قال علماء إن الخوف من العناكب والأفاعي غريزي يولد مع الكثير من المخلوقات ومن بينها البشر، مشيرين إلي أن هذه فوبيا صحية لأنها تساعد هؤلاء علي البقاء في البراري. وذكر موقع لايف ساينس أن أبحاثا أجراها العلماء مؤخرا أظهرت أن صرصار الليل لديه خوف غريزي من العناكب بسبب التجارب المرعبة التي تكون قد مرت بها أمه في السابق. ووضع علماء مجموعة من إناث صراصير الليل الحوامل في إناء بداخله عناكب ولكنهم غطوا أنيابها، أي العناكب، بالشمع لمنعها من قتلها، ثم تركوا الحوامل تضع بيضها وراقبوا سلوكيات صغارها بعد تفريخها وقارنوها بتصرفات صغار إناث صراصير ليل أخري لم تمر بهذه التجربة من قبل من أجل معرفة ردة فعل كل منها. ووصف العلماء النتيجة بأنها كانت دراماتيكية، إذ تبين لهم أن صغار الصراصير التي عاشت أمهاتها في الإناء الزجاجي نفسه مع العناكب كانت تختبئ عند رؤية العناكب 113 مرة أكثر من نظيراتها التي لم تر عناكب من قبل، وبأن صغار الصراصير كانت تجمد في أماكنها عندما كانت العناكب تنسج خيوطها أو تتبرز، مشيرين إلي أن فرص صغار الصراصير في البقاء أحياء أكثر من فرص نظيراتها التي لم تتعرض لهذه التجربة من قبل. ولا يعرف العلماء حتي الآن كيف ينتقل الخوف من العناكب من إناث صراصير الليل إلي صغارهن، ولكنهم يعتقدون أن هجوم العنكبوت علي الأم يجعلها تطلق هرموناً يؤثر علي تطور الجنين ويكسبه هذا الخوف الغريزي من الخطر الذي قد يواجهه.