أقامت دار 3/15 ندوة وحفل توقيع بمكتبة البلد للمجموعة القصصية "أبهة الماء... تسابيح في حضرة الموج" للكاتب محمد رفيع شارك فيها الناقد سيد الوكيل وسهي زكي والإعلامية مني التوني.. قدمت الإعلامية مني التوني المجموعة موضحة أهمية العنوان كعتبة نصية مهمة تشير إلي اجتذاب البحر للذات الرومانسية بقوة خفية، فنجدها تحن إلي العودة إليه وتنشد الذوبان فيه والرحيل في عوالمه، وهكذا هو كاتبنا فنجده يحن دائما في كتاباته إلي الماء والبحر، وهذا ما ظهر في مجموعتيه السابقتين "بوح الأرصفة" و"ابن بحر"، فقد قدم محمد رفيع بإيضاح معالم تجربته الثالثة ويأخذنا إلي عالمه المليء برائحة البحر وضجيج السياسة وسحر الأساطير، فنشعر مع أول قصة في المجموعة بجزالة اللغة وشاعريتها، فهذا العمل يزاوج بين شاعرية الألوان وجماليات هذه اللغة في ترجمة الإحساس.. وكذلك سلاسة الأسلوب وتنوع الموضوعات واختلافها فنلاحظ بوضوح اختلاف العناوين مثل "صناديق لا تأكل الرمل" و"مقابلة مع الله" و"أبهة الماء" و"ثأر الكائنات" و"قطف اللذة" و"كيمياء القتل" و"إذا نجلاء كتبت" وغيرها... كما تتميز المجموعة بالحوار الأسطوري الممتع والخيال الساحر وحداثة الطرح والتناول فالحداثة هنا مضمون وشكل ومرآة حقيقية للناس وللحياة.. وأشار الناقد سيد الوكيل إلي تأثير دراسة الكاتب للحوار السينمائي الذي ظهر في الحالة السينمائية العالية التي انتابت بعض قصص المجموعة إضافة إلي المشهدية المسيطرة علي كل قصص المجموعة تقريبا كما نلاحظ كثافة اللغة الدالة بأقل عدد من الكلمات، ويعيب علي الكاتب استخدامه المفرط للغة الشعرية أحيانا الذي دفع به إلي استخدام بعض الكلاشيهات الشعرية المعروفة والمستهلكة، ويري أنها تجربة مميزة ومختلفة عن كثير مما يكتب الآن لأنها تدير ظهرها للكثير من الموضات القصصية المتبعة.. كما أنه تعتبر تجربة خاصة وتحدي صعب لكن أعتقد أن مثل هذه التجارب الجادة هي التي ستعيش وتصمد خاصة مع تفردها ممن حيث اللغة والمفردات.. ونجد أن الكاتب قد تأثر بدراسة السينما تأثرا كبيرا ظهر في قصص مثل قصة "صناديق في محطة الرمل".. وتشير الكاتبة سهر زكي إلي خصوصية هذه المجموعة واختلافها، حيث حدد كاتبها أهدافا لقصصه، فهي مجموعة رصينة وقيمة وعميقة رغم أن لغتها لا توائم اللغة السائدة حاليا فيما يكتب بشكل عام، فاللغة هنا تبدو ثقيلة لكنها رغم صعوبتها تعتبر سهلة التلقي، وهذا ما يؤكد أهمية التنوع في الكتابات الأدبية من حيث اللغة والشكل والمضمون، وما يميز هذه التجربة أيضا مزجها ما بين الأسطورة والواقع واللغة والواقع وحياتنا المعاصرة وتناولها لجمال الطبيعة بشكل مختلف يجتذب القارئ لعوالم شيقة غاية في الإمتاع.