صفقات شيطانية.. أطرافها أب بائس وجشع.. وزوج عربي معدوم الضمير.. وفتاة مسكينة مغلوبة علي أمرها.. ومأذون أو محام باع شرف مهنته ليكسب بضعة آلاف من الجنيهات.. ويأتي الشيطان في صورة سمسار للزواج العرفي ليربط كل الأطراف ببعضها حتي تكتمل المأساة ويحصد هو النسبة الموعود بها من الصفقة. قرية الحوامدية في 6 أكتوبر والتي تبتعد عن القاهرة ب17 كم ويبلغ عدد سكانها 160 ألف نسمة منهم 77890 إناثا تشهد العديد من تلك المآسي. سميرة السيد 17 عاماً قرية الشيخ عتمان بالحوامدية لها 4 أخوات وولد ويعمل والدي بائع خضار والدها كان يقول لأمها أنه يرغب في زواجها من ثري عربي حتي تتبدل حالتهم ويستطيعون شراء منزل مثل جارنا الذي قام بتزويج ابنته لسعودي وبالفعل أخذها لزيارة سمسارة بالقرية وتدعي فاطمة وتقوم بتزويج بنات القرية بالعرب. وتحكي سميرة عندما رأتني طلبته مني أن أقيم عندها لمدة أسبوع لأنها اعتادت أن تفعل ذلك مع كل البنات اللاتي يرغبن الزواج من عرب وبمجرد أن يأتي العريس تدخل عليه مجموعات البنات ليفاضل بينهن ويبحث عن الصفات التي يرغبها فيهن وبالفعل تم اختياري من قبل أحد السعوديين وكان يبلغ من العمر 60 عاماً حيث تم كتابة ورقة عرفي عند المحامي من نسخة واحدة أخذها ليحتفظ بها ودفع لي 10 آلاف جينه علي أن تأخذ السمسارة 25٪ من المبلغ واتفقنا أن يعطيني فيما بعد مبلغا آخر.. استمرت العلاقة أكثر من 6 أشهر كان يسافر فيها للسعودية ثم ينزل لفترة أسبوع واحد فقط بعدها فوجئت بأنه أرسل لي مع المحامي ليعلمني بأنه لن يأتي لي مرة أخري وأنه ذهب ليتزوج من أخري علمت بعد أيام أنها من نفس الشارع الذي أقطن به بل و هي صديقة لي.. وحتي الآن لم يتقدم لخطبتي أحد وأصبحت سمعتي سيئة بالإضافة إلي أنني لا أستطيع الزواج مرة أخري لما لحقني من ضرر نفسي وبدني. إيمان سالم من الحوامدية 15 عاماً تقول اعتاد أهل القرية أن يهتموا بالبنت من حيث المأكل والمشرب حتي تصل إلي سن تصلح لتزويجها وهذه السن بالنسبة لهم لا تتجاوز 15 عاماً وكأن هذه البنت عبارة عن بهيمة يقدمون لها العلف للاستفادة منها. وتضيف إيمان في سن ال13 عاماً وجدت أمها تحدثها عن إمكانية زواجها من خليجي حيث أنه سيأتي ليراها وأن أعجبته فستذهب معه أينما شاء.. وبالفعل جاء رجل يكبر والدي سناً وما كان عليه إلا أنه قام بكتابة ورقة ذكر فيها المدة التي سأقيم معه خلالها وتجدد إذا أراد وكتبها محام وكانت الفترة شهرين فقط وبالفعل ذهبت للإقامة معه في شقة مفروشة بالمهندسين ودفع في 5 آلاف جنيه أخذها أبي وأصطحبني بعدها دون إرادة وبعد مرور أسبوعين علي إقامتي معه انتابتني هستريا من البكاء من جراء ما كان بفعله معي ولقسوته وعنفه الذي كان يعاملني به وعندها وجدت نفسي أتجه ناحية الشرفة وأهدده بإلقاء نفسي إذا اقترب مني وبعدها تركته لأذهب إلي بيت أهلي ورفضت أن أعود له مرة أخري وعندما وجدت ضغطا من أهلي لإقناعي بالعودة له هددتهم بأنني سأحرق نفسي إذا أجبروني علي الرجوع إليه. وتؤكد رشا يونس 17 عاماً المشكلة تنحصر في غيرة البنات من بعضهن إذ أن كل فتاة تنظر لقرينتها خاصة اللاتي ظهر عليهن الثراء بعد زواجهن من خليجيين وبالتالي ترغب في هذه العيشة دون استيعاب العواقب التي تنجم عن هذا الزواج. رشا قاومت كثيرا أهلها عندما أجبروها علي الزواج من الرجل السعودي الذي كان يكبرها ب40 عاما وكان متزوجا في بلده وله من الأولاد 12 ولدا وبنتا ومع ذلك لم يستجب أهلها لتوسلاتها بأنها لا تريده وترغب في استكمال تعليمها لحين زواجها من أي شاب مصري. محمود جابر ولي أمر 60 عاماً يرفض أن يصوره البعض بأنه تاجر ولا يرأف ببناته لأنه يبيعهن إذا وافق علي زواجهن من العرب دون النظر إلي الأسباب التي تجعلنا نلجأ إلي الموافقة علي أن نجبر بناتنا علي كتابة ورقة عرفي علي يد محام للزواج من عربي ثري يوفر لها ولنا الحياة الكريمة ففي حالة زواجها من مصري يجب علي الأب أن يتكفل ببعض مستلزمات المنزل من الأثاث والأجهزة الإلكترونية وإذا كان لديه 5 بنات أو أكثر فأن الانتحار في هذه الحالة بالنسبة له أرحم 100 مرة من العبء أو الهموم التي يتحملها من يزوج هؤلاء البنات. سمير الجابري 62 عاماً وعنده 6 بنات وولد واحد يشير إلي أن العربي يأخذ البنت بالملابس التي ترتديها فقط بالإضافة إلي المهر الذي يدفعه والذي يكفي لإغراء أي أب علي أن يجبر ابنته علي الزواج من هذا العربي لافتاً إلي أن لديه بنتين متزوجتين من عربي واحدة في السعودية مع زوجها منذ 3 سنوات والأخري متزوجة هنا في مصر من سعودي منذ عام. من جانبه يلفت إبراهيم البصيري.. مأذون شرعي إلي أن معظم الذين يتدخلون في هذا النوع من الزواج سماسرة يجلبون الفتيات للخليجيين ويكمل المحامي الدور القانوني بكتابة الورقة العرفي التي عادة ما تكون من نسخة واحدة بنص الزوج أو المحامي نفسه ولا يجوز للفتاة الاحتفاظ بنسخة منها مؤكداً أن بعض المأذونين يسلكون طرقاً غير مشروعة.. وذلك بعد أن يسننوا الفتاة بسن مخالفة حتي يتسني لهم كتابة العقد الشرعي في حالة إنها ستسافر مع زوجها إلي بلد آخر.. أما في حالة بقائها في مصر فلا يكون للمأذون دور حيث يقوم المحامي بهذا الدور ويكتب الورقة ويتقاضي أتعابه التي لا تقل عن 3 آلاف جنيه.