جامعة الأزهر تستقبل وفدا من روسيا لبحث التبادل العلمي والطلابي    التربية الإيجابية أساس بناء الإنسان    «الزراعة» تطرح أضاحي العيد للمواطنين.. لحم الجاموس القائم ب150 جنيهًا    وزيرة التعاون الدولي تُلقي كلمة مصر في القمة الكورية الأفريقية    رئيس هيئة الأنفاق: جارٍ دراسة امتداد المترو إلى شبين القناطر    اليوم العالمي للبيئة.. إطلاق برنامج «شجرة باسمك» داخل محطات القطار الكهربائي الخفيف    إي اف چي هيرميس تنجح فى إتمام خدماتها الاستشارية لصفقة الطرح العام الأولى لمجموعة "فقيه للرعاية الصحية"    جامعة الجلالة تعقد ورشة عمل حول استثمار الإمكانيات التكنولوجية لتقليل الاستيراد    «معيط»: مصر تتخطى المتوسط العالمي في مجال الشفافية المالية وإتاحة البيانات    بايدن: زعماء العالم خائفون من فوز ترامب بالرئاسة    من هو مطلق النار على السفارة الأمريكية في بيروت وماذا كتب على سلاحه؟    مجلس النواب الأمريكى يوافق على تشريع جديد يعاقب المحكمة الجنائية الدولية    البرلمان العربى يثمن مصادقة برلمان سلوفينيا على قرار الاعتراف بدولة فلسطين    «الوطني الفلسطيني»: مسيرة الأعلام الاستيطانية بالقدس ستؤجج الأوضاع بالمدينة المُحتلة    بايدن يتوجه لفرنسا للمشاركة فى الذكرى ال80 لإنزال النورماندى    استعدادات أمنية لتأمين مباراة منتخب مصر وبوركينا فاسو.. غدًا    نبيل عماد يكشف دوره في انضمام أحمد حمدي للزمالك.. وكيف بكى قبل نهائي الكونفدرالية    "تصفيات كأس العالم".. جدول مباريات اليوم الأربعاء والقنوات الناقلة    الكشف عن موعد افتتاح الملعب الجديد للمصري البورسعيدي    حمادة طلبة: الزمالك يحتاج صفقات سوبر.. وأرفض محاسبة جوميز بالقطعة    صالح جمعة: كهربا أراد مغادرة الأهلي في يناير.. وإمام عاشور الأفضل    سموحة يفوز على «شبابه».. ويواجه بروكسي استعدادًا لمواجهة بيراميدز (صور)    محافظ سوهاج يعتمد نتيجة الشهادة الإعدادية بنسبة نجاح 85.8%    وزير التعليم: بدء دخول لجان امتحانات الثانوية العامة الثامنة والربع صباحا    بالمستند.. ننشر عدد الأسئلة وتوزيع الدرجات لمواد امتحانات الثانوية العامة 2024    سقوط 11 تاجر مخدرات في حملة أمنية بالدقهلية    معلومات الوزراء: التقارير المزيفة تنتشر أسرع 10 مرات من نظيرتها الحقيقية    «تموين المنيا» تحرر 106 محاضر متنوعة في حملات على المخابز والأسواق    ل رجل برج الجوزاء.. كيف يمكن أن تكون جوزائيًا وناجحًا؟    هالة خليل وفريق "كايروتا" في معكم منى الشاذلي الجمعة    قصور الثقافة تفتح باب المشاركة في الدورة السادسة لملتقى أفلام المحاولة    مزيج روحي من المشاعر الملهمة.. أسرار في حياة الشاعر أحمد رامي    تعرف على فضل العشر الأُوَل من ذي الحجة والأيام التي يُحرم فيها الصيام    ما هو السن الشرعي للأضحية وهل يجوز بالتضحية بالتي لم تبلغ السن المحدد؟    