بلهجة صريحة كانت الدكتورة سعاد صالح في أحد البرامج الدينية الأسبوع الماضي تواجه بحسم شكاوي العديد من الزوجات اللاتي يتصلن علي الهواء مباشرة ليقبحن من صورة ازواجهن ويعلن شكواهن منهم بشكل فج، وبصورة تظهر الرجل كشيطان يهدر قيمة الزوجة وينسف حقوقها من الأساس، ولكن كانت إجابات الدكتورة الفاضلة لم تأت بناء علي الحديث المباشر للمتصلات بل جاءت إجابات لما وراء تلك الأحاديث. وبرغم ما اظهره حديث الزوجات من مدي الظلم الذي يقع علي الأزواج نتيجة للفهم الخاص للزوجات إلا ان اجابات الدكتورة سعاد صالح أظهرت في الوقت ذاته قاعدة جديدة نحن بحاجة إليها في عصرنا وهي ضرورة ان تراعي الزوجات أزواجهن، كما ينتظرن رعاية الأزواج لهن. وقد يرد البعض علي مقولتي بأن الأمر النبوي جاء بقول رسول الله صلي الله عليه وسلم " استوصوا بالنساء خيرا" ولكن من خلال ما نراه اليوم واتصالات الزوجات في برامج تذاع علي الملك يوضح بشكل واضح ان الرجال اصبحوا بحاجة لتطبيق الوصية النبوية من جانب النساء ، فلا معني ان تظل المرأة تري زوجها من وجهة مصالحها خاصة دون النظر لحقوقه ، ولقد أسعدني كثيرا رد الدكتورة سعاد صالح علي اتصال من زوجة تشكو اهمال زوجها ونيته للزواج باخري لتضخم الخلاف بينهما، فقالت لها علي الزوجة هنا ان تنظر إلي ما قامت به هي الأخري حتي أوصلت زوجها إلي هذه الدرجة، ولماذا تتحدث المرأة عن اخطاء زوجها ولا تتحدث عن اخطائها. ولا يعني كل ما ذكرته ان الرجل بريء وان كل أفعاله القاسية هي رد فعل ولكن هناك رجالاً تغيب عنهم الرحمة ، ولكن المرأة بعاطفتها باستطاعتها احتواء الرجل، فمن رحمة الله بنا أنه خلق المرأة لجلب العاطفة إلي الرجل ، فإذا لم يكن من الرحمة أن يكسر الرجل قلب زوجة احبته، فإنه ليس من الرحمة أيضا أن تعلن الزوجة عيوب زوجها علي الملأ لتشوه صورته وتكسب الرأي العام علي حساب زوجها وكأنها تهدم قدسية الزواج بشكواها الفاضحة لزوجها، إننا بحاجة إلي العودة لقيم الإسلام في رعاية الأزواج لزوجاتهم، واحترام الزوجات لأزواجهن، وتقديرهن لهم، كما إننا بحاجة لتطبيق تعاليم النبوة المتمثلة في قوله صلي الله عليه وسلم"استوصوا بالنساء خيرا"، وفي قوله أيضا :" لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لغير الله ، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ، و الذي نفس محمد بيده ، لا تؤدي المرأة حق ربها ، حتي تؤدي حق زوجها كله". إن الإسلام لم يترك علاقتنا الإنسانية عامة والزوجية خاصة لأهواء النفس، فجعل من الرحمة والمودة أساساً لها، وجعل الرباط الزوجي سبيلاً للعطاء لا للتشنيع واصطياد الأخطاء، ولتتقي الزوجات خالقهن فلا يفضحن علي الملأ عيوب ازواجهن ليتخذن بذلك مسوغاً للتمادي في اخطائهن او تحميل الزوج المسئولية كاملة لهدم البيت وضياع أطفال صغار، فالطرفان شريكان في كل شيء حتي في هدم الحياة بينهما، فاحدهما أخطأ والثاني لم يغفر، اللهم إذا كان أحدهما دائم الخطأ و يري عفو الطرف الآخر ضعفاً فيتمادي في أخطائه لتصبح الحياة مستحيلة بذنب طرف دون الآخر.. وتحية لكل عالم وعي حقيقة الخلافات ولم ينخدع بحديث زوج عن زوجته او زوجة عن زوجها لتأخذ فتوي لصالحها.