للمرة الاولي، زار المخرج الامريكي الشهير "مارتن سكورسيزي" مكتبة الاسكندرية - مساء الاربعاء الماضي- وجاء ذلك ضمن زيارته الي مصر مع زوجته وابنته الصغري، ورغبته في قضاء عيد الكريسماس وليلة رأس السنة في عدة مدن مثل الاسكندرية والاقصر واسوان.. وكان "اسماعيل سراج الدين" رئيس مكتبة الاسكندية، قد قام بدعوة "سكورسيزي" لزيارة المكتبة وإلقاء محاضرة فيها للمتخصصين والمهتمين بالسينما، لكن "سكورسيزي" رفض ذلك، واشترط ان تتم محاورته أمام الجمهور، وعدم اجراء أي لقاءات صحفية.. وهو ما جعل "اسماعيل سراج الدين" يقوم بمحاورته من خلال مجموعة من الاسئلة، التي تم اعدادها مسبقًا، حيث بات الحوار محبطا للعشرات ممن حضروا الحوار الذي نقله العديد من القنوات الفضائية، فقد بدأ الحديث عن نشأته وبدايته في الحقل السينمائي، وكيف أن نشأته الدينية ساهمت بشكل كبير في تشكيل وعيه السينمائي، وان علاقته بالقس او رجل الدين المسيحي كانت مصدر الهامه، حيث تحول شغفه بالدين الي السينما في أواخر الخمسينيات، وان الصدفة هي وحدها التي جعلت منه مخرجا سينمائيا، وربما ردا علي الاسئلة- بمثابة سرد حكايات عن افلامه.. وقال ان فيلمه "سائق التاكسي" لم يتوقع ابدا- ان يلاقي قبولا لدي الجمهور، وان ميزانيته تكلفت ما يقرب من مليون دولار فقط.. واوضح "سكورسيزي" ان ابنته ذات العشرة اعوام لم تشاهد افلامه الاولي مثل سائق التاكسي والثور الهائج وعصابات نيويورك. وقد حرص "سراج الدين" علي ان يقدم بتقديم "سكورسيزي" باعتباره مؤرخا سينمائيا، قبل ان يكون منتجا ومؤلفا وممثلا ومخرجا، اضافة الي انه صاحب مؤسسة سينما العالم، التي تهدف الي ترميم كلاسيكيات السينما العالمية، كان فيلم "المومياء" للراحل "شادي عبد السلام" من اوائل الافلام التي اعاد ترميمها وعرض في الدورة الماضية من مهرجان "كان" السينمائي الدولي.. الغريب ان الاسئلة التي وجهت الي "سكورسيزي" من جانب رئيس المكتبة- خلت تماما من الدقة في الحديدث عن تجربته في ترميم فيلم "لمومياء" باعتباره واحدا من اهم الافلام المصرية والعالمية، لكن "سكورسيزي" علق علي احد الاسئلة التي وجهت اليه من الحاضرين بشأن علاقته بالسينما المصرية، موضحاً رغبته الشديدة في معرفة المزيد عن السينما المصرية ومخرجيها الشباب. والمعروف ان "مارتن سكورسيزي" يعتبر واحدا من اهم مخرجي السينما في العالم، والذي ساهم في تشكيل وتغيير السينما في العالم، وحاصل علي العديد من الجوائز اهمها جائزة أفضل مخرج في مهرجان الأوسكار عن فيلم "المغادرون"، وقد ترشح لهذه الجائزة خمس مرات.. وقد تعاون مع الممثل روبرت دي نيرو في عدة أفلام منها "taxi driver" سائق التاكسي، الذي حصل به علي جائزة السعفة الذهبية في مهرجان "كان" السينمائي عام 1976 وفيلم "الثور الهائج" الذي حصل به الممثل روبرت دي نيرو علي جائزة الأوسكار لأفضل ممثل رئيسي، وفي عام 1988 قام بإخراج فيلم (الإغراء الأخير للسيد المسيح) الذي واجه الرفض والانتقاد الحاد من الفاتيكان وصل إلي المطالبة بطرد الفيلم من مهرجان "كان" 1988، وأيضا تعاون مع الممثل ليوناردو دي كابريو في ثلاثة أعمال وهي Gangs of New York (عصابات نيويورك) عام 2002 وفيلم "الطيار" عام 2004 الذي ترشح به دي كابريو لجائزة أفضل ممثل رئيسي في مهرجان الأوسكار .