أثارت فتوي لجنة الأزهر للفتوي بأن الحج عبر مسابقات 0900 قد يسقط الفريضة عن صاحبه إلا أن بهذا الحج شبهة ويبقي علي صاحبه إثم المقامرة نوعًا من الجدل بين علماء الأزهر، حيث أكدت لجنة الفتوي أن المسابقات التي تقوم علي الاتصال فقط ب0900 هو نوع من المقامرة حيث يكسب شخص في المسابقة، ويغرر بالآخرين للاتصال وتحقيق مكسب للمعلن. بداية يري الدكتور مبروك عطية الأستاذ بجامعة الأزهر أن حكم الحج عن طريق تلك المسابقات الهاتفية يتوقف علي حال المتسابق، فإذا كان الشخص ليس في حاجة مادية إلي تلك الإعانة علي الحج فهو أمر غير مشروع أما إذا كان في حاجة فعلية إلي تلك الجائزة فلا إثم عليه لذلك فالأمر متوقف علي مدي احتياجه المادي، مؤكدًا أنه لا إثم علي القائم علي المسابقة سواء كانت قناة معينة أو جهة ما، إذ يكون هدف تلك الجهة فعل الخير بمساعدة بعض المحتاجين علي زيارة بيت الله وقضاء أركان الإسلام، ولكن في النهاية تقع بعض المسئولية علي تلك القنوات أو الجهات التي تنظم المسابقة حيث تقوم بالاختيار عشوائيا ولذلك فللخروج من الشبهة يجب أن يكون الاختيار مباشرًا كالقرعة العلنية حيث إن حج القرعة يتم بطريقة عشوائية ولكن ليس به أي شبهات، حيث يتم بطريقة علنية ويكون بمبلغ رمزي يقوم بدفعه المتقدم أو المتسابق. بينما يؤكد الدكتور عبدالصبور شاهين الأستاذ بكلية دار العلوم أن المشاركة في المسابقة للفوز بالحج غير مقبولة شرعًا ويعلل رأيه بأن الحج يجب أن يكون من مال الشخص أو عن طريق تبرع مباشر ففي تلك الحالة يكون الحج جائزًا، بينما تلك المسابقات فهي بمثابة المقامرة لأنها تعتمد علي الحظ وليس علي السعي والمحاولة الجادة لزيارة بيت الله لأن المتسابق لا يدفع فيها، حيث لا تشترط تلك المسابقات أن يكون المتقدم ذا احتياج مادي للفوز بالجائزة فتقوم بمساعدته بل يمكن أن يكون المتسابق غنيا ماديا بينما يتميز بالحرص أو البخل المادي، لكنه يفضل الحج إلي بيت الله بأموال المسابقات وهو أمر غير مقبول شرعًا. ويضيف أن أي مسابقة للحج يجب أن تقوم علي التدقيق وذلك بعمل بحث حالة عن المتقدم أو أن يكون من حالات محددة كالأرملة التي تعول أبناءً أو الكهل الفقير أو الأم التي ليس لها أبناء، وألا يستهدف من المسابقة الربح وإلا وقع علي القائمين علي المسابقة وزر المقامرة، كذلك فالمتسابق يقع عليه وزر المقامرة، حيث إن القناة تسعي للربح في المقام الأول من خلال تلك الاتصالات الهاتفية أي إن الأمر في مجمله ليس لعمل الخير. جائز مطلقًا فيما تري الدكتورة سعاد صالح استاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر أن المسابقات حلال طالما أنها لا تقوم علي ما حرمه الله لذلك فهي من الأشياء المباحة طالما أنه لم ينزل بها نهي، خاصة إذا كانت المسابقات تنص علي معلومة ثقافية أو دينية أو اجتماعية. بينما تتحفظ الدكتورة آمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية بالأزهر علي مسابقات 0900 بكل أنواعها وألوانها لأنها تعكس ثقافة الاستهانة حتي في أداء الفريضة، حيث يجلس الإنسان علي التليفون ويواصل المكالمات فيجني أصحاب المسابقات الملايين من ورائها، ويعكسون علي المجتمع ثقافة العشوائية التي ترسخ الحصول علي المال دون جهد أو عمل هو أمر مفسد للشباب والغلمان والعجائز. وتطالب الدكتورة آمنة الدولة بتقنين هذه المسابقات والحد منها، وتؤكد أن الحج عن طريق هذه المسابقات مكروه، حيث إن الحج فريضة يجب أن تكون من مصدر حلال لا غبار ولا شوائب فيه ويأتي من الجهد والعمل موضحة أن التعبير الإلهي في الحج جاء لمن استطاع إليه سبيلاً، وهذه المسابقات تلعب بأعصاب وعقول الناس في الوقت الذي انتشر فيه التدين الظاهري دون بناء جوهر الإنسان في قيمه وعقله وثقافته الدنيا. أما الدكتور محمد سلامة أستاذ الفقه ووكيل كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر بالزقازيق يقول إنه إذا كانت المسابقات تقوم علي الخداع واكتساب مال من الناس بالباطل فإنها حرام، ولكن إذا فاز أحد في هذه المسابقة فإن حجه مقبول بإذن الله ولا يقع عليه وزر أما الوزر فيقع علي الشركة صاحبة المسابقة ووسائل الإعلام التي تروج لهم.