أطلق سمير محمود عثمان حكم لقاء الزمالك والمنصورة صافرة نهاية اللقاء لينهي معه مباريات الدور الأول من الدوري المصري لموسم 2010/2009 ليطوي الصفحة الماضية ويتوقف الدوري لمدة خمسين يومًا بسبب انشغال المنتخب في بطولة الأمم الأفريقية بأنجولا لينتهي بذلك خمسة عشر أسبوعًا شهدنا خلالها أفراحًا وأحزانًا وانتصارات وانكسارات ومشاعر متباينة لمختلف فرق الدوري. لذلك قررنا الوصول إلي خبراء الكرة في مصر لمناقشتهم ومعرفة آرائهم في المستوي الفني للدور الأول وأهم الظواهر التي شاهدناها به: أكد الدكتور طه إسماعيل أن أبرز الظواهر التي شهدها الدور الأول لهذا الموسم هي ظاهرة المدربين المصريين وتألقهم في تولي المسئولية الفنية للفرق ونجاحهم في قيادة تلك الفرق بقوة وهي ظاهرة صحية، ويقول الدكتور طه إن أهم هؤلاء المدربين حسام البدري الذي خاص تحديًا كبيرًا واستطاع أن يثبت جدارته رغم كل الظروف الصعبة التي مرت بالفريق حيث أصيب معظم نجومه، ولكن حسام كان قويًا واستطاع بهدوء التغلب علي تلك الإصابات بالدفع بالشباب في جرأة تحسب له حيث أصبح متوسط أعمار لاعبي الأهلي الأقل بين فرق الدوري واحتفظ بالمقدمة ليثبت بما لا شك فيه أن اختياره لقيادة الفريق كان اختيارًا موفقًا. كذا أثبت كل من محمد عامر مع المقاولون ومختار مختار مع بتروجيت وفاروق جعفر مع الجيش، وعماد سليمان مع الإسماعيلي وطارق يحيي مع الإنتاج الحربي جدارتهم في قيادة فرقهم وأثبتوا للجميع أن المدرب المصري أفضل من بعض المدربين الأجانب، كما أن حسام حسن استطاع أن ينتقل بالزمالك من منطقة خطيرة إلي منطقة أفضل نسبيًا واعتمد حسام علي العامل النفسي كبداية لإنهاء الدور الأول بصورة جيدة حتي يتمكن من الإعداد الأفضل للدور الثاني. ويضيف الدكتور طه أن هناك ظاهرة أخري وهي اختلاف طريقة اللعب فبعد سنوات طويلة من اللعب بطريقة 3-5-2 بدأت بعض الفرق هذا الموسم في اللعب بطريقة 4-4-2 كالأهلي والزمالك وحرس الحدود والمقاولون وظهرت الفرق بشكل جيد رغم أن بعضها يلعب بهذه الطريقة لأول مرة. وقال الدكتور طه إن هناك أيضًا ظاهرة جيدة شهدها الدور الأول للدوري وهي تألق حراس المرمي صغار السن كأحمد عادل عبدالمنعم ومحمود أبو السعود والهاني سليمان. كما أن الكثير من الفرق دفعت بالشباب صغار السن وبرز منهم أحمد شكري وعبدالله فاروق ومحمد طلعت وأحمد علي في الأهلي، وكذلك شباب الإسماعيلي مثل أحمد حجازي وعمرو السلية. ولكن وسط كل تلك الظواهر الجيدة برزت ظاهرة خطيرة ومقلقة وهي تخص التهديف حيث إن معظم هدافي الدور الأول من اللاعبين الأجانب بينما قلت نسبة التهديف لدي المصريين مما يعطي مؤشرًا خطرًا يؤثر علي المنتخب الوطني ولابد من إيجاد حل سريع لهذه الظاهرة. واختتم الدكتور طه حديثه أن المنافسة ستظل قائمة بين الأهلي وبتروجيت والإسماعيلي والجيش الذين يحاولون ملاحقة الأهلي علي القمة بقوة. كذا توقع الدكتور طه مركزا جيدًا للإنتاج الحربي الذي اعتبره مفاجأة الدور الأول لما قدمه من أداء جيد رغم حداثة عهده بالدوري. من جانبه أكد الدكتور فتحي نصير المدير الفني لاتحاد الكرة أن الدور الأول من الدوري شهد عدة ظواهر إيجابية أبرزها ارتفاع نسبة الأهداف حيث إن 90% من مباريات الدور الأول شهدت تسجيل أهداف وهو مؤشر جيد يدل علي أن