دار الإفتاء توضح أحكام ذبح الأضحية شرعا وشروطها    وزير الصحة يطلق المرحلة الثانية لمبادرة الكشف المبكر عن الأورام السرطانية ب9 محافظات    هيئة الرقابة الصحية: رؤية الدولة فى الإصلاح الصحى محورها الأساسى الجودة    «الصحة»: 5 عناصر رئيسية وراء نجاح البرنامج المصري في القضاء على فيروس سي    خبير دولي: جهود مصر لدعم القضية الفلسطينية لم تنقطع لحظة واحدة    وزير الري: جاري الإنتهاء من تجهيز مركز التنبؤ بالفيضان    إزالة آثار عقار ميت غمر المنهار.. و5 ضحايا بينهم اثنين من المارة    النائب طارق عبد العزيز ل"قصواء الخلالي": الرئيس السيسى ركز على مواصلة مسار الإصلاح الاقتصادى    البابا تواضروس ل"الشاهد": بعض الأقباط طلبوا الهجرة أيام حكم مرسي    الوادي الجديد: انطلاق أعمال القافلة الطبية المجانية في قرى عثمان بن عفان بالفرافرة    "لوموند": الهند تدخل حقبة من عدم الاستقرار السياسي بعد الانتخابات التشريعية    أسعار البيض اليوم الأربعاء 5 يونيو 2024    مصطفى الفقي: وزير التموين من أكفأ الوزراء في حكومة مدبولي    العرضي المسرحي الأرتيست كامل العدد لليلة الثالثة على التوالي    انطلاق فعاليات الاجتماع الفني لتطوير البنية التحتية للطاقة النووية في مصر بفيينا    5 نصائح من «الصحة» ل«الحجاج».. اتبعوها للوقاية من العدوى    «الأهلي» يرد على عبدالله السعيد: لم نحزن على رحيلك    عربية بورش وظهور لافت ل طليقة شاكوش، مشاهد جديدة من احتفال حمو بيكا بعيد ميلاد زوجته    الإفتاء تحذر المصريين من ظاهرة خطيرة قبل عيد الأضحى: لا تفعلوا ذلك    إبراهيم عيسى: المواطن يشعر بأن الحكومة الجديدة ستكون توأم للمستقيلة    «شديد السخونة».. الأرصاد تحذر من حالة الطقس اليوم وتكشف موعد انخفاض درجات الحرارة    علماء الأزهر: صكوك الأضاحي لها قيمة كبيرة في تعظيم ثوابها والحفاظ على البيئة    البابا تواضروس يكشف كواليس لقائه الأول مع الرئيس السيسي    حظك اليوم برج الجدي الأربعاء 5-6-2024 مهنيا وعاطفيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مبارك: قدرة الفقراء في الحصول علي الغذاء تراجعت بسبب الزيادات المؤسفة في الأسعار
نشر في روزاليوسف اليومية يوم 16 - 11 - 2009

أعرب الرئيس مبارك في كلمته صباح امس بالجلسة العامة الاولي لاعمال القمة العالمية بروما حول الأمن الغذائي عن تقديره لرئيس الوزراء الايطالي سيلفيو بيرلسكوني، وللمدير العام للفاو جاك ضيوف، وأكد الرئيس مبارك موقع رئاسة مصر لحركة عدم الانحياز، ان شعوب الحركة الأكثر تعرضا لمخاطر الأوضاع الراهنة للأمن الغذائي، التي تمثل تهديداً مباشرا لحياة ملايين البشر.
وأشار الرئيس مبارك إلي تداخل أزمة ركود الاقتصاد العالمي، مع أزمة ارتفاع اسعار الغذاء، وكرر دعوته لمشاركة عالمية للتعامل مع مسببات ازمة الغذاء وتداعياتها في الأجل القصير والمتوسط والبعيد، وقال الرئيس ان تحقيق الامن الغذائي بالدول النامية لا يتم بمعزل عن جهودها من أجل التنمية الشاملة.. وأشار إلي ضرورة التنسيق بين البنك الدولي ومنظمة الأغذية والزراعة الفاو وبرنامج الغذاء العالمي والصندوق الدولي للتنمية الزراعية وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية للتصدي لقضية الأمن الغذائي.. وإلي نص الكلمة.. السيدات والسادة..
السيد الرئيس
أعبر عن تقديري للصديق العزيز رئيس الوزراء سيلفيو بيرلسكوني.. وللمدير العام جاك ضيوف وأتحدث إلي هذه القمة الهامة من موقع رئاسة مصر لحركة عدم الانحياز.. بدولها التي تقترب من ثلثي أعضاء الأمم المتحدة.. وشعوبها الأكثر تعرضا لمخاطر الأوضاع الراهنة للأمن الغذائي.
