استقبلت الأوساط السنية والشيعية في السعودية وخارجها، آراء الداعية السعودي محمد العريفي بالرفض الشديد، معتبرين آراءه عن الطائفة الشيعية و المرجع الديني الكبير آية الله علي السيستاني تشدداً غير مقبول لا يخدم الأجواء الإيجابية التي خلقتها آراء معتدلة سعت للتقريب بين السنة والشيعة. قال الشيخ عبد المحسن العبيكان العالم الشرعي والمستشار في الديوان الملكي إن "ما قاله العريفي لا يمثل رأي حكومة السعودية، وأن خادم الحرمين الشريفين يسعي دائماً لنبذ الخلافات بين المسلمين وتوحيد الكلمة، وترك التطرف بكل أشكاله التي تشق صف الأمة"، وأضاف: "يجب التعايش السلمي بين الطوائف وعدم إعطاء الفرصة للنيل من المسلمين و تقدمهم و تطورهم، مؤكداً احترام أهل العلم في السعودية للرموز الدينية من كل الطوائف والأديان كان العريفي، إمام وخطيب جامع البواردي في الرياض، قال في خطبة الجمعة الماضي والتي كانت بعنوان "قصة الحوثيين"، إنهم خلال معاركهم مع الحكومة اليمنية "أصروا علي أن يكون السيستاني هو الوسيط لحل النزاع، لم يطلبوا أن يكون علماء كبار الوسطاء، بل شيخ كبير زنديق فاجر، في طرف من أطراف العراق". واعتبر العريفي "أن عدوان الشيعة علي السنة ممتد عبر التاريخ ومن ذلك تعاونهم مع المغول ضد الخلافة العباسية، كما هاجموا الحجاج في السعودية في الماضي والحاضر". وانتقد أيضا شيعة السعودية قائلاً إنه "لولا يقظة الأجهزة الأمنية لرأي الناس من أفعالهم عجباً". من جهته شن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي هجوما حادا علي المؤسسة الدينية السعودية ونقلت وكالة الانباء العراقية عنه المالكي بعد لقائه السيستاني في النجف أمس الاول: "اعتدنا الكثير من المؤسسة الدينية السعودية، ومن رجالها الذين يسمون أنفسهم بالعلماء، فهي ترتكب تجاوزات بشكل دائم كونها تحمل فكرا تكفيريا حاقدا عدائيا". أضاف: "اينبغي أن تضبط المؤسسة هؤلاء، كما أن الحكومة السعودية تتحمل قسطا من المسئولية. يجب عليها أن ترد علي الذين يكفرون ويثيرون الفتن، وهي ليست المرة الأولي التي يتعرض فيها هؤلاء للرموز الدينية والمرجعية" الشيعية. كان مجلس النواب العراقي قد أصدر بياناً وصف فيه ما جاء علي لسان الشيخ العريفي بأنها تخرصات تشق وحدة الصف الإسلامي", داعياً الحكومة السعودية إلي اتخاذ "موقف واضح وصريح" منها. ووصف كتاب ومثقفون رأي العريفي بالتطرف وأنه يضرب الوحدة الإسلامية خصوصاً في وقت حساس، و أي رأي عن خطر إيران أو ممارساتها السياسية يجب أن يبقي في حدود السياسة من دون أخذ الطابع الديني، لأن الشيعة ينتمون لطائفتهم ولا يمثلون أي توجه سياسي لإيران.