(الصحافة السوداء) هو مصطلح جديد.. أملك حقوق ملكيته الفكرية في وصف الجرائد والمجلات التي تسهم في زيادة الاحتقان وتدعم مناخ التوتر الطائفي وتأججه بدون أي التزام وطني أو أخلاقي تجاه تلك التصرفات الغير منضبطة أو مسئولة. (الصحافة السوداء) هو وصف للجرائد التي أصبحت من أهم أسباب صناعة التوتر الطائفي في المجتمع المصري، بل وتحولت لأحد أهم أدوات التشكيك الوطني من خلال استخدام قاموس المؤامرة بما يحمله من مفردات العمالة والتخوين لكل من لا يندرج في معسكرهم الوهمي الذي يفترضون فيه أنه يمثل المعارضة الحقيقية للنظام المصري. ولقد قرأت منذ فترة تحقيقاً صحفياً بأحد الجرائد التي تتبع منهجاً صحفياً.. يتناقض مع اسمها (صوت الأمة) بتاريخ 6 فبراير الماضي، وهو تحقيق يحمل عنواناً صحفياً مثيراً جداً، وهو: مفاجأة بالأسماء والاعترافات.. الكنيسة حددت المرشحين الأقباط في انتخابات مجلس الشعب القادمة علي قوائم الحزب الوطني.. وحصلنا علي خطاب موجه إلي صفوت الشريف بتزكية إحدي المرشحات. ولا أخفي انزعاجي الشديد من العنوان السابق.. لأنه يحمل للوهلة الأولي شكل طائفي بغيض أرفضه بشدة وهو أن تكون الكنيسة هي القناة الرسمية للعمل السياسي في المجتمع المصري. وما أزعجني ما جاء بالعنوان ويؤكد وجود خطاب رسمي يؤكد ذلك الكلام. وقرأت التحقيق بالكامل، ووجدته يتضمن المعلومات التالية: - خطاب من د. بطرس غالي.. يشهد فيه بصفته (رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان) للسيدة ثناء شفيق دميان (الشهيرة ب ثناء الأسيوطي) بحسن الأداء والتعاون مع الزملاء والالتزام في العمل وتنفيذ المهام وتنفيذ الأوامر والتوجيهات طيلة فترة عملها بالمجلس كمسئول للعلاقات العامة منذ عام 2004. - الخطاب المذكور موجه ومعنون حسب الصورة الزنكوغرافية التي نشرتها الجريدة إلي من يهمه الأمر. ولم يذكر فيها نهائياً الجهة الموجهة لها، وبالتالي لم يرد اسم صفوت الشريف من الأصل في الشهادة الموجهة لمن يهمه الأمر. - الخطاب المذكور هو خطاب عادي.. من حق أي شخص أن يحصل عليه من مكان عمله.. لاستخدامه في أي إجراء يتطلب ذلك علي غرار التقدم لشغل وظيفة جديدة. والسؤال الآن: ما الفائدة الصحفية التي ستعود علي الجريدة السوداء في نشر مثل تلك التحقيقات المفبركة حسب المقاس والطلب؟. وهل يتوافق ذلك مع تفعيل مشاركة المسيحيين المصريين أم العكس؟، وما الهدف من وراء كتابة الجملة التالية (وكأنها مبررات يسوقها الأقباط للنظام لضمان حصولهم علي تمثيل مقبول في مجلس الشعب القادم بشرط حسن الطاعة والحرص علي تنفيذ أوامر رجال الحزب الوطني الحاكم).. كتعليق علي ما جاء بخطاب د.بطرس غالي بتنفيذها للأوامر؟. إنه سبق صحفي (رخيص) لصحيفة سوداء.. تختلق الأحداث وتحللها حسب ما يتوافق مع التوجهات الفكرية والسياسية للقائمين عليها. أؤكد علي ما كتبته من قبل، وهو أن (ناقل الطائفية.. هو في حد ذاته طائفي بغيض).