تبدأ اليوم قمة حماية المناخ العالمية في العاصمة الدنماركية كوبنهاجن التي من المقرر خلالها أن تحاول الدول الصناعية الإيفاء بالتزاماتها تجاه الحد من التغيرات المناخية في ظل التحديات التي تحدق بكوكب الأرض بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري ووسط مخاوف من عدم وفاء الدول الصناعية الكبري بالتزاماتها بخفض انبعاثات الغازات. من جانبه، حذر نوربرت روتجن وزير البيئة الألماني من فشل المؤتمر قائلا لصحيفة "بيلد آم زونتاج" الألمانية أمس: إن اجتماع القمة سيكلل بالنجاح إذا ألزمت الدول المشاركة في القمة نفسها بقصر زيادة الاحتباس الحراري علي درجتين مئويتين علي الأكثر. وأضاف روتجن: "يتعين أن يكون الاتفاق حول ضرورة ألا ترتفع درجة حرارة المناخ علي درجتين مئويتين علي الأكثر هو الهدف من قمة كوبنهاجن". في هذا السياق، حثت الحكومة الألمانية الصين علي الالتزام بمسئوليتها تجاه حماية المناخ. وقال راينر برودرله وزير الاقتصاد الألماني أمس في مستهل زيارته لبكين التي تستغرق يومين: "قمة كوبنهاجن لا يمكن أن تنجح بدون الصين". وبالرغم من أن الصين هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، الا أنها لا تعتزم التوقيع علي أهداف قانونية ملزمة لحماية المناخ في كوبنهاجن ، لكن الحكومة الصينية أعلنت مؤخرا عزمها خفض استهلاكها الكبير للطاقة بشكل يتناسب مع أدائها الاقتصادي. من جهة أخري، انطلق قطار خاص بالمناخ تحت اسم "كلايميت اكسبرس" وعلي متنه 450 شخصا من مسئولي الأممالمتحدة والصحفيين والناشطين في مجال المناخ متوجها لكوبنهاجن، في دلالة رمزية للجهود المبذولة للتخفيف من ظاهرة الاحتباس الحراري. وفي القدسالمحتلة، لم يحسم بنيامين نتانياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي قراره بعد بشأن المشاركة في القمة حسبما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الاسرائيلية أمس. وقالت الصحيفة إن نتانياهو يدرس الوصول لكوبنهاجن في العطلة الأسبوعية المقبلة الا أنه سيمتنع عن الجلوس في نفس القاعة مع من يعتبرونه "عدوا لاذعا" قاصدا الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد، وبذلك يلغي خطته السابقة بالقاء خطاب مهم في القمة أمام الرئيس الأمريكي باراك أوباما. ويجري مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي استعداداته لاحتمال توجه نتانياهو للدنمارك في السادس عشر من الشهر الجاري ولمدة يومين، اذ يري انه من الضروري البحث عن بدائل للنفط. وتشارك أكثر من 190 دولة في قمة المناخ في العاصمة الدنماركية. في غضون ذلك، أظهر استطلاع للرأي ان قلق العالم إزاء التغير المناخي تراجع خلال العامين المنصرمين وذلك عشية قمة المناخ. وأظهر المسح الذي أجرته مؤسسة نيلسن لاستطلاعات الرأي وجامعة اوكسفورد في أكتوبر الماضي أن 37٪ من أكثر من 27 ألف مستخدم للانترنت في 54 دولة قالوا إنهم "قلقون جدا" بشأن التغير المناخي مقارنة ب41٪ في استطلاع مماثل قبل عامين. وقالت المؤسسة "انشغال العالم بالتغير المناخي يفتر"، رابطة هذا التراجع بالتباطؤ الاقتصادي العالمي. وتعتبر الولاياتالمتحدة هي ثاني اكبر مصدر في العالم لانبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري بعد الصين والدولة الصناعية الوحيدة التي لم توقع علي بروتوكول كيوتو لخفض الانبعاثات. ويريد الرئيس الامريكي باراك اوباما ان تخفض بلاده الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري خاصة الناجمة عن حرق الوقود الاحفوري ويعتزم الانضمام الي اكثر من 100 من زعماء العالم في كوبنهاجن في نهاية الاجتماع الذي سيعقد بين السابع والثامن عشر من الشهر الجاري لمحاولة التوصل لاتفاق جديد للامم المتحدة. واوضح المسح ان القلق بلغ ذروته في امريكا اللاتينية ودول اسيا والمحيط الهادي وعلي رأسها الفلبين التي ضربها إعصار كيتسانا في سبتمبر الماضي حيث بلغت النسبة 7٪، بينما لم يغط الاستطلاع معظم افريقيا.