مثل أفلام رأفت الميهي، جاءت روايته الأولي "هورجادا... سحر العشق"، تشبهها من حيث النهايات المحددة والتفاصيل المشوقة والعناوين الغامضة، ناقش حزب التجمع الرواية التي وصفها الدكتور الناقد صلاح السروي والناقد شريف عيسي الذين تناولوا الرواية نقديا في الندوة بالمكتملة الأركان الأدبية. قدم الكاتب أسامة عرابي الندوة ووصف الرواية ب"يوتوبيا" رأفت الميهي التي يتمناها، وهو ما ظهر من خلال عنوانها "هورجادا... سحر العشق" الموحي بأهمية الرومانسية في حياة البشر. كشف الناقد صلاح السروي في بداية الندوة عن فكرته عن الرواية قبل أن يقرأها التي تمثلت في ظنه أنها رواية فيلم للمراهقين أو سيناريو أدبي لأحد الأفلام التي سيخرجها رأفت الميهي، ولكن بعد قراءتي للرواية وجدت أنها بالفعل عمل أدبي متكامل ويبرز من خلاله تأثر الكاتب بالسينما حيث نجد ولعه بالتركيز علي الإضاءة ووصف المكان وتوزيع العناصر والأدوات بشكل متقن. ويري كذلك السروي أنه كان من الأفضل لو كانت الرواية تحمل العنوان الفرعي "هورجادا.. الحب والفقد" ذلك لأن العنوان ربما يحمل طابعا دعائيا، فالرواية هنا لا تقدم سحر العشق بقدر ما تقدم حالات من الوعي الإنساني بمفاهيم الحب والوطن والعلاقة بين البشر مختلفي الأديان، وتطوح بمنظومة المفاهيم الكاملة في حياتنا. وأضاف: كما تلعب الصدف دائما أدوارا مهمة في الأفلام العربية، فإنها تحدث في الرواية أيضا، فنري أن الصدفة وحدها لعبت دورا كبيرا في لقاء شخصيات الرواية بعضها ببعض، كما تظهر الشخصيات بالرواية كحالات إنسانية أكثر من كونها مجرد كائنات من لحم ودم، أما الأجزاء التي أعتقد أنها أضعفت العمل نوعا ما فهذا الجزء الذي تفقد فيه "زهرة" عذريتها وتحمل سفاحا ممن أحبت، حيث التحول غير المبرر يورث القارئ الازدواجية غير المبررة أيضا. وفي نهاية الرواية نجد أن الكاتب وجد حلولا لكل مشاكل الشخصيات فقد تزوج عم فانوس الذي يبلغ من العمر سبعين عاما من زهرة التي لم تبلغ حتي الثلاثين عاما لينقذها من الفضيحة، بعد أن تحول إلي الإسلام لهذا الغرض الإنساني وحتي يتمكن من الزواج من فتاة مسلمة، وعلي الجهة الأخري نري خالد وقد عاد إلي آمنة وقابل أهلها وقرر الزواج منها في أمريكا حتي يتمكن هو الآخر من الزواج من مسيحية. فالرواية تحل المشاكل الطائفية بالحب، وأعيب علي الكاتب الخطابية والتدخل المباشر في بعض الفصول بتعليق سردي طويل، بالإضافة إلي بعض المشكلات التعبيرية واللغوية. أما الناقد شريف عيسي فوصف العنوان بأنه شاعري غامض ترجع دلالته إلي كلمة "حور جدة" وهذا هو اسم مدينة الغردقة الذي أطلقه عليها العرب الفاتحون الذين وفدوا إلي مصر من جده، ثم حرفها المصريون إلي الغردقة ونطقها الأوروبيون هورجادا، وأن الغلاف أكمل شاعرية العنوان، فنري الطبيعة الصامتة لم تمنع الإحساس بالحضور الإنساني.