إن هذه المخاطر تمثل تهديدا مباشرا لحياة الملايين من البشر.. ولحق أساسي من حقوق الإنسان.. هو الحق في الغذاء. تهدد هذه المخاطر الاستقرار الاجتماعي لشعوب الدول النامية.. وتضع علي كاهلها أعباء اضافية تحد من قدرتها علي الوفاء بالهدف الأول من أهداف الألفية للتنمية.. وهو تخفيض عدد الجوعي إلي النصف بحلول عام 5102.
إن العالم لا يزال بعيدا عن تحقيق هذا الهدف.. وتأتي قمتنا اليوم.. في وقت يشهد أزمة حادة للاقتصاد العالمي.. تجاوز خلالها عدد من يعانون من الجوع وسوء التغذية المليار من البشر.. أي ما يفوق سدس سكان العالم.. بزيادة قدرها مائة مليون إنسان.. عما كان عليه الحال العام الماضي.
تداخلت أزمة ركود الاقتصاد العالمي.. مع أزمة ارتفاع الأسعار العالمية للغذاء.. لتؤديا معا إلي هذه الزيادة الضخمة والمؤسفة.. وبرغم التراجع الطفيف في الاسعار العالمية للسلع الغذائية.. فإن الأزمة الاقتصادية الراهنة أدت لانخفاض مستويات الدخل وفرص العمل.. فتراجعت قدرة الفقراء علي الحصول علي حقهم الثابت في الطعام.
لقد دعوت العام الماضي - ومن هذا المنبر - لشراكة عالمية.. تتعامل مع مسببات أزمة الغذاء وتداعياتها.. في الأجل القصير والمتوسط والبعيد.. دعوت لحوار دولي يؤسس لهذه الشراكة.. يطرح حلولا يتفق عليها الجميع.. ويلتزم بها الجميع. وعاودت الدعوة لذلك.. خلال قمة لاكويلا لمجموعة الدول الثماني الصناعية.. بعد أيام قليلة من قمة شرم الشيخ لدول عدم الانحياز.. فأين نحن الآن من ذلك؟
السيدات والسادة..
لقد حان الوقت لأن نتجاوز مرحلة الحوار.. إلي اجراءات جادة وملموسة.. تتعامل مع قضية الأمن الغذائي علي أرض الواقع.. فأسباب ازمة الغذاء واضحة.. وسبل حلها معروفة.. ونحن بحاجة الي برنامج عمل دولي.. يتعامل مع هذه القضية وفق منظور شامل.. أوجز فيما يلي أهم معالمه:
أولا: إن تحقيق الأمن الغذائي بالدول النامية.. لا يتم بمعزل عن مجمل جهودها من أجل التنمية الشاملة.. وإنما يرتبط بأوضاع اقتصادها وبنيتها الأساسية.. وشبكات الطرق والنقل ومنافذ التوزيع وهياكل تجارتها الداخلية. كما يرتبط بجهودها لتحقيق التنمية البشرية.. والسيطرة علي الزيادة السكانية وتطوير التعليم. ويقتضي كل ذلك دعما حقيقيا من الدول الغنية المتقدمة لدول العالم النامي. صحيح أن شركاء التنمية قد تعهدوا.. خلال قمة لاكويلا بإتاحة 02 مليار دولار علي مدار الاعوام الثلاثة القادمة.. تخصص لزيادة الانتاج والانتاجية الزراعية.. وصحيح أن هذا التعهد يمثل خطوة هامة علي الطريق.. إلا أنه - وغيره من التعهدات - يظل في حاجة عاجلة للتنفيذ علي أرض الواقع.. وعلي نحو يتضمن تمويلا اضافيا.. وليس مجرد اعادة تخصيص لموارد التمويل المتاحة بالفعل. ثانيا: لقد انخفض نصيب الزراعة من مساعدات التنمية الرسمية.. من 71٪ عام 0891 إلي نحو 5٪ في الوقت الحالي.. وهو ما يقتضي المراجعة من جانب الدول والمؤسسات المانحة. إن أكثر من 07٪ من شعوب الدول النامية يعملون بقطاع الزراعة..
