الاسم: سيد عبدالحفيظ دراوى السن: 59 سنة جندي مجند بالقوات الخاصة يروي قصته مع العبور قائلا: تمكنت قوات مشاة الاسطول من العبور إلي الضفة الشرقية للقناة في تمام الساعة الثانية وعشر دقائق يوم 6 أكتوبر.. وتحت ستار من نيران المدفعية وبفضل الضربة الجوية الأولي فقد العدو صوابه وظل يتخبط ولايدري كيف يواجه القوات الخاصة.. وعندما علم بتواجد قوات مشاة الاسطول في البحيرات المرة استعد العدو بحشد القوات لمقابلة القوات المصرية ولكن سبقته القوات المصرية وفاجأته بوصولها الي الشاطئ! وهنا تمت مواجهته وجها لوجه وما كان من العدو إلا أن بدأ في الانسحاب والتقهقر للخلف وظلت القوات المصرية تزحف في اتجاه ممر متلا وممر الجدي كانت هذه هي المهمة الأولي لمشاة الاسطول. وفي 9 أكتوبر اقتحمت القوات منطقة كبريت لتقع بذلك كل نقاط تمركز العدو علي خط بارليف في أيدي القوات المصرية. يتذكر عبدالحفيظ بمزيد من الفخر الدور الذي لعبه إبراهيم عبدالتواب شهيد كبريت قائد إحدي كتائب مشاة أسطول الذي قاد فريقاً يضم الرائد شوقي الجوهري والنقيب مدحت منير فهيم والشاويش نشأت فانوس وأحمد حسنين ومحمد كامل الربا، وسعيد آدم لاستطلاع الموقع وتمكنوا من عمل ثغرة في حقل الالغام ودخلوا الموقع وطهروه من الاسرائيليين وأسروا حوالي عشرة جنود تم تسليمهم فيما بعد للسلطات وشاهدنا بقية الجنود وهم يهربون خارج الموقع من مكان آخر. وتم اقتحام الموقع في ثلاث ساعات فقط رغم أنه كان مزوداً بامدادات ومؤن تكفيهم لمدة 6 أشهر تحت الحصار! وظل الجنود المصريون لمدة 11 يوماً في معارك واشتباكات مع الاسرائيليين واستبعاد جميع أعضاء الكتيبة في الدفاع عن موقع كبريت وظلوا في الموقع لمدة 134 يوماً! يتابع الدراوي: بدأت قوات الدفاع الشعبي في امدادنا بالمؤن والغذاء لكن كانت المشكلة التي تواجهنا هي مياه الشرب إلا أن جنود الكتيبة من خريجي كلية العلوم لجأوا لتقطير مياه القنال فأحضروا تانك إحدي الدبابات التي تعرضت للضرب وقاموا بغسله بمياه مالحة ثم أخذوا بعد ذلك ماسورة حديد كانت هي منفذ خروج المياه التي تم تكثيفها بعد أن وفروا الاخشاب التي اشعلوها أسفل التانك ورغم قرار الفصل بين القوات إلا أن كبريت ظلت في قتال مع العدو وهي تحت الحصار حتي فبراير 1974.. وبعد مباحثات الكيلو 101 تم استبعاد القوات الاسرائيلية وخرجت القوات المصرية بسلام. ونظرات من الفخر خرجت من عين الدراوي وهو يتذكر القائد إبراهيم عبدالتواب الذي استشهد أثناء المعركة بعد أن ردد قائلا: الآن اسمع صوت قدري وعبدالرازق عبدالمقصود شامة قائد فصيلة الهاون في الوحدة وعبدالله فرج من رومات الدبابات وصديقه يوسف المغربل الذي كانت إحدي امنياته أن يقتل جندياً إسرائيلياً أثناء إحدي مرات الاشتباك حتي لو استشهد بعدها! وبالفعل شاءت الأقدار أن يصيب أحدهم ليخلع بعد ذلك خوذته ويتلقي شظية توفي علي إثرها، بعد أن تم أسر 3 جنود! وبعد أن هدأت النيران بدأ الجنود في دفن موتاهم ليخرج أبطال كبريت في استقبال مهيب كان في مقدمته محافظ الإسكندرية الذي قابل الجنود المحاربين بحفاوة بالغة الدراوي حصل علي نوط الشجاعة العسكري من الطبقة الثانية من رئيس الجمهورية لما قدمه من أعمال استثنائية في ساحة القتال.