عاد الرئيس مبارك أمس إلي القاهرة في ختام جولة أوروبية ناجحة شملت كلا من المجر وسلوفينيا وكرواتيا وإيطاليا أجري خلالها مباحثات مع زعماء هذه الدول وكبار المسئولين فيها. تناولت مباحثات الرئيس مبارك خلال الجولة جهود إحياء عملية السلام في الشرق الاوسط وتطورات الاوضاع في العراق ولبنان واليمن والسودان والصومال وإيران وأفغانستان، الي جانب سبل دعم العلاقات في مختلف المجالات خاصة فيما يتعلق بتوسيع نطاق التعاون التجاري والاستثماري وإقامة المشروعات المشتركة ونقل التكنولوجيا المتطورة. وصرح السفير سليمان عواد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية قبيل مغادرته العاصمة الايطالية تعليقا علي جولة الرئيس مبارك الاوروبية، بأن الرئيس مبارك حرص علي أن ينقل للدول الاوروبية الأربع صورة أمينة لتطورات الاوضاع في الشرق الاوسط حتي لا تكون متلقية لصورة الاوضاع في المنطقة من الجانب الاسرائيلي وحده، مشيرا الي أن هذه الدول حريصة علي الاطلاع علي الملفات الساخنة في منطقة الشرق الأوسط، وقال السفير عواد إن الرئيس مبارك عندما بدأ هذه الجولة أحيط بقدر كبير وملحوظ من الترحيب وحرارة الاستقبال والتكريم سواء من الناحية المراسمية أو من خلال المفاوضات. وأشار إلي أنه لاحظ اثناء زيارة الرئيس مبارك للمجر أن اعدادا كبيرة من الاعلام المصرية تزين الشوارع والميادين والمباني في العاصمة بودابست، وعندما سأل السفير المصري من أين حصلت الحكومة المجرية علي هذه الاعداد الكبيرة من الأعلام أجابه بأنه تم صناعة هذه الاعلام في المجر خصيصا لهذه الزيارة تقديرا لزيارة الرئيس مبارك التي تعد تاريخية وفريدة من نوعها حيث لم يسبق لأي رئيس مصري أن زار المجر منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1928. وأوضح السفير سليمان عواد أن الرئيس مبارك لم يزر ايضا كلا من سلوفينيا وكرواتيا منذ استقلالهما عام 1992، كما أن الاتصالات معهما لم تكن بالقدر الكافي، مشيرا الي أن الدول التي زارها الرئيس مبارك ما عدا كرواتيا أعضاء في الاتحاد الاوروبي الذي تربطه بمصر علاقات قوية مما يعني أن هذه الزيارة مهمة. وأوضح السفير سليمان عواد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية ان الرئيس حسني مبارك كان علي علم بوجود خلاف بين سلوفينيا وكرواتيا علي ترسيم الحدود البحرية بينهما وأن هناك تحفظا من سلوفينيا علي انضمام كرواتيا للاتحاد الاوروبي، وأن الرئيس مبارك لمس خلال مباحثاته مع دانيلو تورك رئيس سلوفينيا وجود بوادر مشجعة علي إنهاء الخلاف. وقال السفير عواد إن الرئيس الفلسطيني طلب من الرئيس مبارك أن ينقل الي الجانب الكرواتي أن النية متجهة للمصالحة والرغبة في البناء علي هذا الاتجاه في إنهاء الخلاف وقد نقل الرئيس مبارك هذه الرغبة الي الرئيس الكرواتي خلال زيارته للغرب، وبالنسبة للعلاقات الاقتصادية، أوضح السفير سليمان عواد أن الجولة أسفرت عن نتائج ملحوظة وطيبة في هذا المجال منها إعلان تأسيس مجلس أعمال مشترك مع المجر، كما تم الاتفاق علي أن يقوم رئيس وزراء سلوفينيا بزيارة لمصر في ديسمبر المقبل علي رأس وفد كبير من رجال الاعمال حيث سيتم تدشين مجلس مشترك للأعمال، كما تم الاتفاق مع رئيسة الوزراء الكرواتية علي أن توفد وفدا وزارياً قبل زيارتها لمصر يرافقها وفد من كبار رجال الاعمال الكروات في النصف الاول من العام