ومازال الأقصي يستغيث مما يتعرض له اليوم وغداً من أعمال حفر وتنقيب بدعوي البحث عن بقايا الهيكل المزعوم وفي اللقاءات السابقة تحدثنا عن بعض مما يجري حول المسجد وأسفله واليوم نستكمل الحديث. فقد صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو بأن النفق الذي تم فتحه أسفل المسجد الأقصي والسابق الإشارة إليه في الحلقة السابقة هو نفق تاريخي قديم وأن الإسرائيليين أعادوا فتحه فقط واستغرب استنكار الأمة العربية لفتحه والحقيقة أن القديم من هذا النفق هو جزء من القناة القديمة بطول ثمانين متراً وتبدأ من باب الغوانمة وتصطدم ببركتين صخريتين موجودتين داخل دير راهبات صهيون واكتشفها قبل الإسرائيليين الجنرال الألماني كونراد تشيك أما باقي النفق من مدخله في ساحة المغاربة وإلي باب الغوانمة بطول حوالي 450 متراً فهو نفق جديد حفره الإسرائيليون خلال سنين طويلة وقدمت حكومة الأردن عدة شكاوي في حينه إلي اليونسكو وصدرت قرارات لإيقاف حفريات هذا النفق إلا أن الإسرائيليين لم ينصاعوا إلي تلك القرارات وجاء في تقرير المستشار الفني مسيو لومير لمدير عام اليونسكو السيد مايور الذي نشره عام 1996 أن الإسرائيليين قد استعملوا مواد كيماوية خاصة لتسهيل تفتيت الصخر في داخل النفق وهذه المواد تشكل خطورة علي أساسات الأبنية الإسلامية إذا وصلتها عن طريق المياه الجوفية وفي هذه الحقائق ما يدحض ادعاء نتانياهو بأن هذا النفق قديم. بتاريخ 1981/8/21 ذكري إحراق المسجد الأقصي أعادت السلطات الإسرائيلية فتح النفق الذي اكتشفه الكولونيل وارين عام 1867 فاعتصم المواطنون المقدسيون في داخل النفق ومنعوا السلطات الإسرائيلية من الاستمرار بهذه الحفريات حيث كان ينوي الإسرائيليون إيصال هذا النفق إلي أسفل مبني قبة الصخرة المشرفة ثم تدخلت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس وأقفلت باب النفق بالخرسانة المسلحة بتاريخ 1981/8/29 وقد نتج عن فتح هذا النفق تشققات في الرواق الغربي للحرم الشريف فوق باب النفق. كما قامت دائرة الآثار الإسلامية في عام 1975 بالحفريات تحت باب العامود من الخارج وكشفت عن باب السور القديم الذي يقع أسفل باب العامود الحالي ثم أوصلت الباب الحالي مع الساحة الأمامية الخارجية بجسر مسلح من أجل المرور من وإلي البلدة القديمة وكل ما وجدته كان آثاراً وعقوداً إسلامية لا تمت إلي الهيكل بصلة. كانت المساحة المحصورة ما بين الأسود علي سور القدس وباب الأسباط علي سور الحرم القدسي الشريف الشمالي بعد عام 1967 تستعمل لتوزيع التموين علي اللاجئين من قبل وكالة الغوث الدولية وفي عام 1982 أصرت السلطات الإسرائيلية علي إجراء حفريات فيها بحجة وجود بركة إسرائيل في ذلك الموقع رغم معارضة دائرة الأوقاف الإسلامية وانتهت الحفريات في عام 1986 ولم يكتشف أي أثر إسرائيلي وفي عام 1988 تم إنشاء مدرج حجري ومقاعد حجرية بموجب مخطط أعدته السلطات الإسرائيلية في موقع الحفريات كما تم إنشاء جدار حجري يفصل الساحة عن طريق المجاهدين. في عام 1985 بدأت إسرائيل في تنفيذ مشروع الهيكل الصغير في رباط الكرد الجدار الغربي للأقصي وقد أوقفته ثم عادت في استكماله مؤخراً وفي ديسمبر 2004 تم الكشف عن هدم أجزاء من طريق باب المغاربة والجدار الساد للطريق بسبب الحفريات الإسرائيلية تحت الطريق في سبتمبر من عام 2005 تم الكشف عن حفريات ملاصقة للمسجد قرب باب السلسلة تقوم بها سلطة الآثار الإسرائيلية بالتعاون مع منظمة ناشطة في مجال تهويد القدس وذلك فضلا عن وجود أنفاق جديدة متشعبة توصل إلي المسجد. كشف الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني في يناير 2006 عن إقامة كنيس يهودي تحت حرم المسجد الأقصي شارحا ذلك بصور فوتوغرافية وشريط فيديو ووثائق وخرائط مفصلة وتحدث