شهدت محافظات الدلتا خاصة الشرقيةوالدقهلية تزايد كثافة السحابة السوداء نتيجة حرق قش الأرز مع بداية موسم حصادة وإشعال النيران في مقالب القمامة التي زادت بعد التخلص من الخنازير التي كانت تلتهم الكثير من المخلفات العضوية دون إيجاد بدائل للتخلص من القمامة بإقامة مصانع لتدويرها. في الشرقية بدأت حرائق قش الأرز مبكرًا خاصة في مركزي منيا القمح وبلبيس وعلي الطرق في غيبة من المسئولين مما أدي إلي أن غطت السحابة السوداء وحجبت الرؤية علي طرق ههيا أبوكبير ومنيا القمح والزقازيق بلبيس مما يهدد بوقوع عدد من الحوادث يروح ضحيتها الكثير من الأبرياء. وتوقع خبراء البيئة زيادة عدد الحرائق هذا العام في محافظة الشرقية نظرًا لزيادة زراعة محصول الأرز للضعف وقلة عدد المكابس خاصة بعد أن استردت مديرية الشباب والرياضة المكابس اليدوية التي أثبتت فشلها. وفي سياق متصل تلاحظ إشعال حرائق في تشوينات القمامة بمداخل المدن خاصة مراكز ههيا وأبوكبير وكفر صقر لتغطي السحابة السوداء المنازل والمستشفيات ناهيك عن ملاصقة هذه الحرائق لشريط السكة الحديد مما ينذر بكارثة تهدد سلامة القطارات وركابها. في كفر الشيخ أكد فايد الشملي وكيل وزارة البيئة أنه تم تحرير 150 محضرًا للمخالفين الذين استغلوا إجازة العيد وقاموا بحرق قش الأرز، مما تسبب في انتشار السحابة السوداء في جميع أنحاء المحافظة لافتًا إلي أنه تم فرض غرامات وصلت لأكثر من ألف جنيه علي المخالفين. محمود الجزار وكيل وزارة الزراعة بكفر الشيخ قال إنه تم توفير 20 مكبسًا لقش الأرز وزعت علي جميع المراكز حيث تم كبس أكثر من 20 طنًا. وأوضح أشرف صحصاح عضو مجلس محلي المحافظة أن حرائق مقالب القمامة بمدينة كفر الشيخ، أدت إلي تصاعد الأدخنة بكثافة وتكوين السحابة السوداء التي باتت تخنق المواطنين وتعوق حركة المرور علي الطرق. أما في الغربية فتركزت السحابة السوداء ببعض قري مراكز المحلة الكبري وسمنود وكفر الزيات بعد أن قام المزارعون بحرق قش الأرز للتخلص منه بعد أن ظل علي الأرض فترة طويلة، مما يتسبب في تأخير زراعة الأرض بمحاصيل أخري. إلي ذلك كشف الدكتور جمال الصعيدي مدير جهاز شئون البيئة بوسط الدلتا أن محافظة الغربية اتخذت عددًا من الإجراءات للتصدي لظاهرة حرق قش الأرز، وقال إن إجمالي المواقع المفتوحة لتجميع القش تصل إلي 10 مواقع بمختلف المراكز موضحًا أنه تم تجميع 346 طن قش وتحرير أكثر من 70 محضرًا للمخالفين بالمحلة وسمنود. وفي نفس السياق قرر اللواء عبدالحميد الشناوي فرض غرامات و100 ألف جنيه والحبس لمدة عام طبقًا لقانون البيئة المعدل. كما انتشرت حرائق قش الأرز بمختلف قري ومراكز محافظة الدقهلية وأعلن المحافظ اللواء سمير سلام أنه سوف يواجه السحابة السوداء التي تتسبب فيها هذه الحرائق بكل حزم مشيرًا إلي تحرير 518 مخالفة بيئية للمخالفين وفرضت عليهم غرامات تتراوح بين ألفي جنيه و 10 آلاف جنيه. وأضاف سلام أنه تم التخلص من 223 ألف فدان من قش الأرز حتي الآن ويعادل 60٪ مما تم حصاده من الأرز حتي الآن، موضحًا أنه يوجد 556 مكبسًا تم توزيعهما علي الجمعيات الزراعية بجميع أنحاء المحافظة. وأكد أبوبكر السيد رئيس جهاز شئون البيئة أن انتشار مكامير الفحم والفواخير ومصانع الطوب الطفلي والمسابك ساهمت في انتشار هذه السحابة. وفي القليوبية لم يكن قش الأرز هو المتسبب في انتشار السحابة السوداء بل كانت مكامير الفحم التي خالف أصحابها قرارات الغلق وقاموا بتشغيلها وتركزت هذه السحابة في مركز القناطر الخيرية حيث توجد به أكبر عدد من المكامير. وأكد المهندس حمدي يونس وكيل وزارة الزراعة بالقليوبية أنه لا توجد أي حالات لحرق قش الأرز لافتًا إلي أن موسم الحصاد لم يبدأ حتي الآن. لافتًا إلي أنه تم توفير عدد من مكابس القش لمواجهة هذه الظاهرة موضحًا أنه سوف يتم فرض غرامات علي المخالفين. وفي الوقت الذي تكافح فيه إدارة البيئة في بورسعيد الأدخنة المنبعثة من مصانع المنطقة الصناعية جنوب وغرب بورسعيد والمصانع المتواجدة داخل كردون المدينة حولت القمامة بورسعيد إلي سحابة سوداء بعد أن قام المواطنون بإشعال النار فيها للتخلص من رائحتها وتحويلها إلي مأوي للحشرات والقوارض التي انتشرت داخل المحافظة بشكل مخيف. ووصف إيهاب الدسوقي رئيس جمعية حماية البيئة ببورسعيد ما يحدث في بورسعيد بكارثة قومية من النوع الأول ومؤامرة لقتل معالم بورسعيد الجميلة، هذا وأشار إلي أنه سيتم تشكل حملة ضد شركة النظافة بإطلاق اللافتات والملصقات والمؤتمرات للخلاص من هذا الوضع المؤلم داخل المحافظة في ظل الأمراض الشرسة التي تغزو مصر حيث يتضامن معه اتحاد شباب العمال فرع بورسعيد وأيضًا جمعيات المجتمع المدني وباتت السحابة السوداء تؤرق كل مواطن داخل بورسعيد في ظل استقبالها لبطولة كأس العالم كما تسببت أكوام القمامة التي تملأ شوارع محافظة المنوفية في تكوين السحابة السوداء بكثافة بعد أن أشعل الأهالي النيران فيها. حيث تنتشر علي مساحات شاسعة داخل الكتل السكانية مما أدي إلي انتشار الأوبئة والأمراض والحشرات الضارة. مما دفع عددًا من أعضاء المجالس المحلية بتقديم طلبات بشأن هذا الموضوع ولكن دون جدوي رغم وعود المسئولين بنقل هذه المقالب إلي خارج المحافظة والعمل علي منع حرقها. وإقامة مصانع لتدوير القمامة التي أصبحت تملأ الشوارع.