فتش عن الحركة!! تعرف سر حالة الترقب التي تسيطر علي أعضاء السلك الدبلوماسي المصري بمختلف درجاتهم بدءاً من الملحقين الدبلوماسيين ومروراً بالمستشارين والوزراء المفوضين ووصولاً إلي السفراء ومساعدي وزير الخارجية والكل له أسبابه فمنذ ثلاثة أسابيع بدأت فوبيا الحركة الدبلوماسية تجد طريقها بعدما عرف أن حركة الترقيات أصبحت علي وشك الإعلان. وهذه الحركة عادة لا تسبب الكثير من القلق لأنها تخضع لقواعد أقدمية معروفة للجميع والكل يعرف ترتيبه ومتي سيأتيه الدور وإذا تخطاه الدور فإن هذا لا يأتي صدفة ولكن لأسباب يعلمها أصحابها وعادة ما تكون حالات نادرة. وبصدور القرار الجمهوري رقم 31 لسنة 2010 في السادس من فبراير الجاري الذي تضمن ترقية 148 دبلوماسيا في مختلف الوظائف والدرجات وشمل ترقية 26 سفيراً إلي وظيفة سفير من الفئة الممتازة وترقية 31 وزيراً مفوضا إلي وظيفة سفير وترقية 33 سكرتيراً أول إلي وظيفة مستشار وترقية 13 سكرتير ثان إلي وظيفة سكرتير أول وترقية 21 سكرتير ثالث إلي وظيفة سكرتير ثان وترقية 24 ملحقاً إلي وظيفة سكرتير ثالث تزايدت حالة الريبة والقلق لأن صدور حركة الترقيات معناه أن حركة التنقلات علي الأبواب سواء بالنسبة لأعضاء السلك الدبلوماسي ممن هم دون السفراء أو حركة التنقلات العامة للسفراء التي تصدر بقرار جمهوري. ومرجع هذا أن الدبلوماسيين هم في نهاية المطاف بشر كل منهم يبغي الأفضل لنفسه وكل منهم يطمح في أن يخدم بإحدي البعثات الدبلوماسية المصرية بالخارج المعتمدة لدي العواصم ذات التأثير فضلاً عن أنه ينظر إلي البلد التي سيقضي به أربع سنوات من عمره هو وأسرته وهي أمور جميعها مشروعة. ولكن هناك واقعاً يفرض نفسه وهو أن مصر لديها في هذه اللحظة ما يقرب من 950 دبلوماسياً وتمثل بالخارج بحوالي 160 بعثة دبلوماسية والعواصم ذات التأثير تعد علي أصابع اليد أضف إلي ذلك النهج الذي يعمل علي إرسائه أحمد أبوالغيط وزير الخارجية بمحو مفاهيم سيطرت علي أذهان الدبلوماسيين المصريين لعقود سابقة وهي أن العمل في الدول الأفريقية أو دول أمريكا اللاتينية بمثابة عقاب للدبلوماسي، أبوالغيط يغير هذه المفاهيم بشكل عملي يثبت لأصحاب المهمات في هذه الدول أنهم في مواقع شديدة الحيوية بالنسبة لمصر، فمنذ عامين قام بنقل عدد من السفراء المتميزين للعمل في أمريكا اللاتينية ووقتها فسرها السفراء علي أنه عقاب لهم مع أنه في حقيقة الأمر كان رهاناً عليهم وعلي كفاءتهم. وبالفعل من يتابع شكل وحجم العلاقات والروابط بين مصر ودول أمريكا اللاتينية وكم الزيارات المتبادلة مع هذه الدول يدرك أن هذا الرهان كان في محله وأن الحضور المصري في أمريكا اللاتينية بات قويا وملموسا بشكل لم يحدث منذ انطلاق علاقات مصر بهذه الدول في الستينيات من القرن الماضي. أما الأمر الآخر فيتمثل في حرص أبوالغيط علي قراءة جميع البرقيات القادمه من جميع البعثات المصرية بالخارج ويتم توزيعها علي القطاعات المختلفة بالوزارة عن طريقه وفي أحيان كثيرة يقوم الوزير بالرد علي العضو الدبلوماسي الذي أرسل البرقية سواء بالاستفسار أو بالشكر علي الجهد الذي يبذله وفي أغلب الأحيان يكون هذا العضو ملحقاً دبلوماسياً في إحدي بعثاتنا بأفريقيا ويظن أنه منسي من جانب وزارته فيفاجأ بالوزير يرد عليه ويدفعه ويدعمه وترجم أبوالغيط هذا بحرصه علي انضمام المتميزين العائدين من أفريقيا إلي طاقم مكتبه مباشرة في حين أن آخرين يعودون من عواصم مثل واشنطن أو باريس أو روما يتم توزيعهم علي القطاعات الأخري المتخصصة بالوزارة وبالفعل من يشاهد حركة تنقلات الدبلوماسيين ممن هم دون السفراء التي أعلنت يوم الأحد الماضي يجد أن هناك حرصاً علي ضخ الدماء الشابة والواعدة في أفريقيا وهو ما يؤشر أن النهج نفسه سيستمر في حركة تنقلات السفراء التي ستصدر خلال أيام ومعها ستستمر أيضا فوبيا الحركة لحين إعلانها