في الأعياد نهنئ بعضنا البعض ونرسل رسائل قصيرة علي المحمول ويكتب كثيرون في الصحف والمجلات مهنئين بالعيد، وتمتلئ برامج القنوات التليفزيونية بالتهاني أيضا.. ولكن تهنئة عيد الميلاد هذا العام تختلف عن الأعوام السابقة. قد تكون التهنئة عامة في مقال أو برنامج تليفزيوني، أو خاصة في رسالة أو مكالمة تليفونية.. أما أن تقرأ جملا بعينها في مقالات أو تسمع كلمات خاصة في برنامج وتأخذ هذه الجمل وتلك الكلمات علي أنها تهنئة خاصة لك بالعيد فهذا ما لا يحدث كل عام ولكنه يحدث هذا العام.. وسوف أستعير هنا عنوان الأستاذ هاني لبيب sms)) لأذكر بعض ما اعتبرته رسائل خاصة لي وتمنيت لو أنه وصلني علي تليفوني. هناء فتحي (مجلة روزاليوسف) عن السيدة العذراء: (حائرة أنت ومحيرة.. ما الذي جاء بك الآن؟ ما الأمر الجلل الذي تحملين؟ وأي نص ترسلين؟ وكيف اقتحمت مساءاتنا المعتمات ونثرت في وجوهنا فجر صباحاتك الندية؟ هذه الآلاف منا مسلمين ومسيحيين تجمعوا وتحلقوا حول نورك). ورسالة أخري لهناء فتحي: (نحن المتحلقين حولك منذ مساءاتك في برد ديسمبر من عام 2009 نؤمن إيمانا قاطعا أن عودتك تحمل نبوءة عظيمة وأمرا جللا وخبرا سوف يجمع المصريين حوله طويلا). الأستاذة إقبال بركة (مجلة روزاليوسف) بتصرف عن السيدة العذراء أيضا: (المصريون الذين رحبوا بك واستضافوك أيتها العذراء.. ألا يستحقون أن تزورينهم وقت الشدة لتربتي علي أكتافهم وتطمئنينهم أنهم شعب مبارك؟). عمرو أديب (القاهرة اليوم) عن الاحتفال بعيد الميلاد: (هنبطل نقول: لكم بابا نويلكم ولنا بابا نويلنا.. بابا نويل واحد وشجرة واحدة لنا جميعا).. وعاصم حنفي (روزاليوسف) عن الموضوع نفسه: (يا رب وحد قلوب المسلمين والمسيحيين.. واجعل المسلمين يحتفلون ببابا نويل مع اخوتهم المسيحيين.. فبابا نويل رمز احتفالي للمسلم والمسيحي).. إن في تلك الرسائل انعكاسا لما يشعر به الكثيرون من مشاعر طيبة دافئة في برد عيد الميلاد.. وهي مشاعر حقيقية تنقلها الكلمات ولا تصنعها لأن صانعها الحقيقي هو القلب.. وقد لا تكون كلها منظومة كرسائل الأعياد المتداولة، وقد لا تكون بلغة فخمة كلها، بل إن بعضها يظهر بالعامية.. ولكنها في النهاية ليست مجرد كلمات. سوف آخذ هذه الرسائل وأضعها علي هاتفي المحمول وأتخيل أنها مرسلة لي شخصيا.. ثم سأرسلهforward) ) بأسماء أصحابها للأصدقاء جميعا لأهنئهم وأهنئ نفسي ليس بعيد الميلاد المجيد فحسب، بل وبأن هذا العيد سيظل له في نفوسنا جميعا هنا في مصر ذكريات طيبة ومعان سامية ووحدة كنا ننتظرها ونتمني ألا تكون لحظية بل أن تدوم. وأخيرا لن أقول فقط: كل عام وأنتم بخير.. بل: أنتم الخير لكل عام.. ولن أقول فقط كل عام ومصر كلها بخير.. بل: مصر ستكون كل عام بخير بنا جميعا.