في ظل حالة من التوتر الاجتماعي والتطرف الديني والجهل والاعتماد علي الغيبيات تلقي المنتديات الإليكترونية في تفسير الأحلام إقبالا كبيرا من الشباب الذي يبحث عن المجهول ويتمني تحقيق أحلامه عن طريق تصفح محتوياتها والضغط علي الرموز الموجودة في المواقع والتي تسهل عليهم المهمة لأنها مصنفة إلي تأويلات عديدة لرؤية السماء والأرض والليل والنهار والمساجد ورؤية الملائكة والأنبياء والمرسلين والسرادقات وجميع أنواع الحيوانات والطيور ،وهناك من يقدم هذه الخدمة مجانا أو بأموال، وبالإضافة إلي شرح كيفية تفسير الأحلام. ومع هذا الأقبال وجدنا انه من الضروري عرض تلك الظاهرة علي علماء الدين والاجتماع للتعرف علي الرؤية المجتمعية والآثار المترتبة علي توحش وانتشار تلك المنتديات ، والتي رفضها غالبية علماء الأزهر فمن جانبها تشير الدكتورة " آمنة نصير " أستاذة العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر إلي أن مسألة الترويج لتفسير الأحلام علي العديد من المنتديات الإلكترونية هدفها الأساسي هو تسطيح عقول الشباب وإلهاؤهم بعيدا عن صحيح الدين وبالإضافة إلي ابتزاز الأموال، وهو ما يؤدي في النهاية إلي المزيد من الغيبوبة في المجتمع الذي نعيشه ،مؤكدا أنه ينبغي علينا توخي الحذر من منتديات تفسير الأحلام، خاصة وأننا لسنا في عصر سيدنا يوسف والذي يتم الاستشهاد به في هذه المنتديات والتي تلقي إقبالا كبيرا لأن النفس البشرية تبحث دائما عن المجهول والأشياء السهلة. خداع الشباب وتضيف أن الشاب يخدع نفسه بأنه تمكن باللجوء لتلك المنتديات من معرفة تفسير أحلامه للهروب من الواقع وعدم معرفة الطريق الواضح للمنهج العلمي الذي يعد من أولويات هذا العصر. أما الدكتورعبد المعطي بيومي عضو مجمع البحوث الإسلامية فيفسر انتشار المواقع الإلكترونية بأنها محاولة لاستغلال رغبة الناس الملحة لتفسير الخواطر والأحلام والتنبؤ بالمستقبل ،ومن الجانب الآخر هو شعور الشباب بعدم قيامه بما ينفعه ويملأ فراغه لأن الإنسان الذي ينفق حياته في العمل لا يعبأ كثيرا بالأحلام ،وهذا فضلا عن الفراغ الفكري والعاطفي والنفسي ،والمشكلات الكثيرة المحيطة بالإنسان المعاصر والتي تجعله قلقا وفارغا فيضطر لملأ هذا الفراغ عن طريق البحث عن هذا العالم اللاشعوري ونوافذه الأحلام ،ولكن لا يمكننا تقليل إقبال الناس وانجذابهم لتفسير الأحلام إلا مع تغيير الواقع وجعل الحياة أكثر راحة. شروط الرؤية من جهته يوضح الدكتور محمود يوسف كريت أستاذ أصول الدين بجامعة الأزهر بأنه يجب علينا عدم الاقتداء بهذه المواقع لأن موهبة تفسير الأحلام تعطي للقليل من الصالحين من الناس مع توافر العلم والفراسة التي يكون بها التفسير صادقا وقريبا من الحقيقة والنبي قال " الرؤية الصالحة جزء من أربعين جزءا من الوحي " ،والرؤية تكون بعد صلاة العشاء حتي مطلع الفجر ،وبعد صلاة الظهر إلي دخول وقت العصر وماعداها تعتبر خواطر يتمناها الإنسان.،و هناك رؤي لا تفسر، مشيرا إلي أن انتشار المواقع الإلكترونية لتفسير الأحلام هي مجرد مهنة يمتهنها شخص ليربح من ورائها المال ،وهذا يعتبر خلطا بين ما يقرأه الإنسان من التراث العظيم وما يريده أن ينعكس عليه في أمنياته،وخصوصا مع أننا نستجلب ما هو في الماضي بشكل تراث أو ثقافة شعبية والذي يعكس ما تهفو إليه نفس الإنسان المعاصر.،وأغلب علماء الشرع يقولون بأنهم غير متخصصين في تفسير الأحلام ،ولا توجد قواعد عامة تنطبق علي أحلام كل الناس ولابد ألا نروي الرؤية سواء أكانت مفرحة أو منفرة إلا للأقارب لأنها لم تفيد الشخص الذي ليس قادرا علي تفسيرها. رؤية اجتماعية وحول وجهة النظر الاجتماعية لنشر تلك المنتديات يري الدكتور " نبيل السمالوطي " أستاذ علم الاجتماع وعميد كلية الدراسات الإنسانية سابقا بجامعة الأزهر أن الناس يحبون معرفة الغيب لأنه بشري لهم وبالتالي نجدهم يلجأون إلي وسائل عديدة ومن ضمنها منتديات تفسير الأحلام والتي تعد وسيلة لنشر التطرف والإجرام والانحراف ،وكما أنها لا تقوم علي دراسات نفسية أو اجتماعية وليس لها أساس شرعي من الدين أو السنة والقرآن ،ويضيف بأن الشباب هم أكثر فئة تتصفح المواقع الإلكترونية وبالتالي يلجأون إلي هذة الأساليب ويعلقون عليها الآمال بسبب خوفهم من المستقبل .