كرتنا أصبحت هجومية كذلك كان من أبرز الظواهر الإيجابية وجود خمسة عشر مدربًا مصريًا من بين ستة عشر فريقًا، واستطاع هؤلاء المدربون فرض أنفسهم علي الساحة الكروية وأبرزهم علي الإطلاق هو حسام البدري الذي وجه عدة تحديات علي رأسها مجيئه بعد مدرب بحجم مانويل جوزيه وكذلك فكره الجديد وطريقة اللعب الجديدة والإصابات الكثيرة التي ألمت بأغلب نجوم الفريق مما جعله يلعب كل مباراة بتشكيل مختلف عن سابقتها وهو أصعب ما يوجه مدرب كرة القدم، ولكن نجح البدري في اجتياز كل تلك التحديات بقوة وحافظ علي الصدارة بل ويغرد وحيدًا علي القمة ويأتي أقرب منافسيه خلفه بست نقاط. هذا وقدم البدري مجموعة كبيرة من الناشئين في ظاهرة لم تحدث في الأهلي بهذا العدد منذ ثلاثة مواسم تقريبًا مما يجعله الأقرب نظريًا من اللقب. كما أن كثرة النجوم الشباب كانت ظاهرة بارزة ومفيدة في الدور الأول.. واعتبر نصير أحمد عادل عبدالمنعم حارس الأهلي أفضل اللاعبين صغار السن لثبات مستواه وتقدمه من مباراة لأخري في مركز خطير مثل حراسة المرمي خاصة أن كان هذا المرمي هو مرمي الأهلي. كذلك أكد نصير علي أن الدور الأول أثبت أن الالتزام بالواجبات الدفاعية أول خطوات الفوز، ولأن الأهلي كان أكثر الفرق تنفيذًا لهذا المبدأ فقد تصدر الدوري وكان صاحب أقوي دفاع. أما عن الظواهر السلبية فأكد نصير أن فريق الزمالك لم ينجح مع المدربين الأجانب، ولم يبدأ في الاتزان إلا بعد تولي حسام حسن المهمة أي أنه إذا كان حسام أو غيره من المدربين المصريين بدأوا الموسم مع الزمالك لكان موقعه الآن أفضل. كذلك شهد الدور الأول ظاهرة سلبية أخري هي عدم تحقيق بترول أسيوط لأي فوز ونحن هنا لا نظلم الفريق أو مدربه، ولكن السبب الرئيسي في ذلك هو أن اللاعبين لم يرتقوا للمستوي المطلوب للدوري الممتاز. ويضيف نصير أن تغيير المدربين ونقص خبرة لاعبي المنصورة من ناحية اللعب في الدوري الممتاز وراء تذبذب نتائج الفريق رغم أنه أحد الأندية الشعبية. كما أن الاتحاد وهو أحد أبرز الأندية الشعبية أيضًا بدأ مهتزا وسرعان ما أدرك خطورة موقفه وبدأ الصحوة. واستكمالا للأندية الشعبية جاء المصري بصورة لم تكن متوقعة ولكن أنور سلامة استطاع أن يصلح الموقف قليلا واعتقد أنه بعد دعم صفوفه سيقدم الأفضل في الدور الثاني. ويؤكد نصير أن جدول الدوري لم يعد متسلسلا بل هو عبارة عن مجموعات الأهلي الأول وحده ثم يليه مجموعة أخري تضم الإسماعيلي وبتروجيت والجيش يأتي بعدهم مجموعة الوسط ثم المؤخرة. واختتم نصير حديثه بالإشادة بالمستوي الجيد الذي ظهر عليه فريق الجيش والإنتاج الحربي وأكد أن ما حققه الجيش نتيجة لجهد كبير من مدربه فاروق جعفر.. كما أن توليفة اللاعبين الذين استطاع طارق يحيي تكوينها نجحت في الاختبار وحققت أكثر من المتوقع. وأضاف نصير أن التغيير الذي سيحدث في المراكز في الدور الثاني سيرجع إلي تمكن المدربين من استغلال فترة التوقف وعلاج الأخطاء. أكد علي أبوجريشة الخبير الكروي أن المستوي الفني لمباريات الدور الأول لم يكن عاليا في عدد من المباريات ويحسب لبعض الفرق أنها صححت من أوضاعها مثل الاتحاد السكندري الذي بدأ الموسم بشكل سييء ولكنه عاد لتحسين أوضاعه.. وهناك بعض الفرق التي طورت من أدائها وحققت الهدف الذي تسعي إليه مثل الأهلي الذي