يعد كتاب المسلمون والحداثة الأوروبية أحدث الإصدارات الدبلوماسية نسبة إلي مؤلفه الدكتور خالد زيادة سفير لبنان لدي القاهرة ومندوبها الدائم لدي جامعة الدول العربية الذي مهد لكتابه قائلاً إن موضوع علاقة المسلمين بأوروبا وبشكل خاص الحداثة الأوروبية جري تناوله في العديد من الأبحاث والدراسات التي قام بها مسلمون وعرب وأوروبيون وأن هدف الكتاب ليس إضافة وجهة نظر أخري في هذا السياق وإنما البحث عن الظروف التي اكتشفت المسلمون فيها تقدم أوروبا بعد أن استقر في وعيهم لزمن طويل أنهم متفوقون علي العالمين والواقع أن الذي كان وراء البحث في هذا الجانب من الموضوع هو أن الفكر العربي قد أعتبر أن بداية اتصال المسلمين بالتقدم الأوروبي قد حدث مع حملة بونابرت علي مصر عام 1798 علماً بأن الأتراك العثمانيين قد أدركوا قبل قرن من الحملة الفرنسية أن العسكرية الأوروبية باتت متفوقة علي القوات العثمانية وأجروا علي امتداد القرن الثامن عشر العديد من المحاولات لاكتشاف التنظيم والعلم العسكريين الأوروبيين. مشيراً إلي أن الكتاب عودة إلي قراءة العلاقات الإسلامية الأوروبية وبمعني أدق اكتشاف الحداثة الأوروبية وتبني أجزاء منها هنا وأجزاء أخري هناك يزيد من فهمنا لمسائل التطور التاريخي والمشكلات الحاضرة وهو الأمر الذي نحتاج إليه فالمجتمعات تحت ضغط المتطلبات تغفل جذور الأزمات وتفقد صيرورة التاريخ في تواصل حلقاتها وتأثير بعضها علي البعض الآخر. يذكر أن السفير خالد زيادة له العديد من المؤلفات من بينها اكتشاف التقدم الأوروبي، النظرة الإسلامية إلي أوروبا، الصورة التقليدية للمجتمع المديني كاتب السلطان حرفة الفقهاء والمثقفين، يوم الجمعة يوم الأحد، جارات الأهل جارات اللهو، بوابات المدينة والسور الوهمي حكاية فيصل، الخسيس والنفيس، الرقابة والفساد في المدينة، الإسلامية العلماء والفرنسيس في تاريخ الجبرتي.