افتتح الثلاثاء الماضي بقاعة إيزيس بمركز محمود مختار الثقافي معرض استيعادي للفنان الدكتور عبد العزيز الجندي الأستاذ المساعد بقسم الجرافيك بكلية الفنون الجميلة، المعرض بعنوان يوم الجمعة بما يحمله من خواطر وذكريات، خلال مشوار فني للفنان يتخطي العشرين عاما، بدأها مبكرا مشاركا في الحركة التشكيلية كرسام صحفي بالزميلة صباح الخير. اختار الجندي يوم الجمعة ليلتقي فيه بمجموعة من تلاميذه يجوبون شوارع القاهرة يرسمون ويرصدون، ينقلون ويجربون، في مشوار بدءه منذ حوالي 18 عاما في لقاء أسبوعي، ذلك التجمع الفني الذي تحول مع مرور الوقت إلي جماعة اللقطة الواحدة، التي قدمت العديد من المعارض، من خلال طرح فكرة أو موضوعا أو مكانا يرسمها أفراد الجماعة كل برؤيته، فتعددت المواضيع بين الحارة المصرية، والعربة الشعبية، ومحطة المترو القديم، وعرائس الماريونيت، وغيرها، في عمل فني جماعي أشبه بما تركته لنا الحملة الفرنسية من رصد تشكيلي لواقع الحياة اليومية في كتاب وصف مصر. في معرضه يوم الجمعة تعددت الخامات الفنية المستخدمة بين الألوان المائية والجواش والأكريليك وألوان الباستيل وتقنيات الطباعة المختلفة، وإن غلب علي معظم أعماله الفنية الاختزال في التفاصيل، خاصة في رسومه المكانية، وعمل استطالات ومبالغات في رسوم البورتريه، مع وضوح الشخصية المرسومة، خاصة ما قدمه في المعرض من أرشيف أعماله الصحفية، وقد قسم الفنان مشواره الفني إلي عدة مراحل، الأولي بين عامي 1986 و1991، وهي فترة دراسته بالكلية، والتي تميزت باهتمامه بالجانب الكاريكاتيري متأثرا بمشاهدته لأعمال رسامي مجلتي صباح الخير وروزاليوسف مثل جاهين والليثي وحجازي وبهجوري وغيرهم، و تعددت خلال هذه الفترة تقنياته المستخدمة بين الألوان المائية والجواش، بالإضافة إلي الرسوم المطبوعة بتقنياتها المختلفة، إلي جوار شغفه للرسوم السريعة الاسكتش. المرحلة الثانية والتي تمتد بين عامي 1989 و1995، وهي فترة التحاقه كرسام بمجلة صباح الخير وهو لا يزال طالبا بكلية الفنون الجميلة، يرسم ويشاهد عن قرب إلي جوار من أحبهم من فنانين، مما صقل موهبته وعلمه علي السرعة والجرأة في الأداء، وفي المرحلة الثالثة بين عامي 1994 و1998 وهي فترة نزوله للرسم كل جمعة في الأحياء القديمة والحواري مهتما برصد التفاصيل الدقيقة مستخدما الألوان المختلفة علي الأوراق الملونة. المرحلة الرابعة بين عامي 1998 و 2001 والتي تميزت بمزيد من التحرر في الخطوط والألوان واختزال التفاصيل، وفي المرحلة الخامسة بين عامي 2000 و2009، التي كانت استكمالا لمرحلة التحرر واختزال التفاصيل واختلاف الوسيط المرسوم عليه من الأوراق الملونة إلي ألواح الخشب mdf، أما المرحلة السادسة بين عامي 2007 و2009، التي انتقل فيها إلي استخدام وسائط أكثر تحررا كألواح الكارتون وأوراق الملصقات ودمج الكولاج في أعماله الفنية.