لم يكن يعلم ماذا يخبئ له القدر؟ ففي صباح يوم دراسي جديد توجه نور يوسف زكريا لمدرسته بالإسكندرية بالصف الأول الاعدادي لكنه تعرض لحادث سيارة برأسه فانقلبت حياته رأسا علي عقب وظل يتنقل ما بين المستشفي والمنزل لمدة لم تتجاوز شهرين لكن وافته المنيه.. وتقدم والده يشكو من الإهمال الطبي الذي تسبب في مصرع نجله وحرر بذلك محضرا رقم 3792 لسنة 2009 إداري العطارين والمؤرخ في 10 يونيو 2009. تقدم يوسف زكريا والد المجني عليه نور بشكوي للمحامي العام لنيابات شرق الإسكندرية يوضح فيها تعرض ابنه للإهمال الطبي من قبل ي.س طبيب أنف وأذن وحنجرة مما أدي لوفاته وذكر فيها أنه بتاريخ 23 نوفمبر من العام الماضي تعرض المجني عليه نور في الساعة الثامنة صباحاً أثناء توجهه لمدرسته لحادث سيارة فحرر له محضرا بذلك وتوجه علي أثرها لأحد المستشفيات بالإسكندرية وشخص الأطباء حالته علي أنها إصابة في الرأس أدت إلي كسر ونزيف في المخ وتم إدخال الطفل لوحدة العناية المركزة وظل الطفل في غيبوبة كاملة لمدة تسعة أيام وظل بالمستشفي لمدة 18 يوما ثم خرج منه. وبعد أقل من أسبوع من خروج نجله من المستشفي فوجئ به يعاني من حالة اختناق وصعوبة شديدة في التنفس وهو لم يعان من ذلك مسبقاً فدخل المستشفي مرة ثانية وشخص الأطباء حالته علي أنها ضيق في مجري التنفس الحنجرة تم الاستعانة بالطبيب المشكو في حقه ي.س أستاذ بقسم الأنف والأذن والحنجرة بالمستشفي الذي قام بإجراء عملية توسيع للطفل وخرج الطفل من المستشفي إلا أنه وبعد أقل من أسبوعين عاودت الطفل حالة الاختناق مرة أخري وظلت تعاوده حتي تم عمل ثلاث عمليات توسيع كل 20 يوماً تقريباًَ. وفي يوم 23 مارس عام 2009 قبل العملية الرابعة أخبر نواب المستشفي الوالد بأن ابنه في حاجة لإجراء شق حنجري فقام الوالد بتصوير نجله فيديو لعرضه علي الطبيب المعالج لوضع حل لمعاناته وأوضح أن نجله كان يخشي من الشق الحنجري لمعاناة المرضي المخالطين له منه. وفي يوم الجمعة 27 مارس تدهورت حالة نجله فاتصل الوالد بالدكتور ي.س بصفته الطبيب المسئول عن تدهور حالة نجله واستمر إعطاء نجله جلسات اكسجين حتي حضر الطبيب وقال الوالد إن الطبيب رفض إجراء عملية توسيع لنجله متعللاً بعدم وجود أطباء تخدير في ذلك الوقت فأوضح الوالد أنه قام باستدعاء طبيب تخدير لنجله لخوفه عليه وقال إن الطبيب ي.س المشكو في حقه عندما علم بأني قمت بإحضار طبيب تخدير رفض إجراء عملية توسيع أو تركيب دعامة.. فتدهورت حالة الطفل واستلزم عمل شق حنجري طارئ وقام بإجرائه مساعد بالقسم طبيب آخر وهي عملية تستغرق ربع ساعة فقط لكن تم نقل الطفل بعد ذلك إلي وحدة العناية المركزة وقال الوالد من ذلك الوقت انهمرت الدموع من عيني وأيقنت بحدوث مشاكل أثناء تلك الجراحة أجهل الأسباب الفنية لحدوثها لكن ما حدث هو أنه دخل هواء بالرئتين وهو ما استلزم تركيب انبوبتين بالصدر وظل لمدة أسبوع بالعناية المركزة بعدها تم نزع الأنابيب وخرج إلي عنبر الأنف والأذن والحنجرة وظل أسبوعا آخر دون تركيب الدعامة لانشغال الأطباء عن المرضي بمؤتمر القسم الذي به أطباء أجانب علي حد قولهم. بعدها تم إجراء عملية لتركيب الدعامة بمعرفة الطبيب المشكو فيه حقه ي.س واستغرقت العملية 5 ساعات بعدها تم نقل الطفل لوحدة العناية المركزة وقال الوالد وسألت أحد الأطباء الذي أوضح لي أن الأنبوبة التي تم تركيبها للطفل غير مناسبة له وأنه لم يتم إجراء أي أشعات لتقييم حالة الطفل وأضاف الوالد أنه قام بإحضار جهاز أشعة علي نفقته من خارج المستشفي وبعد إجراء العملية بثلاثة أيام تم نزع البلاستر للأنبوبة المتواجدة علي عنق الطفل بعدها فوجئ الوالد بانتفاخ جسم نجله وتورمه وبعد نصف ساعة توقف القلب ولفظ الطفل أنفاسه الأخيرة فحرر الوالد محضرا بذلك وأحال للنيابة العامة لمباشرة التحقيقات. وبسؤال الطبيب المشكو في حقه أمام النيابة قال: الطفل نور حضر للمستشفي علي أثر حادث سيارة وتم حجزه بقسم العناية المركزة وتم تركيب أنابيب قصبة هوائية وتوصيله بجهاز التنفس الصناعي لمدة طويلة نتج عنها ضيق شديد في القصبة الهوائية وتم إصابة الطفل بتلك الأعراض عقب خروجه من قسم العناية المركزة وعقب شعوره بتلك الأعراض الناتجة عن ضيق التنفس حضر إلي بقسم الأنف والأذن والحنجرة وتبين من خلال الفحص وجود ضيق شديد بالقصبة الهوائية وضمور بالغضاريف وتم إجراء ثلاث عمليات توسيع له وتم إجراء عملية شق القصبة الهوائية لكن وفاة الطفل حدثت نتيجة الحالة المرضية وليست لوجود أي أخطاء.. وقررت النيابة عرض الجثة علي الطب الشرعي للوقوف علي سبب الوفاة.