وعلينا أن نعمل علي تطوير هذا القطاع الحيوي.. باعتباره عنصرا اساسيا في الجهود الدولية لتحقيق الأمن الغذائي. وأقول امام هذه القمة: إن دول العالم النامي تتطلع لدعم جهودها للتنمية الزراعية.. بالمزيد من الاستثمارات المباشرة والتكنولوجيا المتقدمة.. والمزيد من مساندة جهودها لزيادة الانتاج الزراعي، ورفع الانتاجية، وتحسين كفاءة استخدامات المياه وتطوير نظم الري.
ثالثا: إن مخاطر الاوضاع الراهنة للأمن الغذائي.. تزداد تفاقما بالانعكاسات السلبية لتغير المناخ.. وما ينطوي عليه من ظواهر تآكل الشواطئ.. والفيضانات.. والتصحر وجفاف الاراضي.. وغيرها.. إنني وقبل اسابيع قليلة من انعقاد مؤتمر كوبنهاجن.. أؤكد أن نجاح المؤتمر.. سيظل رهنا بنجاحه في تعزيز قدرات الدول النامية علي التكيف والتعامل مع تداعيات تغير المناخ.. وعلي المؤتمر المقبل أن يولي هذه القضية.. ذات الاهتمام الذي توليه الدول المتقدمة لتخفيض الانبعاثات المسببة للاحتباس الحرري.. فالمطلوب هو صفقة عادلة ومتوازنة.. تحقق مصالح الجميع في مرحلة ما بعد عام 2102.
رابعا: إن جهودنا للتعامل مع أزمة الغذاء.. لابد أن تتصدي للممارسات الراهنة للتجارة الدولية في السلع الزراعية.. وعلي رأسها السياسات الحمائية والدعم الزراعي بالدول المتقدمة. لقد ألحقت هذه الممارسات أفدح الضرر بقطاعات الزراعة في الدول النامية.. وإنني أدعو الدول المتقدمة.. لمواقف ايجابية تحقق التوافق في جولة الدوحة للمفاوضات التجارية متعددة الاطراف. وسوف تواصل مصر جهودها لبناء هذا التوافق.. بصفتها منسق المجموعة الافريقية بمنظمة التجارة العالمية.
خامساً: ضرورة تفعيل الاجراءات قصيرة الأجل لمواجهة نقص الغذاء.. بما في ذلك توفير التمويل الكافي للآليات الدولية القائمة.. وتعزيز قدرتها علي تقديم المساعدات الغذائية والانسانية.. علي نحو سريع وفعال.. والوصول بها للفئات الأكثر احتياجا وتعرضا للتهميش.. وبخاصة النساء والاطفال.. وأعاود الاشارة - في هذا السياق - للوضع الانساني المتدهور في قطاع غزة.. نتيجة لاستمرار الحصار الاسرائيلي.
سادسا: الضرورة الموازية لمستوي افضل من التنسيق.. بين البنك الدولي.. ومنظمة الأغذية والزراعة.. وبرنامج الغذاء العالمي.. والصندوق الدولي للتنمية الزراعية.. وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية.. وغير ذلك من الآليات الدولية القائمة. وفي هذا الصدد.. فإنني اعرب عن اقتناعنا بأن لجنة الأمن الغذائي في شكلها الجديد.. اصبحت مؤهلة للقيام بدور رئيسي في الشراكة العالمية التي نتطلع اليها.. بما تتيحه من اطار مؤسسي لمشاركة الحكومات والمنظمات الدولية والاقليمية.. جنبا إلي جنب مع القطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية ومراكز البحث العلمي.. في التصدي لقضية الأمن الغذائي.
السيدات والسادة..
إننا برغم التفاعل الدولي مع أزمة الغذاء العالمي.. علينا أن نعترف بأن هذا التفاعل لم يصل - بعد - للمستوي اللازم والمطلوب. ونحن نشارك في هذه القمة لنواصل إبقاء هذه القضية علي الاجندة الدولية.. ولنصل معا لرؤية مشتركة للتعامل معها.. في ابعادها الاقتصادية والاجتماعية.. وصلتها بالتصدي للمضاربة بأقوات البشر.. وتحقيق استقرار أسواق الغذاء.. نعمل معا.. من أجل عالم أكثر انسانية وعدلا.. يضمن الطعام للجميع.. ويأبي - في ألفيته الثالثة - أن يظل أكثر من مليار من أبنائه.. ضحايا للجوع ونقص الغذاء.
أشكركم.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.