أنهي الدور الأول متصدرًا للبطولة، وهناك أندية أخري تراجعت لأنها لم تدعم من صفوفها ولم تطور الأداء مثل حرس الحدود ولكن مفاجأة الموسم في نظر أبوجريشة هي فريق الإنتاج الحربي الذي يعتبره الحصان الأسود للبطولة. وأضاف أبوجريشة أن فرق الوسط ما زالت تحافظ علي مكانها مثل اتحاد الشرطة وإنبي والمحلة كما ظهر الجيش في حال أفضل من العام الماضي وتقدم للمركز الثاني ولكنه ما لبث أن تراجع ففي الأسابيع الثلاثة الأخيرة لم يحصد إلا نقطة واحدة من تسع نقاط ولكن يحسب له أنه أكثر الفرق إحرازًا للأهداف بفضل لاعبيه بابا آركو ودودزي.. وعلي العكس هناك فرق لم تذق طعم الفوز مثل بترول أسيوط وهناك فرق في موقف صعب مثل المصري والمنصورة. وأضاف أن هناك عددًا من الفرق حجزت مكانها في المربع الذهبي مثل بتروجيت والإسماعيلي والجيش. وأضاف أبوجريشة أن أبرز ظواهر هذا الموسم هي ظهور الوجوه الجديدة التي تعتبر عناصر واعدة مثل أحمد شكري وعبدالله فاروق ومصطفي شبيطة وأحمد علي وإبراهيم صلاح وغيرهم.. كما كانت أهم سماته ظهور عدد من المدربين الجدد مثل عماد سليمان في الإسماعيلي وحسام البدري في الأهلي وحسام حسن في الزمالك. وأضاف أن خريطة فرق الدوري يمكن أن تتغير في الدور الثاني ولكن ذلك يتوقف علي استفادة الفرق من فترة التوقف ومن منها يستطيع تدعيم صفوفه بعناصر جديدة وهل يمكن أن تفيد هذه العناصر فرقها. أكد محمود أبورجيلة نجم الزمالك السابق أن مستوي الدوري هذا الموسم فوق المتوسط من الناحية الفنية وأقل بكثير من المواسم السابقة فهناك أندية لا يشعر أحد بها فإمكانياتها قليلة ولكن نتائجها جيدة مثل الإنتاج الحربي والشرطة، أما بتروجيت فيسير بشكل ثابت منذ بداية الموسم علي عكس حرس الحدود الذي أثر عليه غياب التركيز عن بعض لاعبيه الذين انشغلوا بالعروض التي تلقوها من الأندية الأخري مما أدي إلي هبوط المستوي الفني للفريق الذي أنهي الدوري الموسم الماضي في مركز متقدم وفاز ببطولتي الكأس والسوبر. أما الزمالك فقد رأي أبورجيلة أن تغير المدربين أكثر من مرة قد أثر بشكل كبير علي الأداء ولكنه بدأ يستعيد توازنه مع حسام حسن، ومستوي الإسماعيلي يعتبر لغزًا، ففي بعض الوقت يكون عالياً بشكل كبير وفي البعض الآخر يظهر بشكل سييء للغاية.. وحتي الأهلي فقد تأثر مستواه بالإجهاد الذي تعرض له لاعبو المنتخب والحالة النفسية السيئة بعد الخروج من تصفيات كأس العالم وأصبح لاعبوه مستهلكين ورغم أن حسام البدري قد دفع بعدد من اللاعبين الشباب ولكنهم لم يظهروا مستواهم الحقيقي حتي الآن. وأضاف أبورجيلة أن أندية طلائع الجيش والإنتاج الحربي حدثت طفرة في مستواهم هذا الموسم وإن كان الجيش قد تراجع في المباريات الأخيرة ولكنه قادر علي العودة مرة أخري، وأشار إلي أنه من أبرز ظواهر هذا الموسم والموسم الماضي تفوق المدرب المصري مثل طارق العشري وفاروق جعفر وبعدهم حسام البدري وحسام حسن. وأشار أبورجيلة إلي أنه يتوقع أن يتغير ترتيب الأندية في جدول الدوري فهناك أندية لن ترضي بالاستمرار في مراكزها مثل الزمالك الذي يسعي لتحسين مكانه في الجدول بصرف النظر عن الأداء لأن النتائج هي الأهم فبعد وجود حسام حسن الذي يأبي الهزيمة وإحساس اللاعبين بالمسئولية تجاه ناديهم سوف يتغير الوضع. فاطمة التابعي أميرة حماد