تتناقل الأخبار دومًا قصصًا عن بيع في المزادات لقطع وتحف تاريخية تخص ملوك وقياصرة أوروبا، مثل كنوز قيصرية للملكة البريطانية فيكتوريا ونابليون وماري أنطوانيت وزوجها لويس الرابع عشر وغيرهم. ولعل ما نشر مؤخرا عن بيع بورتوريه من فن المنمنمات، مرصع بالماس للقيصر الروسي بطرس الأول في مزاد للفن الروسي، خير دليل علي ذلك. هذه الكنوز تمثل سحرًا يجتذب من يشتريها ويمتلكها، كما تتجسد أهميتها في أنها جزء من تاريخ الدول والشعوب وتعبر أصدق تعبير عن الفنون والثقافة في مراحل التاريخ المختلفة وتحولاته. وفي مصر جزء جوهري من تاريخنا وكنوزنا هي مقتنيات أسرة محمد علي التي حكمت بلادنا فترة طويلة من الزمن تراكمت فيها ممتلكاتهم ومقتنياتهم من اللوحات العالمية وقطع الأثاث المصنوعة يدويا والفرنسية والفضيات والمجوهرات وأدوات المائدة وساعات ثمينة.. وإهداءات ملوك أوروبا لأفراد هذه الأسرة. وطوال الخمسين عامًا الماضية، ينطلق خبر من هنا وخبر من هناك عن بيع مقتنيات أفراد أسرة محمد علي مثل الملك فؤاد، فاروق، نازلي، فريدة، ناريمان.. من أثاث ومجوهرات وملابس ومتعلقات شخصية وتابلوهات وتحف وسيارات، في مزادات تشهدها العواصمالغربية. والحوادث كثيرة مثل بيع سيارة رولزرويس حمراء موديل 1938 كان يمتلكها الملك فؤاد وحققت رقما فلكيا في البيع لأنها كانت بحالة جيدة، وسيارة فاروق التي أهداها له هتلر. بينما نحن خارج هذه الدائرة سواء أفراد أو شركات ورجال أعمال والحكومة ذاتها ممثلة في وزارة الثقافة، بل وما يثير الشفقة أن العاملين في مجال التحف والأنتيكات لا يعنيهم الأمر في شيء رغم أن عناء المنافسة علي اقتناء قطعة من الكنوز الملكية لا يساوي شيئًا مقارنة بالثروات الطائلة التي قد يربحونها عند إعادة بيعها مرة أخري. تبقي بعض الأسئلة التي تبعث الحيرة.. أين هذه الكنوز وهل أغلبها خارج مصر؟ وهل يمكن تتبعها ورصدها وتسجيلها..؟ ستحاول صفحة المزادات فك بعض الرموز وتتبع رحلة كنوز أسرة حكمت مصر - زمنًا ما - من خلال عدد من التحقيقات.