لم يتوقف زحف المنتجات الصينية إلي الأسواق المصرية علي الملابس والمفروشات وألعاب الأطفال فقط بل امتد خلال الأشهر الماضية إلي "الذهب" عندما فوجئ أبناء المحافظات المختلفة بكميات كبيرة من الإكسسوارات الذهبية تنتشر في الأسواق بأسعار زهيدة للغاية وبأشكاله ونقوش تتفوق علي الذهب الخالص ويصعب تمييزها عنه. هذه الأسواق شهدت رواجا كبيرا في الآونة الأخيرة خاصة مع الارتفاع الكبير لأسعارالذهب الحقيقي والظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الشباب وتجبرهم علي الانتظار لسنوات طويلة لإدخار ثمن "الشبكة".. كبوابة ل"عش الزوجية" السعيد!
محلات الذهب تحولت إلي مطاعم "كشري" في الفيوم.. وإكسسوار ب "الغربية" في الفيوم .. انتشر الذهب الصيني في الاسواق وزاد الاقبال عليه بصورة كبيرة مع زيادة سعر الذهب الاصلي مما يضطر الشباب الي شرائه لاتمام حلمهم والدخول الي "عش الزوجية" سريعاً بدلاً من الانتظار لسنوات طويله لادخار مبلغ "الشبكة" الذي يصل في بعض القري الي 30 الف جنيه. سامية عبد الباقي "اخصائية اجتماعية تقول انها لم تمانع في ان تكون "شبكتها" من الذهب الصيني بشرط شراء "دبله ومحبس" من الذهب الاصلي وذلك لمساعدة خطيبها علي تكوين منزل الزوجية وعدم تحميله اعباء كبيرة. وتضيف سونيا مصطفي "طالبة" انه لا داعي لارهاق الشباب بوضع شروط قاسية لاتمام زواجهم منها شراء "الشبكة" من الذهب الحقيقي لافتة الي انها ستوافق علي الذهب الصيني خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الشباب. وتشير منال طلبة " طالبة" الي انها ارتبطت بخطيبها بشبكة من هذا الذهب لحين توفير نفقات الزواج وحتي لا يكون الذهب عائقاً امام اتمام زواجها بمن تحب. ويوضح محمود حلبه "تاجر" ان حصيلة البيع يومياً لا تتعدي 5 الآف جنيه في الوقت الذي كانت تصل فيه قبل غزو الذهب الصيني للاسواق الي 40 الفاً . ويؤكد عادل رمزي "من التجار" انه اضطر الي تحويل نشاط محل الذهب الذي يملكه الي مطعم "كشري" بسبب حالة الكساد التي تشهدها الاسواق في ظل الارتفاع المستمر للاسعار. ويلفت عبد المحسن مصطفي عضو مجلس ادارة الغرفة التجارية بالفيوم الي ان الغرفة تتلقي شكاوي يومية من تجار الذهب بالمحافظة والذين يصل عددهم الي 300 تاجر بسبب الخسائر لفادحة التي لحقتهم بعد دخول الذهب الصيني الي الاسواق ودفعت الكثير منهم الي تغيير النشاط. ولم يختلف الحال كثيراً في اسواق الذهب بالغربية بعد رواج الاكسسوارات الصينية بمعظم المدن والقري مما ادي الي تكبد التجار لخسائر كبيرة خاصة في ظل زيادة الاقبال علي هذه الاكسسوارات يوماً تلو الآخر. تقول أمل فتحي " مدرسة" انها تلجأ الي شراء الذهب الصيني لرخص ثمنه وتعدد اشكاله خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة ووصول سعر الجرام الي 175 جنيها. يقول محمد يوسف "تاجر" ان زيادة اسعار الذهب الاصلي تسبب في تراجع المبيعات بنسبة 60 ٪ بعد ان اقتصرت "الشبكة" علي "دبله ومحبس" من المعدن الخالص اما باقي الاكسسوارات فتكون صينية. ويؤكد مايكل سمير "تاجر" ان الاكسسوارات المصنوعه من الذهب الصيني يتغير لونها بعد مرور 6 اشهر فقط إلا انها تتميز بنقوش فريدة تتسبب في زيادة الاقبال عليها، مشيرا إلي أن بعض التجار قاموا بتغيير نشاطهم لبيع هذه الاكسسوارات.