تعهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالقصاص من الرائد نضال مالك حسن الذي أطلق النار علي الجنود في قاعدة فورت هود العسكرية مؤكداً أنه لا يوجد دين يبرر ما فعله. وقال أوباما بعد لقائه أقارب الضحايا في حفل التأبين إن القاتل سيلقي القصاص في هذه الدنيا وفي الآخرة مشيراً إلي أن الولاياتالمتحدة لن تنسي هؤلاء الجنود وأن ما يزيد من مأساوية الحادث أنهم قتلوا علي الأرض الأمريكية وليس في ساحة المعركة. وقال أوباما إن المعزين جاءوا بهدف الإشادة بالرجال والنساء الذين لم يكن بمقدورهم الهرب من أهوال الحرب حتي ولو أنهم ينعمون بوسائل الراحة داخل بلدهم. من ناحية أخري أعلنت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية ترشيح رجيف شاه المسلم الهندي الأصل لمنصب مدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية المعروفة باسم يو إس إيد. ويشغل شاه الذي لا يتجاوز عمره 36 عاماً منصب وكيل وزارة الزراعة للأبحاث والتعليم والاقتصاد وكبير علماء الوزارة حيث يدير منظومة يعمل بها أكثر من 10 آلاف موظف فيدرالي ويدير ميزانية تصل إلي 2.6 مليار دولار. وأشادت كلينتون بقدرات شاه الذي قالت إنه قائد في مجتمع التنمية ومدير مبدع ويفهم أهمية تزويد الناس في مختلف أنحاد العالم بالأدوات التي يحتاجونها لكي ينتشلوا أنفسهم من براثن الفقر ويخطوا مصيرهم بأيديهم. وقالت كلينتون إنه باختيار الرئيس أوباما لشاه فإنه يؤكد أن التنمية ينبغي أن تكون مرتكزاً جوهرياً للسياسة الخارجية الأمريكية. علي صعيد آخر نفذت السلطات الأمريكية عقوبة الإعدام بحق جون آلان محمد عن طريق حقنه بمادة قاتلة لإدانته بارتكاب جرائم قتل عن طريق القنص عام 2002. كان محامو محمد قد قدموا طلباً باستئناف الحكم علي أساس أنه يعاني من خلل عقلي أصيب به أثناء خدمته العسكرية مع القوات الأمريكية في حرب الخليج، إلا أن حاكم ولاية فرجينيا، التي كان يحاكم بها، رفض طلب الاستئناف. واستخدم محمد مهارته العسكرية في قتل ضحاياه عن بعد باستخدام بندقية للقنص، وقتل 10 أفراد بهذه الطريقة، كما يشتبه في قيامه بحالات قتل أخري. وكانت المحكمة الأمريكية العليا قد رفضت يوم الاثنين الماضي طلباً بتأجيل تنفيذ الحكم وأمرت بالشروع في تنفيذ حكم الإعدام بعد إدانته بقتل دين هارلود ميرز وهو واحد من عشرة قتلوا خلال عمليات القنص التي نفذها المدان وشريكه علي مدي ثلاثة أسابيع. من جانب آخر قال جنرال أمريكي أن إقامة الولاياتالمتحدة لنظام دفاعي صاروخي قوي للغاية قد يكون له رد فعل عكسي ويصبح عامل تقويض للاستقرار بأن يدفع دولاً مثل الصين إلي توسيع ترساناتها النووية. ولم يشكك الجنرال كيفين شيلتون قائد القيادة الاستراتيجية الأمريكية بسلاح الجو الأمريكي في النظام الحالي الذي عدله الرئيس باراك أوباما ووزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون في سبتمبر الماضي، لكنه قال إن هناك حاجة لإجراء حسابات دقيقة عندما يجري تعزيز الدفاعات الأمريكية في المستقبل ضد تهديدات من دول مثل كوريا الشمالية. وأضاف شيلتون أمام تجمع لخبراء دفاعيين في واشنطن يجب أن نتوخي الحذر في الدفاع الصاروخي، الدفاع الصاروخي يمكن أن يقوض الاستقرار اعتماداً علي كيفية نشره. وأشار إلي سيناريو قال إن أحداً منا لا يريد أن يراه يتم فيه نشر مئات الصواريخ الاعتراضية علي طول الجانب الغربي للولايات المتحدة. وتساءل شيلتون قائلا: هذا الأمر يجعلك تشعر أنك أكثر أمناً.. أليس كذلك.. لكن كيف سيفكر الصينيون بشأن قدرتهم علي الردع. في الواقع ذلك يمكن أن يشجعهم علي مضاعفة قواتهم النووية إلي الضعفين أو ثلاثة أو أربعة أضعاف، لأنهم سيشعرون أن قوة الردع لديهم لم تعد كافية. أشاد عنايت بنلاجولا مؤسس ورئيس جامعة مسلمون من أجل المملكة المتحدة بالإجراءات السريعة التي اتخذتها المنظمات الإسلامية الأمريكية فور وقوع الحادث من انتقاد لتصرفات نضال مالك حسن والتنديد بها، والدعوة لضبط الناس أثناء إجراء السلطات لتحقيقاتها لمعرفة العوامل التي أدت للهجوم مع ملاحظة وقوع حوادث إطلاق نار سابقة ارتكبها جنود غير مسلمين في الجيش. وأطلقت الجمعية الإسلامية في أمريكا الشمالية أكبر هيئة إسلامية في الولاياتالمتحدة حملة تبرعات في صندوق خاص بأسر الضحايا في الهجوم، لكن لا يبدو أن المسلمين كلهم صعقوا بتصرفات نضال حسن، فقد جاء الباحث الإسلامي البارز أنور العولقي كاستثناء إذ إنه كتب في مدونته. ولا يعتبر العولقي نموذجاً هامشياً أو غير ذي أهمية، إذ إنه خدم كإمام في مسجد دار الهجرة بفرجينيا حيث كان إمام صلاة الجنازة علي روح والدة نضال عام 2001 كما أنه دعي عدة مرات من قبل المنظمات الإسلامية في المملكة المتحدة منذ التسعينيات.