طبعا الأنفاق هي الحل !! ، أفتي بذلك أحد الأقطاب الكبار الذي قال إن وقف تلك الأنفاق حرام شرعا وأن بناء جدار عازل لهو فعل من أفعال أهل النار ؟؟ وذلك طبقا لمذهب من المذاهب المحظورة التي تشجع العمل في الظلام والكفاح تحت الأرض والدخول من غير الأبواب والهجرة إلي العالم السفلي لذا فان الأنفاق هي الحل !! ، العمل في الظلام هو من صفات الخفافيش والهوام وأبناء الليل من قطاع الطرق ورجال العصابات ، لا يصلح لهم العمل في النور ولا تستقيم لهم حياة النهار حيث يحلو الحرام في الظلام ولا بد من الكفاح تحت الأرض مع الأشباح وبطولات الأنفاق والعمل في الخفاء هو ما ينص عليه الشرع والسنة بل وما عداها مكروه ؟! ، تلك كانت سقطة ذلك القطب الذي كان من بين المرشحين للإرشاد بين الإخوان في مصر والسودان وباقي الدول والأمصار !! ، نسي الرجل ما يطلق عليه كلمة عيب ؟؟ ، أصبح هو وسماحة الشيخ وأعضاء الحكومة المقالة رسميا وشعبيا وتاريخيا أيضا كلهم في معسكر واحد هو معسكر أبي جهل وذلك لجهلهم بالشرائع الدولية والعرف والقانون بل وحتي الأعراف التي بين رجال العصابات من ضرورة احترام الحوار والجوار !! ، المسألة برمتها لا تخرج عن كونها أن لكل فعل رد فعل، الاحترام يقابله المزيد من الاحترام ، لو كان أهل الحماس يحترمون الحدود لكانت كل الحدود آمنة لهم ولكن اللعب بالنار واللعب لحساب الغير علي الأقل لن يؤدي إلا لاتخاذ جانب الحذر والاحتياط وعلي الأكثر من الممكن أن يؤدي إلي الضرب علي الأنامل للتأديب وان عدتم عدنا بل وان زدتم زدنا ؟! ، وهنا فليراجع الفقيه الشهير نفسه وهو الذي هاجر من مصر منذ عقود لأسباب مازالت غصة في حلوق أصحابها في الداخل والخارج القدامي منهم والمحدثون ، هل اجتياح الحدود من محاسن العبادات ؟ ، وهل استثارة فئات الناس ضد بعضهم البعض من فضائل السنن ؟! ، الفتنة أشد من القتل وذلك طبقا للنص القرآني وهو من مثيري الفتنة بين معارض للترتيبات الدفاعية من مصر وما بين المتعاطفين مع أهل غزة وتحديدا مع ذوي اللحي منهم ليس حبا فيهم ولكن كراهية لأهل البيت المصري من التنفيذيين والتشريعيين والموظفين والعسكريين ورجال الشرطة والنيابة والقضاء بل كل أركان النظام يتضح هذا بجلاء عندما تقوم المعارضة المصرية بإطلاق الشعارات والهتافات ضد سياسة الدولة وتتلقفها بقية أهل المحبة في القطاع وجنوب لبنان وأقباط المهجر وأهل طهران ؟! . هل الأنفاق هي الحل ؟! ، طبعا !! ، التصريح بحفرها من جانب القطاع يتم بموافقة الحكومة المقالة ، العمل بداخلها في مراحل الحفر والتجهيز يتم بمعرفة مقاولين للأنفار تحت حماية المعارف من أعضاء الحركة وبعد الانتهاء والافتتاح يبدأ التشغيل اليومي للأنفاق برعاية السلطة المزدوجة للاحتلال ( ؟ ) أولا سلطة الاحتلال الاسرائيلي ثم سلطة الاحتلال الحمساوي ومن المعروف سلفا أن مصائب قوم عند قوم فوائد !! ، ومع التفكير الهادئ المنظم فان الأنفاق هي الحل عملا بمبدأ " طظ في مصر" كما قال الشاعر الذي له مريدوه في مصر والعالم والفضائيات أيضا !! ، رخصة حفر النفق عشرة آلاف دولار ثم هناك ما يشبه الرسوم الجمركية علي حركة الناس والبضائع في كلا الاتجاهين بل وهناك سرقة للتيار الكهربي اللازم للإنارة داخل النفق طوال الأربع وعشرين ساعة ، بل أن هناك مجموعة من الشباب مهمتها توصيل الناس والبضائع مثل عمل المرشدين في قناة السويس ؟! ، الغريب هو لماذا ينحاز إلي جانب أو الفتوي المفسدة لضمائر الناس والتي تبعث علي بلبلة الرأي بينهم ؟ ، ولماذا يقحم الدين في أمور الدنيا والتي سبق فيها القول في قضية معاملة النخيل في المدينة أول زمن الهجرة وكان النبي عليه الصلاة والسلام الذي أشار عليهم بعمل ما يصح لدنياهم بما يعرفونه ويمارسونه ، بل وفي زمن المواجهة عندما سألوه عن خطة العمل الحربي أهي من وحي الدين أم من خبرة الدنيا وتم اللجوء إلي أهل الخبرة في القتال . لقد سبق أن تخوفت من سيل الفتاوي الدينية الفاسدة في مقال كان عنوانه " الدين لله والفتوي للجميع " وبكل أسف وصل الأمر إلي الفتنة الكبري في هذا الزمن وفي هذه القضية ، الأزهر وهو الجهة الرسمية منذ ألف سنة له الرأي الصحيح ومعه المعتدلون من أهل الدين ولكن الشيخ البعيد سره باتع ؟! ، تماما في كل قضايا الساعة الدولة الرسمية سوف تدخل النار ومعها أعمدة النظام وأركانه ويصاحبهم في الرحلة إلي جهنم كل العلمانيين الزناديق ويبقي فقط في طريق الجنة أهل المحظورة وتنويعاتهم في الشرق الأوسط والأدني ؟! ، منهم لله لقد تفرقت كلمة المسلمين علي أيديهم وحتي داخل البيوت والعائلات ، وبدلا من اتباع القرآن والسنة في الاعتصام بحبل الله صار البديل هو دخول حظيرة الإخوان ، بل ووصل الأمر إلي داخل بيوت الله في المساجد وكل يوم ينقسم الناس علي أنفسهم ، أتعرفون لماذا ؟ لأنهم خلطوا الدين بالدنيا ، خلطوا الدين بالسياسة ، كل يوم هناك موضوع يتم ترجمته طبقا لرؤياهم وعليه تنقسم الآراء بين مؤيد ومعارض ، الجدار الفاصل ، مواكب المساعدات ، فوائد البنوك ، حتي مباريات الكرة ؟!. الكارثة الكبري هي سوء استخدام الإسلام في تلك الترهات ومن كبار السن والمقام وأصحاب اللحي والعمائم الذين يخلطون أمور الدنيا بالدين ، ولكنها آفة المعارضة وهي أشد ضررا من مرض السرطان في نفوس الناس ، المعارضة بالدين هي التي أدت إلي الفتنة الكبري وانقسام الأوائل إلي اليوم والي باكر أيضا ويرحم الله الإمام علي حين قال دعوا الفتنة نائمة ؟؟ !