افتتح مؤخرا الفنان التشكيلي والناقد عادل ثابت معرضه بقاعة كحيلة بالمهندسين، بعنوان في عمق الأمكنة ويستمر المعرض، الذي أعاد فيه الفنان اكتشاف الهوية المصرية الفنية المحلية وأصالتها، من خلال 35 لوحة زيتية تصويرية تعبيرية، حتي 24 من نوفمبر الجاري. حملت كل لوحة من لوحات المعرض ال35 عنوانا وموضوعا من الموضوعات الحياتية الشعبية، تتنوع بين جماليات العادات والتقاليد الموروثة وطرح رؤية تشكيلية ونقدية للعديد من النصوص الإنسانية التراثية المصرية. انقسمت الأعمال إلي ثلاث مجموعات فكرية متكاملة شكلاً ومضموناً، المجموعة الأولي استوحاها من الموروث الشعبي الموسيقي، فقدم لوحات تحمل عناوين موال، وساعة صفا، وعازف الناي، وعازف الربابة، وغنوة شعبية، وغنوة للحبايب، وثنائي كمان وفلوت، وموال آخر الليل، ورقصة التحطيب، وعازف الإيقاع، ورقصة الخيل، دارت لوحاته حول الدور الإنساني والدرامي المؤثر الذي تلعبه الموسيقي الشعبية، والتقاسيم الشرقية في نفوس الشخصية المصرية، حيث نجد العازفين الهواة في الأحياء الشعبية والريف المصري، أما المعالجة الفنية والتشكيلية فاستخدم الأسلوب التعبيري الحر، من حيث التبسيط في حركة الأشخاص وملامحهم، وأضاف انفعالات العازفين مع الآلة الموسيقية، التي أكدها بتدريج الألوان، كما وظف الملمس البارز في كل لوحاته من خلال عجائن تحضيرية. أما المجموعة الثانية فتخص العادات والتقاليد الشعبية التي تقوم ببطولاتها وتجسدها المرأة المصرية، فجاءت اللوحات تحمل عناوين زيارة العروس، وزفة العروس، ورقصة العرس، ورزق العروس، وعروس ليلة العرس، وهدايا العروس، ووجه فتاة مصرية، حيث تميزت الأعمال في هذه المجموعة بالألوان الواضحة الصريحة القوية والإضاءة المبهجة، فاستخدم الأصفر والأحمر والأزرق بقوتهم، وأظهرها في ملابس العروس وجيرانها وأصدقائها، انتقالا إلي زفة العروس وليلة العرس، وصولاً إلي الذهاب للعروسة بالهدايا، بتعبيرية واختزال في ملامح وجوه المرأة المصرية، كما أكد علي الجانب الزخرفي في الملابس الشعبية المعتادة، والمستوحاة من الأشكال الهندسية البسيطة. وخصص المجموعة الثالثة لبائعي الأحياء الشعبية أصحاب الملامح الطيبة، منهم بائعون مازالوا موجودين في البيئة المصرية والريف مثل بائع السمك، وبائع الكشري، وبائع الفول، وبائعة البرتقال، وفي السوق، وجلسة ما بعد السوق، والعودة من السوق، ورزق آخر الليل، وآخرين ارتبط وجودهم بالاحتفالات مثل لوحة صانع الكنافة، الموضوع الفني في لوحات المجموعة الثالثة ثريا من ناحية القيم وغنيا تشكيلياً، مما جعل المعالجة الفنية اختلفت علي حسب كل مهنة. وراعي الفنان التأكيد علي اندماج البائع صاحب المهنة مع مهنته بأسلوب تعبيري ومبالغة في تكبير وتصغير الأحجام، أما لوحة بائع الكشري فقد أكد فيها علي صفات العربة الشعبية، بزخارفها الهندسية وألوانها الصارخة، وأيضا تواجدت التقنية الملمسية البارزة في أرضية اللوحات، ولكنها أضافت قيما أخري هي قيمة الأصالة، وتتوسط هذه المجموعات الشعبية لوحة كبيرة لكوكب الشرق أم كلثوم التي قدمها بحثاً عن جماليات الموروث الشعبي.