في بداية موسم الشتاء كل عام تنهال التصريحات الصحفية من المسئولين عن أعمال تطهير مخرات السيول، المثير في تلك التصريحات أن البيانات فيها لا تتغير الا اذا تم تغيير محافظ في المحافظات المتاخمة للجبال والمعروف عنها تعرضها للسيول مثل محافظات الصعيد يتم وضع اسم المحافظ الجديد علي هذه التصريحات. روزاليوسف أجرت مسحاً علي الطبيعة لأوضاع المخرات في قناوسوهاج واسيوط والمنياوبني سويف في أسيوط منعا لتكرار ما حدث عام 1994 من السيول المدمرة التي أدت إلي حريق قرية درنكة بعدما اجتاحتها مياه السيول وأدت الي مقتل عدد كبير من سكان القرية، تركت 30 أسرة مساكنها في مخر سيل درنكة اسفل الجبل الغربي كما تركت 10أسر سكنها في المنازل الواقعة تحت سفح الجبل الشرقي بقرية قاو النواورة بالبداري تحسبا للسيول خلال الفترة المقبلة. وقال اللواء نبيل العزبي محافظ أسيوط إنه بالنسبة للمناطق المحتمل تعرضها للسيول بدرنكة ودير الرويحات والخوالد والنزلة وساحل سليم والواديالأسيوطي تم إنشاء 4 مخرات للسيول بمناطق الواديالأسيوطي ومخرين بدرنكة و7 مخرات بالخوالد والوادي والرديجات بساحل سليم و3 مخرات بعرب مطير بالبداري كما تم تطهير 16 مخرا أخري قديمة وتعيين حراسات لمراقبة أي تغير يطرأ بالإضافة إلي إعلان حالة الطوارئ بمديريات الصحة والشئون الاجتماعية والكهرباء للعمل 24 ساعة. وعلي الرغم من اعلان محافظة المنيا تطهير 31 مخرا وإزالة التعديات عليها الا ان الموقف علي أرض الواقع بقرية الشيخ عبادة ودير أبو حنس بمركز ملوي يكشف عن تعرض المخرات للتعدي وزراعة ما يقرب من الف فدان من مساحته مما دفع المحافظ د. أحمد ضياء الدين الي طرح مشكلة هذا المخر علي نائب وزير الري حسين العطفي اثناء زيارته الاخيرة للمنيا وعرض المحافظ علي "العطيفي" صورا عن تلك التعديات ورغم ذلك لايزال الري متقاعسا عن ازالتها. الخطير في تعديات هذا المخر انه من الممكن أن يتسبب في مشكلة طائفية جديدة بالمحافظة لان التعديات من قبل مسلمين واقباط في نفس الوقت وزراعاتهما متجاورة ومن الممكن ان تتسبب في مشكلات أخري. وقال محمد حلمي عامر عضو مجلس الشعب عن مركز ملوي إنه تقدم بمذكرة لمحافظ المنيا منذ عام تقريبا حول تعديات مخر السيل الموجود بدير أبو حنس والشيخ عبادة والتي يهدد القريتين بالغرق في حال وقوع سيول بالمحافظة. وشكل المحافظ لجنة برئاسة السكرتير العام قامت بمعاينة المخر وكتابة تقرير اثبت تلك التعديات وضرورة ازالتها الا أنه منذ تشكيل اللجنة وصدور قرار بازالة التعديات لم يحدث اي شيء والمخر لا يزال يعج بالتعديات. وهناك مخر اخر بقرية السرارية التابعة لمجلس قروي بني خالد والذي يوجد بداخل كتلة سكنية بالقرية ويقوم الاهالي بإلقاء القمامة به بصفة مستمرة. وطالب عبد العال هندي عضو مجلس محلي محافظة المنيا من مديرية الري بضرورة التطهير المستمر لمخرات السيول التي تقع داخل الكتلة السكنية نظرا لاستخدام الاهالي لها بصفة مستمرة بالقاء القمامة ومخلفات المواشي مشيرا الي ان هناك بعض المشكلات التي لا بد من اخذها في الاعتبار وهي أن عددا كبيرا من المخرات أصبحت عبارة عن مجاري رملية بعد ان امتلأت بالرمال من فعل الرياح خاصة المخر الذي يربط بين السرارية الجديدة والقديمة مطالبا بضرورة أنشاء جسر ترابي في نهاية مخر جبل الطير القبلية حتي لا تدمر المياه المنازل الموجودة بنهاية المخر. وفي بني سويف اعترف المهندس ابراهيم بدر وكيل وزارة الري ببني سويف بوجود تعديات علي مخر ابراهيم نجيب باهناسيا وجار التفاوض مع الاهالي لاخلاء المنازل الواقعة علي المخر وصرف تعويضات مناسبة أو إنشاء منازل بديلة لهم. أما في محافظة سوهاج التي ضربها السيل عام 1994 ولحقت بالعديد من القري اضرارا وخسائر جسيمة وهي من المحافظات المتوقع أن يهاجمها السيل خلال الأيام المقبلة. وفي التسعينيات أقامت الدولة مخرات السيول في قري مراكز دار السلام وساقلتة وأخميم، وطهطا وهي القري الواقعة شرقا وغربا تحت سفح الجبل.. كما أقامت الدولة عقب سيول 1994 قري السيول للمتضررين من السيول والتي تهدمت بيوتهم الموجودة في اتجاه السيول. ولكن المفاجأة أن معظم الأهالي تركوا بيوتهم الجديدة الموجودة في قري السيول وعادوا مرة أخري للعيش في بيوتهم القديمة الواقعة في مخرات السيول.. محافظة سوهاج اكتشفت هذه المفاجأة عندما حاول المسئولون تسكين بعض الأسر من مدينة سوهاج في قري عرب العطيان وأولاد يحيي الخاصة بقري السيول في تلك البيوت الشاغرة هناك. حيث سبق أن أشار العميد محمد الملتم رئيس مركز ومدينة دار السلام لوجود حوالي 2000 منزل شاغرا في قري السيول المقامة بمركز دار السلام مما يؤكد وجود أصحابه هذه البيوت الأصليين في منازلهم القديمة.