في جولة قامت بها روزاليوسف بمساجد آل البيت اكتشفت وجود شباب يتصرفون بشكل يشبه الشيعة فحاولت الاقتراب منهم لكنهم رفضوا الحديث إلا أننا استطعنا الحديث مع أحد هؤلاء الشباب بمسجد الحسين الذي كشف كيفية تشيعه، وإلي أي مدي أصبحت مساجد آل البيت مكانا لتجمعهم ومدي ولائهم لإيران، وفي الوقت نفسه ذهبنا للتعرف علي دور وزارة الأوقاف في مواجهة ظاهرة تشيع الشباب وتجمعهم في مساجد آل البيت لممارسة طقوسهم. بداية كان لابد من التعرف علي كيفية تحول الشباب إلي التشيع، حيث أكد أحمد أحد الشباب المتشيعين الذي وافق علي الحديث إلا أنه رفض ذكر اسمه كاملاً: أنه تشيع من خلال قراءته عن الشيعة والظلم الذي وقع عليهم من خلال الإنترنت والكتب معربا أنه اقتنع برأي الشيعة في أن الصحابة يخطئون ويصيبون، وتأكد من أن الشيعة يعبدون الله الواحد الأحد ويؤمنون بالرسول سيدنا محمد - صلي الله عليه وسلم - ويؤدون العبادات التي أمر الله بها من صلاة وزكاة وصوم وحج. وعن كيفية تلقيه العلم الشيعي قال: للأسف لا يوجد من يعلمنا أمور مذهبنا في مصر ولكننا نحاول تعويض ذلك من خلال الإنترنت والقنوات الفضائية التي انتشرت بعد الحرب علي العراق حيث عرفنا الكثير عن الشيعة من خلالها مشيرًا إلي أنه بالنسبة لشعائر الشيعة في مصر فلا يفعلون شيئًا سوي إظهار الحزن والذهاب إلي مسجد سيدنا الحسين في ذكري عاشوراء وغيرها. وحول ولاء شيعة مصر لإيران قال الشاب الشيعي: إن الشيعة منتشرون في العالم الإسلامي كله، وليس في إيران فقط ومن الخطأ القول بولاء الشيعة كلهم لإيران، خاصة في مصر حيث إن معظم شيعة مصر يقلدون السيد السيستاني وهو لا يقول بولاية الفقيه التي تقوم عليها دولة إيران كما أن هناك المراجع الشيرازية التي تناهض فكرة ولاية الفقيه فلا نستطيع أن نقول أن إيران هي راعية الشيعة. وقبل أن يختتم أحمد حديثه أعرب الشاب المتشيع عن أمله في أن يكون هناك قسم في الأزهر يقوم بتدريس مذهب الشيعة الاثني عشرية خاصة أن الأزهر يعترف بهذا المذهب كمذهب يجوز التعبد به. موقف الأزهر وحول رأي علماء الأزهر في تشيع بعض الشباب عبر الإنترنت أكد الدكتور عبدالمعطي بيومي عضو مجمع البحوث الإسلامية أن مصر لا يمكن أن تكون شيعية لأن المذهب الشيعي به بعض الأفكار التي تنفر منها طبيعة الشعب المصري، وذلك لأن الشعب المصري وسطي معتدل في تدينه غير مبالغ أو مبتدع، والمذهب الشيعي رغم أننا لا نكفرهم إلا أنه مذهب يحتوي علي بعض الأفكار المستغربة التي لا يقبلها الإنسان المعتدل في تدينه السهل بطبيعته، مطالبًا بمواجهة هذه الظاهرة إن وجدت بالحوار والإقناع. وعن تخفي بعض الشيعة في عبادة الصوفية قال د. عبدالمعطي بيومي أن هذا ربما كان يحدث في الماضي حيث أن التشيع كان يؤدي إلي التصوف والتصوف يؤدي إلي التشيع أما الآن فلا أري ذلك فكل من الصوفي والشيعي يحبون أهل البيت. السني سواء كان صوفيا أو غير صوفي فهو أيضًا يحب آل البيت والصحابة أيضًا فلذلك لا يمكن أن يحدث هذا. وأكد كذلك أن دخول المساجد في مصر ليس ببطاقة ولا يخضع لرقابة فلا نستطيع أن نمنع الشيعة من زيارة مساجد آل البيت وقال هل تشق وزارة الأوقاف عن قلوب الناس. رد الأوقاف وعن دور وزارة الأوقاف أكد د. سالم عبدالجليل وكيل وزارة الأوقاف أن إيران منذ الثورة الإيرانية وهي تبذل جهودًا مكثفة في نشر التشيع بجميع الوسائل والطرق، وربما تنجح هذه الوسائل في أماكن كثيرة لقلة الثقافة الإسلامية المتأصلة أو الحاجة للدعم المالي ومع ذلك فإن نجاحها في مصر قليل لوجود الأزهر بمصر وانتشار علمائه ودعاته. وأكد د. سالم أن الأوقاف ترفض أن تجعل مسجد آل البيت مكانًا لتجمعات مذهبية خاصة أنه لا يوجد في مصر أي مسجد يحمل شعارًا معينا أو يتبع أي مذهب سوي ما يدين به الشعب المصري وما يعتقدونه من الإسلام الوسطي الذي تعلمناه في الأزهر الشريف ومساجدنا هي بيوت الله لا نقبل أبدا أن ترفع شعارا لجماعة أو لطائفة أو مذهب (وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدًا). وأكد أن المساجد يؤمها أئمة أزهريون وحتي تلك المساجد القليلة التي تقوم عليها بعض الجمعيات تشرف عليها الوزارة ويعين عليها خطيب من الوزارة