صدر حديثا عن قسم النشر بالجامعة الأمريكية بالقاهرة كتاب جديد للدكتور زاهي حواس، ضخم ومصوّر عن أسرار واكتشافات مقابر فراعنة الدولة الحديثة، بعنوان "الحياة في الجنة.. مقابر نبلاء طيبة"، والتصوير لساندرو فانيني. في 208 صور بالألوان الطبيعية وبتقنية عالية، يعرض الكتاب لتكوين 80 من 400 من أصل 900 مقبرة ملكية، صممت بمهارة وتخصص عاليين، مع توضيح أجزاء تصميماتها الفريدة وديكوراتها الرائعة، ومنها مقابر خصصت لملوك طيبة القديمة، وأخري لأولئك الأشخاص الذين خدموا الفرعون. يؤكد حواس في مقدمة الكتاب التي جاءت تحت عنوان "البيت الأبدي للروح" أن كثيرا من هذه المقابر فقد بالكامل، وبعضها الآن مفتوح للعامة، أما الأغلب فمغلق، حيث يزورها فقط باحثو الآثار، ومازال بعضها الآخر، وهو كثير، خافيا تحت القري الحديثة التي بنيت فوق المقابر وظلت كذلك لقرون عدة. يشير حواس إلي نجاح المجلس الأعلي للآثار العام الماضي في الوصول إلي كمية كبيرة من تلك القري التي تحوي أكثر المقابر أهمية، وأن هذه المبادرة الناجحة ستسجل كإنجاز في التاريخ. ولذلك تناقش بعض فصول الكتاب - عددها تسعة - مصير بعض هذه المقابر، والخراب الذي حل بها جراء تدميرها من قبل المنازل والبيوت بل القري الكاملة التي بنيت فوقها، ويتحدث كذلك عن الأعمال الحيوية التي تهدف إلي استعادة هذه المقابر والاحتفاظ بها من أجل حماية الماضي لأجيال المستقبل، يقول في إهدائه للكتاب الذي سيخصص له حفل توقيع كبير غدا بمقر فرع منفذ البيع الجديد شارع الشيخ ريحان بالتحرير: "أدعو القراء ليس فقط لاكتشاف بعض عجائب المقابر المفقودة للدولة الحديثة في طيبة، بل أيضا لينضموا إلي مغامرة حماية هذا التراث العظيم والهائل لمصر القديمة من أجل الأجيال المستقبلية". يعيد هذا الكتاب - بحسب الناشر الضوء للمقابر المزينة والمفقودة، ويمحو ألغاز طيبة القديمة والنبلاء الذين عاشوا وماتوا في العصر الذهبي لمصر، علي سبيل المثال مقبرتا تحتمس الثالث ورمسيس الأول، وغيرهما من المقابر وما تحويه من لوحات رائعة وتفاصيل هائلة عن الحياة علي الأرض وفي الجنة معا، وفقا لمصر القديمة، وتعد تلك اللوحات نافذة علي حياة هؤلاء النبلاء اليومية ومعتقداتهم الدينية، فضلا عن المناظر الجميلة والخلابة لحوائط تلك المقابر، والرسومات المنتشرة حولها، والتي تنقل بعض الأمثلة علي الفن المصري القديم وتعكس الحس الفني لأصحاب تلك المقابر. يقول حواس في كتابه الذي يهديه إلي صديقه مارك لينز مدير قسم الترجمة والنشر بالجامعة الأمريكية بالقاهرة: "الناس دائما مشتاقون لسماع عجائب وادي الملوك المدفون فيه فرعون الدولة الحديثة"، لذلك ترجع أغلب هذه المقابر إلي الفترة من 1550 إلي 1100 قبل الميلاد، ويبلغ عددها 900 مقبرة من فترات متعددة من التاريخ المصري، عدا المختفي منها حتي الآن، ويركز الكتاب علي 80 من أصل 400 من تلك المقابر المكتشفة. أما من أمتع فصول الكتاب وأكثرها تشويقا وحيوية، التي تتحدث عن أشهر لصوص المقابر، بداية من عائلة عبد الرسول، ثم حكايات شخصية عن علاقة حواس التي جمعته بأحد كبار لصوص المقابر أيضا ويدعي الشيخ علي. يشرح زاهي حواس الأضرار التي لحقت بعض المقابر جراء بناء المنازل والقري فوقها، من ذلك المياه الناتجة من بعض البيوت التي دمرت رسومات الحوائط بالكامل وشوهت أخري، وفي رحلة الكشف عن هذه المقابر، يحكي حواس عن بعض التجاوزات التي صادفتهم، مثل اكتشافهم أن شخصا حفر نفقا من بيته إلي مقبرة خاصة تحت المنزل كي يستخدمها كمخزن للأنتيكات المسروقة، الأكثر سخرية أن آخر حوّل مقبرة تحت منزله إلي حظيرة لحيواناته! والطامة الكبري جاءت عندما علم حواس أن أحدهم، في قرية تدعي "الخوخة"، حوّل منزله إلي فندق سياحي عندما علم بأنه مبني فوق مقبرة مجهولة، وهو ما استدعي أن أبلغ عنه د. زاهي الشرطة السياحية.