يرأس مهدي عاكف مرشد جماعة الاخوان المحظورة اليوم اجتماع مكتب الارشاد قبل الأخير في فترة ولايته التي تنتهي في 13 من الشهر الجاري لتحديد موعد اعلان المرشد الجديد لجماعته. وبحسب جمال حشمت عضو ما يسمي بمجلس شوري الجماعة فإن أعضاء مكتب الارشاد برئاسة عاكف يتعين عليهم الاستقرار علي تسمية المرشد الجديد قبل انتهاء المهلة الباقية علي ولاية عاكف منعاً لتفاقم الأزمة داخل الجماعة. عاكف احتفظ لنفسه بحق إعلان خليفته في المنصب بعد أيام، في محاولة من جانبه لرأب الصراعات الحادة التي نشبت بين قيادات التنظيم في مستوياته العليا علي خلفية اختيار مكتب الإرشاد وتسمية المرشد الجديد، علي أن يبذل كل مساعيه للتوفيق بين الجبهات المتناحرة إن استطاع. الخلافات الإخوانية حول تسمية مرشد عام للجماعة نشبت بين فريق القطبيين بقيادة محمود عزت أمين التنظيم ومجموعة المخالفين في الرأي، عندما نزع عزت الملفات المكلف بها محمد حبيب النائب الأول للمرشد ووزعها بينه وبين باقي أعضاء الفريق فما كان من الاخير الا أن يستعين بالاعلام ليؤكد انه الخليفة المقبل لعاكف غير أن أعضاء مجلس شوري الجماعة كان لهم رأي آخر. تدريجيا تصاعدت وتيرة الأحداث حتي تخلص القطبيون من حبيب وفي بالهم أن الطريق أصبح ممهدا امام محمد بديع ليكون المرشد الثامن للجماعة، غير أن الرياح لم تأت بما تشتهي السفن، حيث استطاع محمد حبيب من خلال مخالبه التي اظهرت الصراعات ضعفها أن يمنع خصمه بديع من تولي المنصب حتي وان لم يصل هو اليه. عقب حسم القطبيين لجولة مكتب الإرشاد بالقاضية كان جدار الجماعة قد تشقق بسبب الاسلوب الذي ادار به حبيب الازمة، فاصبحت الضرورة تحتم عليهم أن يتريثوا في خطوة تسمية المرشد الجديد لأكثر من سبب حفاظا علي تماسك التنظيم الذي يولونه أهمية خاصة وبالتالي كان قرار تأجيل الاعلان عنه حتي نهاية فترة ولاية عاكف تماما في 13 من الشهر الجاري، رغم أن عزت كان اكثر الاعضاء حرصا علي تسريع اجراءات اختيار أعضاء مكتب الإرشاد. التريث في القرار كان وراءه اكثر من سبب، يأتي في مقدمتها محاولة احتواء آثار الشرخ الذي حدث في صفوف الجماعة بعد اقصاء "حبيب" و"أبو الفتوح"، وثانيها الاستقرار علي شخصية بديلة لمحمد بديع الذي مزقت الصراعات ثوبه فلم يعد يلق الإجماع الإخواني الذي تقتضيه طبيعة المنصب باعتباره ليس رئيس حزب أو جمعية اهلية وانما مرشد لجماعة دينية، وان حاز اغلبية اصوات أعضاء مجلس شوري الجماعة الذين اتي بهم محمود عزت لمواقعهم. سبب آخر دعا القطبيون للتأني في القرار يتمثل في موقف اخوان الخارج الذين حاول حبيب وأبو الفتوح استغلالهم كورقة للضغط منعا لاختيار بديع، لكونه شخص غير معروف لديهم وهو ما نجح فيه حبيب بالفعل، كما أن بعضهم حاول استغلال الازمة في المساومة علي مناصب قيادية في الجماعة مثل راشد الغنوشي القيادي التونسي الذي سعي للحصول علي منصب نائب اول للمرشد وصدر الدين البيانوني مراقب اخوان سوريا الذي طمح في منصب نائب للمرشد الأزمة الأخيرة دفعت كمال الهلباوي منسق العلاقات بين اخوان اوروبا لطرح فكرة اختيار اسماعيل هنية رئيس حكومة حماس المقالة مرشدا واللافت أن الفكرة لاقت ترحيبا غير متوقع من انصار أبو الفتوح وحبيب، فيما قوبلت باعتراضات شديدة من اخوان مصر الذين اصروا علي ان يبقي المرشد مصريا. لم يكن امام فريق محمود عزت الا الانصياع للرأي الذي طرحه مهدي عاكف الذي اعتبر نفسه وسيطا في الحرب الطاحنة والذي يقضي بالتوافق حول رشاد البيومي وهو احد اخوان 65 باعتباره صاحب علاقات ممتدة مع من يحسبون علي الاصلاح داخل الجماعة، قبل أن يفجر جمعة أمين قنبلة طمعه في منصب المرشد باعتباره اكبر الاعضاء سنا فكان أن طرح علي أعضاء مجلس الشوري ثلاثة اسماء للاختيار فيما بينهم بدلا من اثنين وفق ما تنص اللائحة التي ركنها القطبيون جانبا حتي إشعار آخر.