يواجه حزب الوفد حاليًا مأزقا كبيرا خلال الانتخابات البرلمانية في 2010 خاصة أنها تقترب زمنيا من الانتخابات الداخلية للحزب حيث ستكون الأخيرة في 5 يونيه 2010 والأولي في أكتوبر من نفس العام أي بفارق زمني 4 شهور فقط! ويأتي هذا المأزق علي خلفية وجود صراعات مبكرة علي رئاسة الحزب كشفتها ورقة تم توزيعها قبل عقد الجمعية العمومية الأخيرة للحزب، والتي انعقدت في نوفمبر الماضي حيث انتقدت الورقة الوضع العام للحزب وأن الإصلاح الداخلي لم يتحقق بعد، مطالبة محمود أباظة بالتنحي عن الوفد بشكل غير مباشر عندما تحدثت عن تراجع الوفد في الشارع السياسي ودعمه - أي أباظة - للمنظمات الممولة أمريكيًا. وطرحت الورقة سؤالاً مفاده: هل سيرشح أباظة نفسه مجددًا بعد أن قال إنه لن يرأس الحزب إلا لمدة دورة واحدة، نفس المأزق يرجع لعدم استكمال تشكيلات لجان الحزب في المحافظات وغضب عناصرها من حالة السكون والهدوء السياسي السائر داخلها، سواء بسبب عدم الرضا عن الوضع الحالي أو لشعور القواعد بالانفصال التام عن المقر المركزي. بخلاف وجود حالة من الانقسامات والصراعات كانت سببًا في وقف أنشطتها من جهة وبحث الوفديين عن رمز جديد يرأس الحزب بسبب عدم رضاهم عن وضعه الحالي من جهة أخري. ولا يمكن في هذا السياق إغفال دور جيل الوسط في هذه الصراعات الوفدية خاصة وأنهم كانوا أول من أشعل فتيل الأزمة للإطاحة بالدكتور نعمان جمعة الرئيس السابق للحزب حيث يستهدف هذا الجيل حاليًا، والمنقسم بين مجموعتي ال66 المشكلة من لجان الحزب بالمحافظات وبيت الأمة المناهضة لها إلي الوصول للهيئة العليا للحزب ليحلوا محل كبار السن في حين يوجد فريق ثالث من الشباب يرفض الانتماء لأي من أطراف الصراع ليحسم معركة البقاء للأصلح داخل الوفد. ومن المتوقع وفقًا للخريطة الحالية أن يتسبب قرب الفترة الزمنية من الانتخابات الداخلية والخارجية في مشكلات داخلية مزدوجة أولها نتائج جراح المعركة الداخلية والتي بلا شك ستنتج عنها مجموعة من التصفيات والاحتقانات الداخلية لوجود رغبات في الوصول لرئاسة الحزب من جهة ولعضوية الهيئة العليا من جهة أخري. بالإضافة إلي أن اختيار الحزب لعناصر بعينها لخوض الانتخابات البرلمانية سينتج عنه كما هو معهود في حرب داخلية وصراعات خاصة في ظل الاعتقاد السائد بأن الوفد يعقد صفقة مع الحزب الوطني يختار عناصرها رئيس الحزب وفقًا لأهوائه الداخلية وبهذا يتهم رئيس الحزب باختيار العناصر المقربة له.. ورغم هذا تري بعض العناصر الوفدية أن هذه المعارك الداخلية والخارجية لن تؤثر علي الحزب خلال الفترة القادمة! واعتبر المستشار مصطفي الطويل الرئيس الشرفي لحزب الوفد حل هذا المأزق في استخدام أسلوب التوافق بين قيادات الحزب سواء علي مستوي الهيئة العليا أو مستوي لجان الحزب بالمحافظات وأضاف الأعداد قليلة ونعرف أنفسنا جيدًا ولا نطمع في مواقع أو مناصب لأننا لسنا في السلطة كما هو الحال في الحزب الوطني.. وإجراء انتخابات في لجان الحزب بالمحافظات سلاح ذو حدين ولست من مؤيدي هذه العملية رغم أنها تعبر عن نظام ديمقراطي حقيقي ولا يجب أن نتجاهل أن التشكيلات القاعدية في بعض اللجان الفرعية غير متوفرة لدينا، لأننا كحزب غير حاكم لا توجد مصالح حقيقية تجمع بين الأعضاء. واعترف سامي بلح السكرتير المساعد وعضو الهيئة العليا للحزب أن هذه الانتخابات المتقاربة ستكون عبئًا علي الحزب وقياداته، وفيما يتعلق بالمعركة الداخلية قال بلح ستكون معركة شريفة تحسمها الجمعية العمومية ويجب أن تنتهي آثارها بمجرد انتهاء الانتخابات الداخلية حتي لا تتأثر المعركة الخارجية متوقعًا أن تأتي الانتخابات القادمة بمزيد من عناصر جيل الوسط والشباب داخل الهيئة العليا للحزب. وحول انتخابات رئيس الحزب قال بلح: طالبنا أباظة بالترشح لفترة ثانية ولكنه لم يحسم موقفه حتي الآن.. وسبب مطالبنا هو أن الفترة الأولي لم تشهد استقرارًا بسبب الصراع القانوني الأمر الذي لم يمكنه من أخذ فرصة كاملة لإدارة الحزب في وضع يمكن وصفه بالمستقر مستطردًا هذا ليس معناه أن الوفد لا يوجد به من يصلح لرئاسة الحزب، ونأمل في أن يظل الوضع مستقرًا. وقال فؤاد بدراوي نائب رئيس الحزب: لا أتوقع أن يتسبب قرب الانتخابات البرلمانية مع الداخلية في أي أزمات للحزب في انتخابات 2010، وردًا علي سؤال ما إذا كان سيخوض انتخابات الرئاسة القادمة للحزب قال من السابق لآوانه تحديد ذلك.