تحت عنوان "بين عشق مصر والجنون بها"، افتتح الثلاثاء الماضي بقاعة الفنون التشكيلية بدار الأوبرا معرض الفنان فريد فاضل، الذي يرسم ويصور وينقل بإحساسه العديد من الموضوعات واللقطات في حب مصر، يتجول بفرشاته يرسم المصري البسيط من سكان مصر شمالا إلي أقاصيها جنوبا، حيث يضم المعرض مجموعة كبيرة من الموضوعات ذات الطابع المصري. يناقش المعرض الحالي ناحية فلسفية بحثا عن العواطف والأحاسيس الداخلية، التي تؤثر في العمل الفني، وذلك أصل تيمة المعرض "إيجيبتومينيا" وهي تعني الولع والجنون بالحضارة المصرية. يضم المعرض عدداً كبيراً من الأعمال الفنية التي تعكس ولع الفنان بالفنون المصرية بكل ما تحمله من جماليات، وهو ما يرجعه الفنان إلي زياراته المتعددة للمتحف المصري خلال عام 2006 تلاها بزيارات متعددة إلي تل العمارنة وطيبة وأبيدوس وفيلة، بالإضافة إلي جولاته المتعددة حول العالم، يرسم ويتعلم من أعمال فناني عصر النهضة بمتاحف العالم في كل من باريس ونيويورك وبرلين وفيينا ولندن وبودابست وغيرها في زيارات محورها الاطلاع علي روائع الآثار المصرية المتناثرة والمنتشرة بمتاحف العالم، فنجده في معرضه متأثرا بزيارته للمتحف البريطاني بلندن. يرصد "فاضل" داخل كتيب معرضه، مجموعة من المشاهد واللقطات بأسلوب سردي، وصف فيها عدد من المواقف والمشاهد التي صاحبت الإعداد لعدد من أعماله "making" مما أضفي علي العمل نوعا من التشويق، وبأسلوب كلاسيكي يعتمد علي الواقعية في التصوير، بأسلوب يظهر فيه تأثر واضح بفناني عصر النهضة الأوروبية. سجل عددا من مشاهد المجتمع المصري مثل مشهد السوق والقهوة ومشاهد الجمال في الأرياف والمناطق البدوية، وكان لبورتريه الأشخاص البسطاء نصيب الأسد في لوحاته، بالإضافة إلي تصويره لعدد من روائع الفن المصري مثل رأسي رمسيس ونفرتيتي وغيرهما، فأعاد إلي أذهاننا رسوم المستشرقين في قوة خطوطهم وسطوع الألوان. فريد فاضل من مواليد أسيوط عام 1985 التحق بمعهد الكونسيرفتوار عام 1965 وتتلمذ علي يد الأستاذ أدولف منشة، ليعزف الكمان بالإضافة إلي آلة البيانو والغناء الكلاسيكي، أقام معرضه الأول للتصوير بالألوان المائية بقصر ثقافة قصر النيل، وكان عمره آنذاك ثلاثة عشر عاماً، تأكيدا علي موهبة ظهرت مبكرا، وقبل دراسته الجامعية نصحه عدد من أساتذة الفن بكلية الفنون بعدم الالتحاق بكليات الفنون نظرا لتفوق مستواه علي عدد ممن كان من المفترض أن يقوموا بالتدريس له، فالتحق فاضل بكلية الطب، واستفاد من دراسته لتشريح الجسد الإنساني في تصوير تفصيليات الملامح وحركات الجسد في أوضاعه المختلفة، حصل علي بكالوريوس كلية الطب والجراحة من جامعة القاهرة 1981 ثم ماجستير طب وجراحة العيون جامعة القاهرة 1987 ثم دكتوراه بعنوان (الكيمياء المناعية لرقعة القرنية المرفوضة) جامعة القاهرة 1998 ويعمل حاليا أخصائي طب وجراحة العين بمعهد الرمد التذكاري بالجيزة.