أخطأ محمد منير عندما تصور أن حفله الغنائي يمكن أن يعيد الجماهير الجزائرية من دائرة الوحشية إلي تسامح الفن وهدوء الغناء، فالحفل الذي احتشد فيه أكثر من 04 ألف شاب مصري وغني فيه الشاب خالد لم يكن إلا حقنة مسكنة ليضمن الجزائريون أن وجودهم بالقاهرة سيمر بسلام وأنهم قادمون ومعهم أغاني وموسيقي الراي ولكن بعد أن شربنا جرعة التنويم المغناطيسي وانكشف وجههم القبيح والسفالة التي ظهرت علي الفضائيات في أم درمان لم يعد أمام محمد منير إلا أن يكف عن التمسك بما يردده من عبارات وشعارات رنانة تتحدث عن دور الفن في ترويض الأشقاء لأنهم لا يعرفون من الفن إلا صرخات وشهقات الراي من خلال كلمات جوفاء لا تذهب الحس ولا تعمل علي رقي الوجدان ولا فرق بين الجمهور الجزائري الهمجي في أم درمان ورسومات الإنسان البدائي داخل الكهوف في الاهقار هناك فكلاهما يرفع السيف والرمح وينتمي لأخلاق الغاب، فهل يستطيع محمد منير أن يغير جينات الفوضي والهمجية في شعب يصفي بعضه جسديا بحثا عن السلطة والنفوذ والمال، شعب تخلي عن عروبته ولغته العربية وارتمي في أحضان الفرنسيين ويزعم أنه يرفع رأسه بما حقق للعرب من أمجاد؟ منير أخطأ عندما أعتقد أنه يمكن أن يحول الفسيخ شربات وهو بطيبته النوبية كان يريد أن يستمتع الشباب بالموسيقي ويتذوقوها ولكن حفلة مع الشاب خالد لم تكن إلا وجهًا مزيفًا لأن الجزائريين كانوا يخبئون الغدر تحت هذا الغطاء.