بدأ العد التنازلي لانطلاق الجولة الأولي لانتخابات نقيب الصحفيين المقرر لها الأحد المقبل وسط تكثيف كل من مكرم محمد أحمد وضياء رشوان المرشحين لمنصب النقيب لتحركاتهما وخمول نسبي من باقي المرشحين يصل إلي التوقف تماما عن أي دعاية انتخابية. محمد المغربي اكتفي بإرسال برنامجه الانتخابي إلي المؤسسات الصحفية عبر الفاكس رافعًا شعار إلغاء الملكية والعودة إلي الجمهورية! ونقيبًا للصحفيين كخطوة أولي نحو الترشح لرئاسة الجمهورية في مشهد هزلي يكشف عن عدم جدية الترشيح في انتخابات باتت محصورة بين النقيب السابق والمرشح بقوة لفترة مقبلة مكرم محمد أحمد وضياء رشوان نائب مدير مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام. يأتي ذلك وسط تباين التوقعات ما بين مؤكد علي الحسم من الجولة الأولي ومشكك في قدرة الجمعية العمومية علي حشد نصابها القانوني مما يطرح مزيدًا من التساؤلات حول موقف المحجمين علي التصويت في فئة مهنية هي التي تمثل قيادة الرأي العام وكذا التصويت علي أسس سياسية أو قبلية أو جيلية. نبيل زكي، رئيس تحرير جريدة الأهالي السابق، يؤكد أن انعقاد الجمعية العمومية مناسبة هامة لكل صحفي لممارسة حقه في التصويت داعيا جموع الصحفيين للاحتشاد حرصا علي أن تكون الجمعية العمومية قوية، مطالبًا بأن يتذكر كل عضو أنها انتخابات نقابية وليست سياسية أو حزبية وأن يعطي صوته لمن يري أنه سيلبي للصحفي احتياجاته ويساعده علي أن يعيش حياة كريمة ويجعل من النقابة منبرًا للدفاع عن حرية الصحفي وآداب المهنة. وأضاف زكي لا يصح الإحجام عن التصويت بناء علي تقديرات ذاتية أو شائعات واحتمالات قد تصح أو لا تصح فعلي الجميع المشاركة في الجمعية العمومية وأن يكون التصويت قائمًا علي معايير مهنية ونقابية أولا وأخيرا.. رافضا تحويل الانتخابات لصراع بين الأجيال فقد يكون المرشح شابا لكنه لا يستطيع الدفاع عن مصالح الصحفيين وقد يكون مسنا ويقاتل دفاعا عن حق كل صحفي، مستطردًا: ليس معيار السن هو ما يوجه عملية التصويت وليست القبلية صعيدي أو بحراوي وليست الحزبية بل القدرة علي الدفاع عن المهنة وكرامة الصحفي والحق في التعبير. وأكد زكي أن موقع النقيب يحتاج إلي نقابي ذي خبرة ونموذج للصحفي الذي تتوفر لديه كل مقومات وأخلاقيات وآداب المهنة، رافضًا وصف صحفي بالحكومي وآخر بالمعارض.. قائلاً: لا ينبغي أن يكون تأييد المرشح للحكومة أو معارضة لها هو معيار التصويت، لكن مدي قدرته علي الدفاع عن الصحفيين فالصحفي الذي يوصف بأنه حكومي قادر علي استثمار علاقته بجميع أجهزة الدولة التي لها علاقة بالشأن الصحفي لصالح المهنة، بينما الموصوف بالمعارض سيكتفي بالمعارضة ويتخذ منها ذريعة لتبرير اخفاقه في خدمة الصحفيين، مضيفًا ليس لدينا مرشحون ممن يباعون ويشترون بحيث تفرض عليهم الحكومة أو المعارضة رؤيتها. ويري حسن الرشيدي، رئيس تحرير المسائية، أن علي جموع الصحفيين أن تكون مواقفهم إيجابية من التصويت بأن يشاركوا للتعبير عن رأيهم فيمن يصلح لاعتلاء مقعد النقيب كونها انتخابات تجري بكامل الشفافية، مضيفًا