أقام المركز الثقافي القبطي الارثوذكسي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية اللقاء الثقافي الأول الذي ضم نخبة من الأساتذة والباحثين في مجال التاريخ القبطي. وضم المتحدثين الدكتور صموئيل معوض الباحث بجامعة موتسرت بألمانيا والذي تحدث عن فلسفة التاريخ عند الأقباط والدكتورة ماري كوبيليان المدرس المساعد بكلية السياحة والفنادق جامعة حلوان التي جاءت كلمتها بعنوان ألوان من الفن القبطي التي تناولت فيها الرسومات النادرة الموجودة بالأديرة المصرية. وأشارت كوبيليان إلي أن من أهم الأديرة التي احتوت علي صور نادرة دير السيدة العذراء السريان حيث وجدت صورة للسيدة العذراء تمسك بالكتاب المقدس وباليد الأخري تمسك يد المسيح. وأضافت كوبيليان أن من أهم الصور التي لفتت نظرها صورة أخري وجدت علي أحد الأعمدة للخورس الخارجي وهو المكان الذي كان يتواجد فيه من يدخل إلي المسيحية ولم ينل سر المعمودية في القرون الأولي للمسيحية للسيدة العذراء وهي ترضع المسيح ومن المعروف أن هذه الصورة عادة ما تكون موجودة بجوار الهيكل وليس في الخورس. وأشارت كوبيليان إلي أن صورة العشاء الرباني وهي الصورة للعشاء الأخير الذي تم يوم الخميس السابق لصلب المسيح مع تلاميذه عادة ما تكون موجودة علي الهيكل الكبير إلا أنها وجدت مرسومة في حصن دير السريان وهو المكان الذي كان يختبئ فيه الرهبان أثناء هجمات البربر عليهم. وتحدثت كوبيليان عن رسومات الابس وهي الرسومات الموجودة في قبة الكنائس وقامت بشرح تكوين حيث إن هناك كنائس بها قبة ثنائية وأخري ثلاثية وهو ما يشير إلي عدد التجويفات داخل القبة مشيرة إلي أنه من اصعب الرسومات الموجودة بالكنائس. وأوضحت كوبيليان هناك حوائط كنائس تحتوي علي سبع طبقات من الرسومات، حيث إن الذي كان يحدث هو أن يقوم الرسام بطلاء القديم وبرسم أخري جديدة ولكنها تكون - نفس المحتوي ولكن الأسلوب يختلف وهذا هو سبب تعدد الأيقونات علي الحوائط بالأديرة الأثرية. وأشارت أنها إلي الآن لا تعرف من الذي كان يأمر يرسم اللوحات إلا أنه كان لكل فنان طريقته الخاصة في الرسم وبالتالي أصبح هناك تنوع كبير في الأيقونات القبطية، مشيرة إلي أن الأديرة التي تحتوي علي أكثر طبقات هي الدير الأحمر أو دير الأنبا شنودة بسوهاج ودير الأنبا بولا بالبحر الأحمر. أما الدكتور ماجد صبحي الباحث بالمركز الثقافي القبطي فقد تحدث عن ألوان الترجمة عند الأقباط التي بدأها بالترجمة من اليونانية إلي القبطية مؤكداً أنها اقتصرت علي النصوص الدينية مثل اسفار من الكتاب المقدس والقوانين الكنسية وأقوال القديسين بالإضافة إلي بعض من الفلسفة والحكمة حيث إن الأقباط أخذوا فقط ما يناسبهم من الأقوال وحكم الفلسفة اليونانية وترجموه إلي اللغة القبطية. وأضاف ماجد أن الأقباط في هذه المرحلة قاموا أيضا بترجمة بعض الروايات الأدبية كان أهمها رواية الإسكندر الأكبر ورواية قمبيز إلا أنه قد وجدت نصوص أخري غنوسية ومانية مشيراً إلي أن أهم مراكز الترجمة في هذه الفترة كان دير الأنبا شنودة رئيس المتوحدين بسوهاج. وأشار ماجد إلي أن ثاني فترة من فترات الترجمة شهدها الأقباط هي الترجمة من اليونانية للعربية مؤكداً أن أهم ما ترجم في هذه الفترة كانت سيرة الشهيد مارجرجس الذي يعد في المسيحية أمير الشهداء موضحا أن المخطوط 145 عربي الموجود بالمكتبة الوطنية الفرنسية بباريس من أهم مخطوطات هذه الفترة. وتحدث ماجدعن الترجمة من القبطية إلي العربية التي مرت بثلاث مراحل كانت المرحلة الأولي عبارة عن كتابة اللغة العربية بحروف قبطية كما هي حيث كانت تكتب أقوال الآباء كما تنطق باللغة العربية ولكن بحروف قبطية. أما المرحلة الثانية التي شهدتها هذه الفترة فهي مرحلة الترجمة المتعثرة وهي عبارة عن ترجمات غير مكتملة لبعض الأقوال وكانت غير مفهومة بشكل واضح إلا أن المرحلة الثالثة كانت من أهم المراحل للترجمة حيث إنها ارتبطت بالطب وكان من أهم المترجمين هذه المرحلة الأنبا مرقس أسقف سندوب في القرن الثالث عشر والقس غبريال المتطبب في القرن الرابع عشر. وأكد ماجد أن أهم مراكز الترجمة في هذه المرحلة هو دير الأنبا مقار بوادي النطرون الذي قام بترجمة المخطوط 145 عربي - باريس والمخطوط 31 تاريخ الموجود بالبطريركية بالإضافة إلي دير الأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر الذي قام بترجمة المخطوط 289 لاهوت بالبطريركية الذي يذكر قيام حركة ترجمة لبعض النصوص القبطية باللهجة الصعيدية إلي اللغة العربية في نهاية سنة 986 شهداء أي عام 1270م.