بعد قرار توفيق عبدالحميد رئيس البيت الفني للمسرح بإعادة فرقة المسرح المتجول بدأت الأسبوع الماضي أولي عروض الفرقة "درب عسكر" تأليف محسن مصيلحي وإخراج محمود الزيات بقاعة "يوسف إدريس" التي تتخذها الفرقة حاليا مقرا مؤقتا لها لحين الانتهاء من إعداد مسرح "ملك" بوسط البلد ليكون مقرها الدائم وهو ما أدي إلي انتقال عروض فرقة مسرح الشباب التي كانت تقام علي قاعة يوسف إدريس بشكل مؤقت أيضا للمسرح العائم الصغير بالمنيل . وكان توفيق عبدالحميد قد قرر إعادة فرقة المسرح المتجول من جديد للبيت الفني للمسرح كبديل لفرقة المسرح العالمي التي كان مقررا إنشاؤها أثناء تولي الدكتور أشرف زكي لكن عبد الحميد رأي أنه من الأوقع إعادة فرقة المسرح المتجول التي كانت موجودة بالفعل منذ سنوات طويلة علي أن تكون مهمتها تقديم عروض تصلح للتجول بين محافظات مصر علي اختلاف تنوعها وتصلح للعرض بأي مكان، عرض درب عسكر شهد علي غير العادة إقبالا جماهيريا ملحوظا منذ الأيام الأولي لعرضه حتي إن الجمهور يضطر للجلوس علي الأرض بسبب صغر حجم القاعة. مخرج العرض محمود الزيات تحدث عنه قائلاً: يعتبر درب عكسر أولي تجاربي الإخراجية بالبيت الفني للمسرح لكنني عملت بمسرح الدولة منذ عام 1997 وعينت وقتها مخرجا وشاركت كمخرج منفذ مع أسماء كبيرة مثل سعد أردش وناصر عبد المنعم وعصام السيد وصالح سعد، لكن الإخراج كاحتراف تم تأجيله أكثر من مرة، كما قدمت تجارب إخراجية في جامعة الإسكندرية والثقافة الجماهيرية في اسكندرية، وهذه المرة أعتبر أنني محظوظ لأن يكون افتتاح عروض فرقة المسرح المتجول بعرض من إخراجي خاصة أنه تم تقديمه من قبل عام 1985 ضمن برنامج فرقة المسرح المتجول ولعب بطولتها وقتها عبلة كامل وزين نصار ومخلص البحيري وأخرجها عصام السيد وكانت تجربة ناجحة جدا للفرقة، لذلك رأي الفنان توفيق عبد الحميد أن يكون افتتاح عروض الفرقة التي تم تأسيسها علي يد عبدالغفار عودة عام 1981 بعمل ريبرتوار بإعادة عرض "درب عسكر" لأنه عمل يحتمل رؤيته بأكثر من شكل، ويتميز نصه بالبنية المفتوحة حيث يستطيع أي ممثل أو مخرج جديد رؤيته بشكل مختلف كما أن العرض إذا تم تقديمه في أي مكان آخر بالتأكيد لابد أن تحدث به تغييرات وطبيعة العرض تتحمل ذلك لأننا عادة سوف نكون مرتبطين بإمكانيات المكان الذي نعرض فيه فإذا كان المسرح فقيراً فمن الممكن أن أتعامل معه بالعرض بمنتهي البساطة حتي في إمكانيات الإضاءة أستطيع تغييرها وفقا لإمكانيات المكان لدرجة أنني أستطيع أن أعرض في "جرن" لأنني بنيت الخطة الإخراجية للعرض لتوظيفها علي إمكانيات أي مكان. ويضيف: المسرحية كانت مغرية بالنسبة لي واخترت هذا النص علي وجه التحديد لأنه يحمل صفتين أولا يتميز بتقديم فكرة المسرح داخل المسرح وأنا أحب هذه النوعية من النصوص إلي جانب أنه نص كوميدي، ومعني المسرح داخل المسرح هو أنني أقول للجمهور من البداية أن هذا تمثيل فهناك تشخيص لأكثر من عمل وشخصية داخل العرض كذلك صممنا المسرح من بداية مدخل القاعة والممثلين يخرجون للجمهور مع بداية العرض ثم مسرحاً آخر داخل قاعة المسرح نفسها، وقال الزيات: لا أجد نفسي عادة في الإيهام أي القصة المسرحية العادية التي تحمل بداية ووسط ونهاية، والدليل أنني كنت قد سجلت رسالة الماجستير الخاصة بي مع الفنان الراحل سعد أردش لكنها للأسف لم تكتمل وكانت في "نظرية دراندلو" وهي نظرية عن المسرح داخل المسرح وسبق تقديمها من قبل في مسرحتي "6 شخصيات تبحث عن مؤلف" و"كل شيخ له طريقة"، وأنا بالصدفة قدمت هذا الشكل في "حلم ليلة صيف" مرتين فالمسرحية في الأساس بها فرقة مسرح تلعبها الشخصيات داخل العرض، أوضح: للأسف هذا الشكل في العمل شاق جدا علي الممثلين ويحتاج لنوعية معينة من الفنانين لأن الممثل عادة يقدم دائما شخصية بها بداية ووسطاً ونهاية لكن هذا النموذج يتطلب تقديم أكثر من شخصية، إلي جانب أن هناك احتكاكاً يومياً بالجمهور هذا الإحتكاكاً يتطلب ملكة ارتجال وحضوراً ذهنياً لدي الممثل لأنه يوميا تكون ردود الأفعال متباينة، هذا إلي جانب أن النص يؤرخ لنوعين مهمين من الفن هما فن خيال الظل وفن الارتجال، لذلك اخترت الممثلين العاملين معي بعناية. وأشار: من المقرر أن يستمر العرض هنا ثلاثين ليلة بالقاهرة ومن المنتظر أن نسافر إلي مدينة الإسكندرية الشهر المقبل للعرض علي خشبة مسرح مركز الإبداع ثم محافظة أسيوط التي سوف تحتفل بعيدها القومي نهاية شهر مارس وحاليا يتم وضع باقي خطة التجول بالمحافظات الأخري.