من يحجم عن التصويت لا يستحق أن يحظي بلقب صحفي لأنه يعطي الفرصة للأقلية المتطرفة القادرة علي الحشد في فرض رأيها علي الأغلبية. وقال الرشيدي: الانتخابات تجري بالتصويت وفقًا للحروف الأبجدية واختراع سري وكل يدلي برأيه لكن من الغباء أن يأتي التصويت قائمًا علي أسس جغرافية أو انتماءات قبلية أو سياسية فالاختيار يجب أن يأتي لصالح المهنة. وقال الرشيدي أطرح ترشيح مكرم محمد أحمد بكل قوة فهو أدي بشكل جيد في الفترة الماضية وهو الأقدر علي خدمة المهنة في المرحلة المقبلة داعيا إلي تأهيل عناصر جديدة قادرة علي خدمة المهنة في المرحلة المقبلة.. مستطردًا النقيب عمل في مجال جلب الخبر والتحقيق وتغطية الحادثة والحوار الصحفي ومارس العمل النقابي وبالتالي فهو يشعر بمشكلات المهنة واحتياجات الصحفي. ويشدد حسين عبدالرازق رئيس تحرير الأهالي الأسبق علي أن المعركة محصورة ما بين مكرم محمد أحمد وضياء رشوان ولكل منهما مواطن قوة وضعف لافتًا إلي خشيته من عدم اكتمال النصاب القانوني في الجولة الأولي لشعور قطاع كبير أن مكرم سيفوز وبالتالي قد يحجم معارضوه عن التصويت داعيا لتعبئة الجمعية العمومية من خلال المؤسسات ذات الكتل التصويتية. واعتبر عبدالرازق أن الفصل بين الجمعية العمومية الخاصة بمناقشة قضايا الصحفيين والتي تجتمع للانتخابات هو المشكلة الحقيقية في القانون 100 والمشكلة الثانية هو النظرة الفردية بين الصحفيين لحل مشكلاتهم فكل يبحث عن حل مشكلته بطريقته الخاصة ولا يسعي إلي الحل الجماعي من خلال جمعية عمومية تحت مظلة النقابة. وأضاف عبدالرازق أن التجمع لم يجمع صحيفة علي مرشح بعينه والأمر متروك لتقدير الصحفيين رافضًا في ذلك السياق المنطق الذي يتبناه البعض في التصويت عن طريق الانتماء الجيلي أو القبلي أو المؤسسي. إسماعيل العوام نائب مدير تحرير الأهرام يري أن اثنين من المرشحين السبعة فقط هما من يتنافسان بجدية و5 مرشحين تقدموا بأوراقهم بحثًا عن الشو الإعلامي والمصالح الخاصة مضيفًا سأكون من أوائل المتواجدين يوم الأحد منذ الصباح الباكر كون التصويت واجبًا وطنيا وتعبيرًا عن حرية الرأي التي لا يجب التنازل عنها وليس مهمًا من يختار الصحفي لكن الأهم هو أن يشارك برأيه ويعبر عن قناعته محتفظًا بالحق ذاته لمن يحجم عن الترشيح لعدم اقتناعه بأحد المرشحين مذكرًا بأن الكمال لله وحده وليس شرطًا انطباق كافة الشروط علي المرشح لكن الأكثر تمتعًا بمؤهلات النقيب هو من يجب انتخابه.. رافضًا أن يصوت جيل الشيوخ للمرشح الأكبر سنًا وكذا أن يصوت الشباب للمرشح الأصغر سنًا داعيا لأن يكون التصويت علي أساس مهني والقادر علي خدمة المهنة. فيما رأي عزازي علي عزازي رئيس التحرير التنفيذي بجريدة الكرامة ضرورة التعبير عن الرأي في اختيار المرشح لمنصب النقيب معلنًا تأييده لضياء رشوان مكتفيا بتبرير ذلك بأن النقيب السابق لم يحسم موقفه من التطبيع مع إسرائيل رغم إحالة هالة مصطفي وحسين سراج للجنة التأديب.. مشيرًا إلي أن رشوان يمثل جيل الوسط ويعول علي انعقاد الجمعية العمومية لحل مشكلات الصحفيين.