المقبل. وأكد المتحدث باسم رئاسة الجمهورية أن هذه الزيارات الرئاسية تمهد وتفتح الأبواب أمام مزيد من التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري وأن الدور يبقي علي متابعة وثيقة من الوزراء المعنيين ما تم الاتفاق عليه خلال هذه الزيارات. كان الرئيس مبارك قد عقد مؤتمراً صحفيا مع رئيس الوزراء الإيطالي في ختام جولته الأوروبية، جاء فيه: أشكر صديقي العزيز رئيس الوزراء "سيلفيو بيرلسكوني" علي ترحيبه وحفاوته وكلماته الطيبة. ولقد أسعدني أن ألتقيه اليوم في "روما" بعد لقائنا بقمة "G8" في "لاكويلا" ثم في "منتدي ميلانو" شهر يوليو الماضي، كما سعدت بما أجريناه من مشاورات مهمة حول القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، والعلاقات الثنائية الوطيدة والتعاون القائم بين البلدين الصديقين. تناولت مشاوراتنا مجمل الوضع في الشرق الأوسط، بالتركيز علي القضية الفلسطينية وسبل إحياء عملية السلام، وقد استعرضت جهود مصر لتحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، وجهودها لاستئناف مفاوضات الحل النهائي من حيث توقفت، كما أكدت خطورة الاستمرار في بناءالمستوطنات بالاراضي الفلسطينية المحتلة، ومحاولات تهويد القدس، وما تشهده ساحة المسجد الاقصي من مواجهات تستفز مشاعر الفلسطينيين والعرب والمسلمين. وفي سياق تناولنا للقضايا الاقليمية، تطرقت مشاوراتنا للتطورات في العراق وإيران ولبنان واليمن والسودان والصومال، كما تطرقت للوضع في أفغانستان وتداعياته علي باكستان. وحول القضايا الدولية، تناولنا الأزمة الراهنة للاقتصاد العالمي وضرورة تفعيل دور مجموعتي "G8" و"G20" مع توسيع قاعدة المشاركة في كلتا المجموعتين بما يراعي مواقف ومصالح الدول النامية والاقتصادات الناشئة. وعلي الجانب الثنائي، تطرقنا اليوم لمتابعة النتائج الايجابية للقمة التي عقدناها معا في شرم الشيخ شهر مايو الماضي، واتفقنا علي مواصلة العمل علي تحقيق المزيد من تدعيم التعاون في اطار المشاركة الاستراتيجية التي اطلقناها في روما العام الماضي. أشكر مجدداً صديقي العزيز رئيس الوزراء، وأعبر عن تمنياتي له وللشعب الإيطالي بدوام النجاح والتقدم والازدهار. وعاد الرئيس حسني مبارك إلي القاهرة أمس منهياً جولة أوروبية ناحجة شملت كلا من المجر وسلوفينيا وكرواتيا وإيطاليا، حيث أجري خلالها مباحثات مع زعماء هذه الدول وكبار المسئولين فيها. وتناولت مباحثات الرئيس مبارك خلال الجولة جهود إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط وتطورات الأوضاع في العراق ولبنان واليمن والسودان والصومال وإيران وأفغانستان، إلي جانب سبل دعم العلاقات في مختلف المجالات خاصة فيما يتعلق بتوسيع نطاق التعاون التجاري والاستثماري وإقامة المشروعات المشتركة ونقل التكنولوجيا المتطورة. من جانب آخر بدأت شركة مصر للطيران مفاوضات جادة مع السلطات المجرية المعنية لزيادة عدد رحلاتها بين القاهرة وبودابست من خمس رحلات حاليا إلي سبع رحلات أسبوعيا. صرح بذلك كمال رفعت مدير مكتب مصر للطيران بالمجر، مشيرا إلي أن الشركة وفي إطار سعيها للاستفادة من نتائج زيارة الرئيس مبارك إلي المجر ما تم خلالها من الاتفاق علي تعزيز مجمل التعاون بين البلدين في المجالات المختلفة شرعت في اتصالات مكثفة مع الجانب المجري لزيادة عدد الرحلات لتوافر رحلة يومية بين القاهرة وبودابست.