تقرير : تشارم لى يتزامن عام 2010 مع العيد الخامس عشر لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر وجمهورية كوريا الجنوبية. ومن أجل تعزيز علاقات التبادل الثقافي بين البلدين، التقي كل من وزير السياحة المصري مع نظيره وزير السياحة والرياضة الكوري الجنوبي في 22 يناير وكان ثمرة هذا اللقاء توقيع مذكرة تفاهم تاريخية واتفاقية تعاون مشترك في المجالات السياحية. ومن المنتظر أن تسهم هذه المذكرة في تشجيع زيادة عدد المتخصصين في المجالات السياحية، وتوسيع نطاق التبادل المعرفي في المجالات الثقافية التقليدية، وتبادل معلومات الترويج عن الأماكن السياحية لكلا البلدين، الأمر الذي سيؤدي إلي توسيع نطاق التعاون في المجالات السياحية. إن كلاً من كوريا الجنوبية ومصر تدركان جيداً الدور المحوري الذي يلعبه المجال السياحي في العلاقات المتنامية بين البلدين، وهو ما يتضح في حرص كلا البلدين علي توسيع علاقات التعاون والتبادل السياحي. كان ولا يزال للكوريين اهتمام كبير بفن العمارة المصرية، فالآثار الفنية الضخمة والرائعة كأهرامات الجيزة، ومعبد أبو سنبل، والضفة الغربية من الأقصر هي بعضها فقط، كما يسمح الطقس الدافئ لمصر علي مدار السنة، بتنسيق رحلات الي البحر الأحمر في أي وقت من العام، لا سيما وأن البحر الأحمر قد حظي مؤخراً باهتمام إعلامي كبير في كوريا الجنوبية، هذا بالاضافة الي الرحلات الصحراوية التي يستمتع بها السائح الكوري. وفي المقابل حظيت الدراما الكورية بشهرة واسعة في البلدان العربية وخصوصاً مصر، مما أدي الي زيادة الوعي بالثقافة والعادات الكورية، وقد سمعت أن الدراما الكورية واسعة الانتشار في مصر وخصوصاً ضمن فئة الشباب، الذين اندفعوا بحثاً عن المزيد من المعلومات عن كوريا الجنوبية أو حتي العمل في المؤسسات الكورية. ويتوقع أن تكون السياحة العلاجية هي أحد المجالات الواعدة في مجال السياحة خلال القرن الحالي، حيث تتنامي الحاجة والرغبة بالسفر لتلقي العلاج أكثر من ذي قبل، وبحسب دراسات أجرتها شركة ماكينزي فإن عائدات السياحة العلاجية قد تصل الي 100 مليار دولار بحلول عام 2102. إن زيادة الطلب علي السياحة العلاجية قد يشكل مجالاً جديدا واعداً للسياحة في مصر، التي لها تاريخ طويل في هذا المجال خصوصاً الساحة العربية، كما أن السياح العرب، وخصوصاً هؤلاء الذين ينشدون العلاج في دول أخري، باتوا هدفاً لمعظم البلدان التي تشتهر بالسياحة العلاجية منذ سنوات عدة، إلا أن التوجه اليوم قد تحول بشكل تدريجي في منطقة الشرق الأوسط حيث بدأ بعضها بالترويج لمقوماتها الطبية في ظل ارتفاع أسعار الرعاية الصحية وطول فترات انتظار العلاج. إن الخبرات الطبية التي تترافق مع التطور التقني في المعدات الطبية من الأمور التي يمكن تبادلها بين كلا الدولتين. ونحن ندرك تماماً أن زيادة الوعي المتبادل بين البلدين وتبادل المعلومات في مجالات الثقافة والصحة هي واحدة من أهم المقومات التي تخدم صناعة السياحة الطبية. لقد قمنا باستحداث برامج خاصة للمرضي المسلمين لكي تضمن أكبر قدر من الراحة للمرضي المصريين والعرب وأعلي مستوي خدمي في هذا المجال، من ضمنها الاهتمام بحاجات المرضي المسلمين كتقديم الأكل الحلال الخاضع لرقابة المسجد المركزي، والمساعدة في الحجوزات والمواعيد لدي الاستشاريين، والمساعدة اللغوية كتقديم مترجمين يتكلمون اللغة العربية لمصاحبة المرضي وذلك عند الضرورة. إن كلاً من كوريا ومصر قد حددتا المعايير الأساسية كي تكونا علي قائمة وجهات السياحة العلاجية، وهذه المعايير ستحدد مدي نجاح كلا البلدين في تلبية متطلبات السياحة العلاجية خلال القرن الحالي وفي المستقبل.