عن قيام مصمم يدعي الياف نحليئيلي علي مدار سبع سنوات بإقامة 7 غرف تحت حرم الأقصي حيث ادعي أنه يمثل مراحل تاريخ الشعب الإسرائيلي كما تم الكشف عن نفق أرضي تحت مسجد عين سلوان والروضة المجاورة بعمق أكثر من 12م جنوبي المسجد الأقصي حيث كانت تجري الحفريات أسفل المسجد والروضة وفي الجهة المقابلة لعين سلوان والمدخل الآخر تأكد حصول حفر لنفق آخر قريب من مجمع عين سلوان وذلك خلال شهر أغسطس 2006 وفي ديسمبر من نفس العام تم اكتشاف تصدعات خطيرة في الجدار الجنوبي للمسجد الأقصي بسبب حفريات أسفله. في يناير من العام التالي قامت سلطات الآثار بحفريات واسعة في المنطقة أظهرت بشكل واضح آثاراً لمبان عربية وإسلامية كثيرة من حقب تاريخية مختلفة كما قامت جمعية ألعاد الإسرائيلية وبواسطة سلطة الآثار بحفر نفق جديد يبدأ من أسفل منطقة عين سلوان وتمر بمحاذاة مسجد عين سلوان وتحت أرض وقفية مسيحية ويتجه شمالا باتجاه السور الجنوبي للمسجد الأقصي ومن المفترض أن يتواصل حفر هذا النفق مئات الأمتار حتي تصل إلي الزاوية الجنوبيةالغربية من المسجد أسفل مبني المتحف الإسلامي الواقع داخل المسجد وفي شهر فبراير من نفس العام هدمت الجرافات الإسرائيلية طريق باب المغاربة وغرفتين من المسجد وبدأت بأعمال حفرية كبيرة ومتواصلة أزالت خلالها أغلب الآثار العربية والإسلامية منذ الفترة الأموية إلي العثمانية ولاتزال هذه الحفريات مستمرة حتي اليوم. وخلال شهر أكتوبر أجرت جمعية يهودية حفريات بواسطة سلطة الآثار في منطقة حمام العين نهاية شارع الواد في البلدة القديمة تبعد أمتارا عن مدخل حائط البراق والجدار الغربي للمسجد الأقصي ويتجاوز عمق الحفريات 25م تحت الأرض وبعرض يتجاوز 30م باتجاه جنوب شمال وبطول لا يقل عن 40م باتجاه باب المطهرة أحد أبواب المسجد الأقصي لم تتوقف أعمال الحفر طوال العام قبل الماضي ففي شهر نوفمبر جري الكشف عن بداية أعمال حفرية وإنشائية تقوم بها إسرائيل قبالة باب المغاربة تبعد 50م فقط عن المسجد وأمتاراً معدودة عن سور القدس القديمة وتحديداً في مدخل قرية سلوان تسببت هذه الأعمال الحفرية والإنشائية في حدوث اهتزازات أرضية وهي تشكل تمهيداً لبناء مركز تجاري وسياحي يضم نفقا تحت الأرض يربط بين الموقع بساحة البراق وباب المغاربة وفي نفس الوقت بدأت سلطة الآثار في حفر نفق جديد ملاصق للجدار الغربي للمسجد الأقصي بطول 200م يبدأ من ساحة البراق ويتجه نحو البلدة القديمة ويمر تحت عشرات البيوت المقدسية ويهددها بالانهيار ويصل النفق الجديد إلي شارع الواد أسفل حمام العين حيث تبني إسرائيل كنيسا يهوديا جديداً لا يبعد سوي 50م عن المسجد الأقصي. في مطلع العام الماضي قامت جمعية ألعاد الاستيطانية مرة أخري بحفر نفق جديد في حي عين الحلوة في قرية سلوان جنوبي المسجد الأقصي وسيصل أسفل طريق باب المغاربة وساحة البراق ويتسبب حفر هذا النفق في تصدعات في بيوت أهل سلوان وطوله أكثر من 600م وله تشعبات متعددة الجهات إلي أعلي وأسفل وفي شهر فبراير قبل الماضي وقع انهيار في ساحة المسجد مقابل المدرسة الأشرفية بين بابي السلسلة والقطانين وأدي إلي إحداث حفرة بطول مترين وعرض م ونصف وعمق م واحد وحدث الانهيار بسبب الحفريات وتسبب في تصدعات ببيوت المقدسيين الملاصقة للجدار الغربي للمسجد الأقصي. وفي فبراير الماضي تسببت الحفريات في انهيار في مدرسة للبنات بمدخل سلوان علي بعد أمتار من الجدار الجنوبي للمسجد الأقصي كما تم الكشف عن نفق جديد جري حفره يسار مسجد عين سلوان يهدد المسجد والمباني المجاورة بالانهيار. واليوم تعود إسرائيل من جديد وفي تحد صارخ للعالم أجمع باستكمال أعمال الحفر والتنقيب في باحة الأقصي دون مراعاة لمشاعر ملايين البشر مسلمين ومسيحيين ويبقي الأقصي يستغيث فهل من مجيب؟