طالبت قيادات الحزب بتدخل الدول العربية والمجتمع الدولي لمساعدة اليمن في القضاء علي التوترات القائمة مع الحوثيين، وذلك في الندوة التي أقامها الناصري الأسبوع الماضي وشارك فيها السفير اليمني عبدالولي الشميري ود.حسن أبوطالب الخبير الاستراتيجي بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية. أرجع السفير اليمني الهدف الأساسي لهذا الصراع والانقلاب الذي يشنه الحوثيون إلي مخطط تفتيت الدول العربية والقوميات عن طريق تنامي التحركات الانفصالية التي ترمي لفصل الجنوب عن الشمال في اليمن. وأشار الشميري إلي أن هذه الحركة الانفصالية بدأت قبل إعلان الوحدة اليمنية وذلك بعدما حصل جنوب اليمن علي استقلاله عن الاحتلال البريطاني وقدمت مصر في تلك الأثناء جميع الاستعدادات لإعانة اليمن علي نيل استقلاله وتحقيق وحدته في حرب اليمن وحينما تجددت المطالب بإعلان الوحدة دب صراع بين الثوريين في عدن وآخرين في صنعاء إلي أن تحقق مطلب الوحدة اليمنية في مايو 1990 وأبرمت وثيقة لدمج الشمال والجنوب وتغيير الاسم إلي جمهورية اليمن حتي دب خلاف جديد بين حزبي السلطة الاشتراكي وحزب المؤتمر الشعبي وفي مفارقة غريبة بدأت وحدات الجيش اليمني تتقاتل فيما بينها. أوضح أن أزمة العراق والكويت ألقت بظلالها علي الأوضاع في اليمن ورحلت قوات الحزب الاشتراكي إلي أن عادوا فيما يسمي حركة الحوثيين الذين يقودون الصراع بغرض استرجاع السلطة مما جعل دولة اليمن تعقد اتفاقيات بغرض وقف القتال إلا أنهم لا يلتزمون بها موضحا رفض هذه الحركة لتكوين حزب سياسي تحت مظلة القانون والدستور. ووصف د.حسن أبوطالب الخبير بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية التدخل العربي في أزمة اليمن باللامبالاة والتحفظ في الوقوف بجانب الدول والحكومات التي تواجه جماعات صراع، محذرًا من وصول الصراع في الصومال مثل اليمن مما يؤثر علي الوضع الاستراتيجي في العالم العربي خاصة مع دخول الجانب العقائدي. وأشار أبوطالب إلي تدخل إيران في نشر المنهج الشيعي في اليمن عن طريق الملحق الثقافي الإيراني في اليمن الذي ينظم رحلات طلاب يمنيين إلي طهران مما يعد نوعًا من التعرف علي إيران واكتساب أعضاء جدد لهذا المذهب وتساءل أبوطالب عن مصادر تمويل الحوثيين بالإمدادات والأسلحة والتدريبات والمهارات القتالية التي يتحدون بها الجيش اليمني والنظام مما يعني أنها ليست مجرد مجموعات ذات بعد منهجي بل تتعدي ذلك معتبرًا أن هذه المعركة تعد اختبارًا حقيقيا للقوميين العرب، وطالب بإعادة هيكلة للنظام السياسي اليمني حتي يكون قادرًا علي تجميع اليمن وهذا يتطلب عمليات تطهير للفساد واحترام قيم المواطنة واستجابة الدولة لمطالب المواطنين لإبعاد فكرة الهيمنة والاستيلاء علي موارد الجنوب عن طريق الوحدة. وأشار إلي علاقة الحوثيين بتنظيم القاعدة موضحا ضرورة مساعدة الحكومة اليمنية علي تخطي الأزمة.