بحث مدير المخابرات العامة المصرية الوزير عمر سليمان أمس مع وفد من حماس برئاسة موسي أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي للحركة ترتيبات الجولة الختامية للحوار الفلسطيني المقرر خلالها توقيع اتفاق المصالحة يوم 25 أكتوبر الجاري. وأكد المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري أن حركته لم تتراجع عن موقفها من الحوار الفلسطيني أو عن التزاماتها السابقة مع المسئولين المصريين، لكنه اشار الي ان تداعيات تأجيل النظر في تقرير جولدستون تلقي بظلال كثيفة علي آفاق الحوار. قال أبو زهري "نؤكد تمسكنا بالحوار وكل التفاهمات التي توصلنا اليها مع المسئولين المصريين لابرام اتفاق المصالحة، ولا تراجع عن هذا الموقف. بدوره شدد القيادي في حماس صلاح البروديل علي أن حماس حريصة علي المصالحة وتريد الوصول اليها في ظل ظروف ايجابية وواضحة لضمان نجاحها وعدم فشلها كما فشلت المصالحة التي جرت في مكة عام 2007. علي الجانب الآخر، قال رئيس دائرة شئون المفاوضات عضو اللجنة المركزية لحركة فتح صائب عريقات "إننا تلقينا دعوة كريمة من الاشقاء في مصر لتوقيع اتفاق المصالحة في الخامس والعشرين من الشهر الجاري"، مشيرا الي ان الرئيس عباس سيذهب شخصيا الي القاهرة للتوقيع علي الاتفاق. أضاف عريقات: "نحن علي مفترق طرق مصيري والمسائل لا تعالج بالطريقة التي نشهدها وشهدناها خلال الايام الماضية، تعالج بوضع المصالح فوق اي اعتبار آخر". وتابع: "نحن نريد انهاء الانقسام وهذا هو التحدي الماثل امامنا، ولا يمكن ان نتصور هذا الوضع المأساوي الفلسطيني باستمرار الانقلاب" مؤكدا ان "المصلحة الوطنية الفلسطينية الآن فوق اي اعتبار آخر". علي صعيد عملية السلام قال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة "ان طريق السلام مسدود الآن ومتوقف بسبب التعنت الاسرائيلي برفض وقف الاستيطان ورفض وجود مرجعيات واضحة للمفاوضات ضمن فترة زمنية محددة". وطلب أبو ردينة في تصريحات للصحفيين ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما ان "تضغط علي اسرائيل للالتزام بخطة خريطة الطريق التي تنص علي ذلك". كما طالبها بوقف "التصعيد الاسرائيلي غير المسبوق في الاراضي الفلسطينية ضد المقدسات الاسلامية والمسيحية". بدوره، عبر عزام الاحمد رئيس كتلة فتح البرلمانية عن قلق الجانب الفلسطيني من زيارة المبعوث الامريكي للمنطقة ونتائجها. قال في تصريحات بثها راديو سوا الامريكي نحن اصبحنا قلقين من السياسة الامريكية بعد ان تراجعت الادارة الامريكية عن وعودها التي اطلقتها سواء علي لسان الرئيس اوباما أو وزيرة خارجيته هيلاري كلينتون او ميتشل نفسه،، عندما اعلنوا في بداية تسلم الادارة الجديدة انه لابد من احياء عملية السلام علي اساس حل الدولتين، وتجميد الاستيطان وفجأة تغير كل شيء واصبح التحرك باتجاه المفاوضات وكأن المفاوضات هدف. وجدد الاحمد تمسك السلطة بمطلب وقف الانشطة الاستيطانية في القدس والضفة الغربية قبل استئناف مفاوضات السلام مع اسرائيل. من ناحية اخري، رفعت سلطات الاحتلال الاسرائيلي الحصار المفروض علي المسجد الاقصي منذ اكثر من اسبوع واعادت فتح البوابات المؤدية للحرم الشريف. وقامت الشرطة الاسرائيلية برفع الحواجز الاسرائيلية عند باب الاسباط المؤدي للحرم القدسي، بينما ابقت علي الحاجز الاعتيادي الموجود اصلا بشكل دائم حيث يدخل الاطفال والنساء والرجال دون قيود علي العمر. وسبق رفع الحصار وقوع مواجهات امس الاول بمنطقة رأس العامود في القدسالمحتلة بين قوات الاحتلال وفلسطينيين يحتجون علي الاجراءات الامنية المشددة في المدينة المقدسة واستمرار حصار الاقصي. كما شارك آلاف الفلسطينيين في مسيرات منفصلة دعت اليها حركتا حماس وفتح في غزة والضفة الغربية تنديدا بالاجراءات الاسرائيلية في القدس. وفي مدينة القدسالمحتلة شهدت كنيسة القيامة اعتصاما شارك فيه رجال دين مسيحيون من مختلف الطوائف وحشد من ابناء القدس المسيحيين اضافة لحجاج مسيحيين يزورون المدينة هذه الايام. واكد رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس المطران عطا الله حنا في كلمة له ان الاعتصام يأتي تضامنا مع "إخوة لنا في الانتماء الي الانسانية اولا، وفي الانتماء الي هذه الارض المقدسة وهذه المدينة المباركة ثانيا". واعتبر ان الاعتداء علي الاقصي هو "اعتداء علي كرامتنا وعلي وجودنا وعلي هويتنا وعلي حضارتنا"، وانه اعتداء علي المسيحيين كما هو اعتداء علي المسلمين.