نشرنا علي مدار الاسبوعين الماضيين الحلقتين الاولي والثانية من عرض كتاب المسلم الصالح والمسلم الطالح الذي يكشف فيه المؤلف الاوغندي محمود ممداني، من خلال رصد معلوماتي دقيق، كواليس الحرب الافغانية السوفيتية وكيف استخدمت الولاياتالمتحدةالامريكية الاسلاميين من الدول العربية وافغانستان في حرب بالوكالة مع الاتحاد السوفيتي السابق وكيف مولت هذه الجماعات حربها التي رفعت خلالها راية الجهاد عبر تجارة المخدرات، وننشر اليوم الحلقة الثالثة والاخيرة من العرض وفيها يتناول المؤلف كيف استخدمت المخابرات الامريكية البنوك المشبوهة في توصيل اموالها الي المجاهدين لكي يواصلوا حربهم ضد السوفييت. يقول ممداني ان ابرز المؤسسات التي دعمت حركة الجهاد من التجنيد حتي التمويل كان البنك الباكستاني الشهير البنك الدولي للاعتماد والتجارة (بي سي سي آي) والذي أنشأه قارون باكستاني هو اغا حسان عبيدي عام 1972 وانهار عام 1991 بعد انتهاء الحرب الأفغانية، وقد ألقي به أمام المحاكم الأمريكية بتهم الاحتيال والرشوة، وكان يعمل بهذا البنك أربعة عشر ألف موظف وله مكاتب في سبعين دولة، وكان مدرجا ضمن مهربين صربيين، ويستخدم مجموعتين من مراجعي الحسابات، مما سمح له بتجنب نشر حسابات محكمة ذات معني. وقد أطلق مدعي عام نيويورك علي هذه العملية أكبر احتيال مصرفي في تاريخ نيويورك المالي والبنك الباكستاني يشبه بنك (كاسل) والذي مررت المخابرات الأمريكية من خلاله الأموال إلي العمليات المعادية لكاسترو في كوبا والتي استخدمتها عندما احتاجت إلي خدمات بنوك فاسدة او إجرامية لعمليات ما وراء البحار هذا من ناحية ومن ناحية اخري يعد البنك الباكستاني احدي مبادرات أغا حسان عبيدي العديدة التي جري التكفل بها خلال مسار متألق كان مكرسا لتحطيم الاحتكار الكوليني إلي للمؤسسات الغربية غير ان تحالف سماسرة المخابرات الأمريكية أفسده. ويشير المؤلف الي ان البنك الباكستاني كان قناعا للعمليات السرية لكل أولئك الذين كانوا في حاجة إلي ذلك من مجموعة ابو نضال الفلسطينية، إلي مبادرات باكستانية وارجنتينية وليبية للحصول علي اسلحة نووية، إلي عمليات المخابرات الأمريكية وقد كان قرار المخابرات الأمريكية بخصخصة الجهاد الأفغاني قد ادي الي ظهور آفاكين من القطاع الخاص كانت القاعدة واحدة منها وكان البنك الدولي للاعتماد والتجارة هو الطرف الآخر. وقد تورط البنك الباكستاني في تمويل الإرهاب وغسيل اموال المخدرات عامي 1988 و 1989، ولم تستطع المخابرات الأمريكية لعلاقتها بالبنك الباكستاني الصمود امام تقارير التحقيق الأمريكية والبريطانية حيث استخدمت حسابات المخابرات الأمريكية في فرع البنك في لندن لدفع حسابات لرعاية بريطانيين ومقيمين عملوا كمقدمي معلومات للسي آي أيه. ونقلت صحيفة الفاينانشيال تايمز الاقتصادية الامريكية تأكيد وزير المالية الباكستاني استخدام فروع البنك في باكستان كقنوات لأموال ارسلت إلي الجهاد الأفغاني. كما اعلنت لجنة التحقيق مع السيناتور جون كيري ان معاونا لمجلس لشيوخ كان يعمل في إمداد المجاهدين بصواريخ ستينجر وأسلحة أخري واعلنت وكالة ان بي سي في 23 فبراير 1992 ان اغا حسان عبيدي كان يقابل مدير المخابرات الأمريكية ويليلم كاسي سرا لمدة ثلاث سنوات في فندق واشنطن ماديسون بعد ان أقر مدير المخابرات الأمريكية بالإنابة بالتواطؤ بين الوكالة والبنك الباكستاني. وكان للجهاد الأفغاني الأثر العميق علي دولة باكستان ومجتمعها اكثر من أي بلد آخر خارج أفغانستان وقد ادعي العسكريون ان تأسيس دولة أمن قومي يعني بناء دولة إسلامية وكان ضياء الحق مقتنعا بأن باكستان لن تواصل الحياة ما لم يخضع نظامها لمثل ما تخضع له اسرائيل (إن باكستان مثل اسرائيل، دولة ايديولوجية حيث نزع اليهودية من اسرائيل معناه ان تنهار، انزع الإسلام من باكستان واجعلها دولة علمانية تنهر وكان يري ان باكستان سوف تتماسك فقط بمشروع ايديولوجي.