول بالفشل، وشدد أن التهوين في الأمر في الخلاف مع الشيعة مرفوض وأن التطاول علي الصحابة متوارث بين أبناء الشيعة حيث إن أدعيتهم الشيعية تجعل من مستلزمات التشيع النيل من السيدة عائشة. وقال عمارة إن تكفير الشيعة للصحابة يجعل لهم دينًا منفصلاً عن الإسلام عند كثير ممن يعرفون أصوله وأن القول بأن الخلاف انتهي قول غير صحيح حيث إن "الخميني" يصف السيدة عائشة والزبير بن العوام أنهما أخبث من الكلاب والخنازير. وحذر عمارة من أن أدعية الشيعة تفجر غضبًا معاكسًا عند المسلمين كما أن تراثهم فحش فكري يحاولون نشره في مصر لتزييف سنة الأمة. وقال: لقد رأيت في معرض الكتاب حربا تكفيرية معلنة من التيار السلفي ضد الشيعة بسبب الفحش الفكري للشيعة، وأن الأمريكان دخلوا العراق عن طريق التشيع الصفوي الذي يشعل النيران في صفوف الأمة.