لا تجد شركات السياحة شيئًا إلا واستغلته ففي الوقت الذي تفرض فيه أسعارها علي البازارات والفنادق لم تفلت منها المطاعم السياحية وغير السياحية التي تتعامل معها لتوفير وجبات للسائحين وهو ما يعرف باسم الباكيدچ.. وعلي الرغم من أن شركة السياحة تتعاقد مع السائحين علي أسعار تصل إلي 20 دولارًا للوجبة أي ما يزيد علي مائة جنيه إلا أنها تتعاقد مع المطاعم علي 20 جنيهًا علي الوجبة الساخنة وهو سعر ضئيل يضر بجودة الوجبات المقدمة للسائحين وبالتالي يضر بالسياحة عامة وهو ما يحدث بالفعل الآن حيث يشتكي عدد كبير من السائحين من سوء الوجبات المقدمة لهم في المطاعم بنظام المجموعات وقد نقل السائحون أيضًا هذه الشكوي إلي منظمي الرحلات في بلادهم وهو أمر خطير حال تداول تلك السمعة دوليًا عن السياحة المصرية وكل ذلك بسبب جشع بعض شركات السياحة وغياب الرقابة من جانب وزارة السياحة علي هذه الشركات والمطاعم لتطبيق الحد الأدني المناسب لأسعار وجبات المجموعات السياحية في ظل ارتفاع أسعار مكونات الوجبات الغذائية بنسبة 165٪ عن أسعارها منذ 15 عامًا وذلك حسب دراسة قامت بها غرفة المنشآت السياحية للتوصل إلي سعر عادل لوجبات الباكيدچ.. مشكلة فرض سيطرة شركات السياحة علي المطاعم وتدني أسعار الباكيدچ ناقشته غرفة المنشآت السياحية للتوصل إلي حل يرضي جميع الأطراف ويحفظ سمعة المطاعم المصرية وقد تم الاتفاق علي 20 جنيهًا لوجبة الغداء و25 جنيهًا لوجبة العشاء. ومع أن هذه الأسعار غير عادلة لتحقيق جودة الأغذية المطلوبة إلا أنها أحسن حالاً من الأسعار التي كانت تتعاقد بها الشركات مع المطاعم وهي 15 جنيهًا فقط للوجبة.. ومع ذلك كله لا تلتزم بعض الشركات بالتعاقد بالأسعار الجديدة غير المناسبة أيضًا في ظل ارتفاع الأسعار وتحصيل الشركات 20 دولارًا مقابل الوجبة من السائحين لذا تتحايل المطاعم أمام انخفاض الأسعار بتقديم وجبات منخفضة التكلفة وكله علي حساب الجودة. ومع اصرار الشركات علي التعاقد بأسعار رخيصة مع المطاعم لا يوجد أمام هذه المطاعم إلا التسويق لنفسها في البورصات السياحية العالمية.. وبالفعل بدأت الغرفة برئاسة وجدي الكرداني في إعداد قائمة بأسماء المطاعم الجيدة للمشاركة في البورصات والمعارض السياحية الدولية، ولكن أعضاء الغرفة يؤكدون أن المشاركة ستزال باقية لأن هناك أمورا خارجية عن ارادتهم وهي عدم وعي الأجهزة المحلية التي تصدر تراخيص لمطاعم لا يتوافر بها اشتراطات السلامة الغذائية، وكل ما يهمها هو تحصيل الرسوم، وللأسف هذه المطاعم تفي الغرض للشركات لفرض سيطرتها علي المطاعم السياحية الملتزمة لأن هناك البديل الأرخص، مما يضطر المطعم السياحي للتدني لمجاراة المطاعم الأخري. عمرو العزبي رئيس هيئة تنشيط السياحة يؤكد علي أهمية جودة الوجبات المقدمة للسائحين لأن انطباعات السائحين عن بلد ما تشكل من عدة عوامل من أهمها نوعية الطعام وجودته لذا قررت هيئة تنشيط السياحة وضع أفضل 100 مطعم علي موقعها الالكتروني للترويج والتنشيط وتشجيع هذه المطاعم، مؤكدا علي أهمية تبني مشروع واضح لخلق مفهوم المطعم المصري للاستفادة منه لترويج السياحة مثل فرنسا وإيطاليا إذ لا يوجد سائح يزور فرنسا ولا يسأل عن طبق شوربة الضفادع حتي ولو كان عربيا وإيطاليا التي تشتهر بأطباق المكرونة وتعجب رئيس هيئة التنشيط من وجود عدد من المطاعم اللبنانية والأوروبية والصينية في مصر واختفاء المطعم المصري الغني والمتفرد بمأكولاته.