أرجع الخبراء والسياسيون اخفاق المرشح المصري فاروق حسني في الوصول إلي منصب مدير عام منظمة اليونسكو إلي التحالف الأمريكي الصهيوني وممارسة قوي عظمي لضغوط علي الدول الفقيرة فيما يتعلق بالمعونات لاجبارها علي التصويت لصالح مرشحة الاتحاد الأوروبي ايرينا بوكوفا مؤكدين نجاح مصر والعرب في الحصول علي 92 صوتا وهو ما اعتبروه دليلا علي القبول الدولي لحسني منتقدين في ذات الوقت جماعة الإخوان المحظورة وغيرها من الأصوات الشامتة في اخفاق فاروق حسني وكذا حديث الغرب عن حوار الحضارات الذي ثبت زيفه أول اختبار فعلي. واللافت أن حمدي حسن المتحدث السابق باسم جماعة الإخوان المحظورة كشف عن شماتة الجماعة عندما أرسل مقالاً بالايميل يقول فيه مبروك فشل حسني ويتهمه بالمرشح غير الكفء واصفا ترشيحه لهذا المنصب بالخيانة وهو ما رفضه السياسيون معتبرين أن ذلك يصب في خدمة إسرائيل. صلاح عيسي رئيس تحرير جريدة "القاهرة" يري أن فاروق حسني دفع ثمن الصورة السيئة التي روجت عن الإسلام لدي الغرب عقب أحداث 11 سبتمبر مضيفا الضغوط التي مورست تثبت تورط أمريكا واللوبي الصهيوني لمنع مرشح عربي مسلم من الوصول للمنصب الرفيع واصفا مهاجمي فاروق حسني بالحمقي خاصة المصريين الذين خدموا الموقف الصهيوني بتشويه صورته. فيما رأي الدكتور حمدي السيد نقيب الأطباء أن المعركة الانتخابية كشفت عن سيطرة اللوبي الصهيوني علي السياسة الأمريكية معتبرا ذلك أمرا غير مشرف لأمريكا. ووصف الدكتور مصطفي علوي أستاذ العلوم السياسية المعركة الانتخابية بأنها شكل من أشكال صراع الحضارات التي كشفت تعصب الغرب ضد العرب والمسلمين والأفارقة لصالح اللوبي اليهودي. السفير محمد بسيوني رئيس لجنة الشئون العربية قال إن معركة اليونسكو كشفت عن تسييس واضح للمنظمة الثقافية مؤكدا أن الاختيار جاء بعيدا كل البعد عن الكفاءة وأن أمريكا فرضت ارادتها وكشفت عن انحياز واضح لرغبات إسرائيل. فيما أكد الدكتور مصطفي الفقي رئيس لجنة الشئون الخارجية بمجلس الشعب أن الانتخابات كشفت عن دور مصر الفاعل علي الساحة الدولية بدليل حصول المرشح المصري علي 92 صوتا إلا أن الضغوط الأمريكية والإسرائيلية حالت دون نحاحه. فيما أكد عضو المجلس الرئاسي بحزب التجمع حسين عبدالرازق أن فاروق حسني خاض معركة ناجحة من أجل فوز مصر بموقع مدير اليونسكو مشيرا إلي أن الموقف العدائي الذي اتخذته الإدارة الأمريكية وأوروبا بما فيها فرنسا التي قيل إنها تربطها علاقات خاصة بمصر تؤكد أن هناك موقفاً عنصرياً ضد العرب والمسلمين، ولا ننسي أنه عندما تولي مفكر سنغالي في الثمانينيات وكان مسلما واسمه أحمد مختار امبو توقفت أمريكا عن دفع نصيبها لليونسكو احتجاجا علي فوزه وكان هذا المعني الأساسي للمعركة. أما المعني الآخر للمعركة هو أن الإدارة الأمريكية عاملت مصر بعداء وجفاء ليعكس للأسف وزننا الحالي في الساحة الدولية. فيما قال أحمد أبوطالب رئيس لجنة الثقافة بمجلس الشعب إن المرشح المصري الوزير فاروق حسني كان الاقرب للفوز من الجولة الأولي ولكن التربيطات السياسية في اللحظات الأخيرة اهدرت كل المجهودات التي بذلتها مصر لدعم مرشحها موضحا أنه يتوقع أن سبب النتيجة المفاجئة هو تخلي إحدي الدول المهمة التي كانت مؤيدة لمصر في شمال البحر المتوسط عن المرشح المصري.