شهدت العاصمة البريطانية لندن يوم الأربعاء الماضي حدثاً مهمًا اجتذب عشاق الفن الإسلامي من جميع أنحاء العالم وهو مزاد الفن الإسلامي الذي نظمته دار سوثبي للمزادات وقد حقق مبيعات بلغت نحو 8 ملايين جنيه استرليني. وقد تضمن المزاد الذي أكد الخبراء أن حجم الإقبال عليه ومبيعاته أكدا أن الكساد العالمي لايؤثر في سوق الفن الإسلامي وسحره، مجموعة تاريخية وأثرية ضخمة من القطع الفنية النادرة، من أهمها كأس يعود إلي العصر المغولي ويحمل شعار دولتي فرنسا ونافار، وقد صنع خصيصاً كهدية من الإمبراطور المغولي إلي البلاط الملكي في فرساي. ولايوجد في العالم غير 3 قطع ومنه الأخران في تايلاند وفيينا. وكانت مفاجأة المزاد مشكاة أثرية صنعت في عهد الخديو عباس حلمي عام 1910 ويعتقد أنها صنعت لتعلق في مسجد الرفاعي وقد وصل سعرها إلي 64 ألف جنيه استرليني. كما تضمن المزاد مجموعة من الكتب والمخطوطات منها عدد من المصاحف مثل مصحف من العصر العثماني بلغ سعره 65 ألف جنيه استرليني وكذلك لوحات مصورة من ملحمة الشاهنامه للفردوسي، ولوحات نادرة للخط العربي، بالإضافة إلي خريطة ضخمة من عصر الدولة العثمانية مرسومة علي القماش تصور قلعة مدينة بلجراد. وبيع في المزاد لوحة للسلطان فتح علي شاه كاجار (1797 1834)، من أعمال الفنان مهر علي بنحو نصف مليون استرليني. وشملت المعروضات أيضاً جناحًا للأسلحة يعود لعصور إسلامية مختلفة ومنها بندقية للسلطان محمود الأول مطعمة بالعاج ووصل ثمنها إلي 37 ألف استرليني. ومن القطع النادرة في المزاد، هناك قارورة لشرب الماء من العهد العثماني، في النصف الثاني من القرن السادس عشر، مصنوعة من النحاس المذهب وزينت بنقوش علي هيئة أزهار ونباتات وبيعت بنحو نصف مليون جنيه استرليني. وضم المزاد مجموعة من المجوهرات التي تعود لإحدي الأسر الملكية في العهد العثماني، ومن تلك القطع مجموعة من أكواب القهوة المرصعة بالماس واللؤلؤ من القرن التاسع عشر، وقطع من السجاد النادر مثل سجادة صلاة من فارس مصنوعة من الحرير والصوف تعود إلي نهايات القرن السادس عشر وتبدو الكتابات علي السجادة بحالة جيدة وكانت هدية من البلاط الفارسي إلي السلطان العثماني بمناسبة اتفاقية الصلح التي أبرمت بين الامبراطوريتين.